حاجز الحمرا.. كابوس يطارد التلاميذ ومحطة إذلال المواطنين
في أول يوم من الفصل الدراسي الثاني للعام الحالي، ينهض الفتى إبراهيم حج محمد ابن الـ 15 عامًا من بلدة فروش بيت دجن شمال شرق نابلس، مبكرًا من نومه صوب مدرسته في قرية النصارية المجاورة، للوصول مبكرًا إليها تخوفًا من مضايقات جنود الحاجز العسكري المعروف باسم حاجز الحمرا.
ومنذ أن أضحى حج محمد طالبًا في مدرسة خارج بلدته التي يقتصر التعليم فيها للصف التاسع فإنه يكابد الألم، كلما مر وتنقل على حاجز الحمرا المقام على أراضي بلدته في كل تنقلاته، والتي تركت فيه أثرًا لا يمكن نسيانه.
null
على بعد مائتي متر من التجمع السكني والزراعي في فروش بين دجن وعشرات الأمتار من بلدة عين شبلي، يقع الحاجز العسكري سيئ الصيت خاصة في الانتفاضة السابقة.
مرتع القمع
ويقول حج محمد: “عندما ننوي السفر إلى نابلس أو قرية مجاورة نفكر مائة مرة، بسبب تعامل جنود الحاجز مع المواطنين بما فيهم الطلبة والمزارعون المسنون والنسوة”، منبهًا بأن الحاجز مرتع للقمع والإذلال والاضطهاد المقصود”.
ويصف توفيق حج محمد مدير مدرسة فروش بيت دجن، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” معاناة تلاميذ المدرسة الصغارالقاطنين خلف الحاجز، وهم يتنقلون من منازلهم إلى المدرسة بقوله: “تخيل تلميذ عمره 7 أو 8 سنوات يطلب منه الجنود فتح حقيبته المدرسية وتفتيشها!…كيف سيكون مزاجه داخل الصف؟”. ويقطن بعض طلبة المدرسة في أجزاء تقع خلف الحاجز ويضطرون للتوجه عبر الحاجز للمدرسة يوميًّا ذهابًا وإيابًا.
ويضيف أن مدرسة فروش بيت دجن تُعلم الطلبة للصف التاسع فقط، وبعضهم يتوجه لإكمال تعليمهم في النصارية، وهذا يعني المرور مرتين على الحاجز والتعرض للإهانة.
شهداء الحاجز
وشهد الحاجز في السنوات السابقة سقوط عدد من الشهداء بدم بارد من جنود الحاجز دون أي مبرر، ما جعل مؤسسات حقوقية تطالب بفتح تحقيق في طرقة تعامل الجنود مع المواطنين، وكان الحاجز في انتفاضة 2002 وما بعدها يسمح فقط لحملة هويات الأغوار بالمرور عليه.
null
ويقول أحمد السموعي، الذي يعيش على بعد أمتار من الحاجز مع والديه المسنين وأطفاله في بيت قديم وحولها بركست زراعية، إن إطلاق الرصاص العشوائي من الحاجز يثير الرعب بين أطفاله، كما يحرمهم من رعاية مواشيهم إلا حول المنزل، كما أن العائلة تخشى على الأطفال عند توجههم للمدرسة.
وتقول والدته المسنة البالغة من العمر 80 عامًا، إنها كانت تفضل عدم توجه أحفادها للمدارس وقت التوتر، كما تعالجهم بطرق شعبية بدلاً من سفرهم ومرورهم على الحاجز، خوفًا عليهم.
ورغم تخفيف الإجراءات العسكرية على الحواجز في العام الفائت، وترك الجنود أماكنهم ببن فترة وأخرى، إلا أن بقاء الحاجز مكانه وصيانته كل حين، وتشديد الإجراءات عليه منذ عملية نابلس الأخيرة، يدلل على أنه سيبقى سيفًا مسلطًا على رقاب أهالي الأغوار.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
السنوار والدولة الفلسطينية يغيظان السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة ويفقدانه صوابه
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام أنهى السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد إردان كلمته أمام الجمعية العامة بعد أن فقد صوابه، بشتم الأمم...
خليل الحية: كل المبادرات والعروض التي طُرحت فشلت بسبب تعنت نتنياهو
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد نائب رئيس حركة حماس في غزة، الدكتور خليل الحية أن كل المبادرات والعروض التي طرحتها الحركة فشلت بسبب تعنت...
حماس ترحب بقرار الأمم المتحدة دعم طلب العضوية الكاملة لفلسطين
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام رحبت حركة المقاومة الإسلامية حماس باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يوصي مجلس الأمن الدولي بإعادة النظر في...
جنوب إفريقيا تطلب من محكمة العدل الدولية إجراءات طارئة بقضية الإبادة بغزة
لاهاي – المركز الفلسطيني للإعلام قالت محكمة العدل الدولية، اليوم الجمعة، إن جنوب إفريقيا قدمت طلبا عاجلا لإجراءات إضافية طارئة بقضية الإبادة...
معروف: الاحتلال يضرب كل المطالبات الدولية عرض الحائط ويصعّد العدوان
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، يوم الجمعة، إنّ الجيش يصعّد من عدوانه في مختلف محافظات قطاع غزة ضاربًا...
صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع...
بأغلبية 143 دولة.. الأمم المتحدة تتبنى قرارا يدعم طلب العضوية الكاملة لفلسطين
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الاستثنائية العاشرة، اليوم الجمعة، لصالح مشروع قرار يدعم طلب فلسطين...