الجمعة 10/مايو/2024

ناصر البحيصي.. نزيلٌ في غرفة العناية المكثفة منذ 13 عامًا!

ناصر البحيصي.. نزيلٌ في غرفة العناية المكثفة منذ 13 عامًا!

منذ (13) عاماً يحلّ الشاب ناصر البحيصي ضيفاً دائما في حجرة العناية المكثّفة بمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وهو يعاني من شلل رباعي ويلازم جهاز التنفس الاصطناعي.

في يوم الثامن والعشرين من يناير دخل البحيصي دخل عاماً جديداً مودعاً 13 عاما بدأت رحلتها حين وصل طفلاً في السابعة والنصف من عمره مصاباً في حادث سير حتى استقر به المقام نزيلاً دائماً في حجرة العناية المكثّفة.

أصيب البحيصي في حادث سير قبل 13 عاما عندما صدمته عربة من قوات الأمن الوطني عن طريق الخطأ وتنقل في الأسابيع الأولى بين مستشفيات غزة و(إسرائيل) لكن الأطباء أثبتوا إصابته في الحبل الشوكي وفقرات عموده الفقري الأولى والثانية المسئولتين عن الحركة والتنفس.

نموذج إرادة
لا أحد يجهل ضيف مستشفى شهداء الأقصى الدائم، لكن حياته الخاصة  التي عاشها دفعته لتحدي واقعه وإتمام دراسته بتفوق حتى وصل السنة الثالثة من المرحلة الجامعية بتفوق لافت.

يقول سمير البحيصي والد ناصر إن ابنه أصيب وهو في الصف الثالث، وقد تناوب مع أمه على تعليمه حتى نهاية الصف السادس الابتدائي، ومن يومها ينوب في تعليمه الشاب محمد البحيصي حتى الآن.

ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “لم يخضع لجراحة مطلقا، وإنما صنع الأطباء له فتحة للتنفس، وقد أصرّ على مواصلة الدراسة، ودرجاته لم تختلف من صغره حتى السنة الثالثة في كلية الشريعة عن 80-85”.

بصوت خافت يتدخل ناصر مجاهداً للإدلاء برأيه قائلاً: “المشلول هو مشلول الإرادة وليس مشلول الحركة” قبل أن يعود صوت جهاز التنفس الاصطناعي للتغلب على سكون الحجرة.

ويبدي ناصر اهتماماً بمواد الفقه الإسلامي في قسم الشريعة بجامعة الأزهر، ويتولى دراسة المواد بشكل شفهي حيث يشرف رئيس قسم الشريعة على اختباره عادةً بشكل شفهي في المستشفى.

13 عاما
يتردد والد ناصر وأفراد من أسرته بشكل يومي على حجرة العناية المكثّفة التي يسكنها ابنهم منذ 13 عاما، ويتولون مع طاقم الأطباء المناوب رعايته وتعليمه.

ويؤكد سمير البحيصي أن يوم الأحد 28 يناير، هو اليوم الأول في عامه الرابع عشر، وأن السنوات مرت بمراحل متعددة فيها المعاناة والتعب وقليلاً من اللحظات السعيدة.

ويردد والد ناصر جملة سمعها مئات المرات من ابنه الراقد فوق السرير، “أنا أحمد الله على ما كتبه الله عليَ” وهي عبارة تمنح كل من اقترب لمسة هدوء وسكينة.

وتجمع ناصر بشقيقه زكي علاقة صداقة نمت مع مرور السنوات، ففارق السن بينهما هو خمس سنوات، لكن زكي الذي كان طالب مدرسة حين أصيب ناصر درس تخصصاً طبّياً ليتولى رعاية شقيقه.

ويضيف: “يحتاج ناصر لجلسات علاج طبيعي لا تقل عن 4 جلسات أسبوعية خاصة علاوة على جلسات علاجية اعتيادية من المستشفى وكان الأمر مكلف جداً على والدي لذا درست العلاج الطبيعي، وأنا أتولى رعايته”.

لم يتوقع زكي أن يتوجه يوماً لدراسة العلاج الطبيعي لكنه أحب التخصص والمهنة واقترب أكثر من ناصر الذي أصبح مخزن أسراره الوحيد في العائلة.

ورغم دخول ناصر عامه الرابع عشر وهو فوق سرير المرض إلا أنه يتمتع بمعنويات مرتفعة ويأمل أن ينهي دراسته الجامعية بتفوق لا يقل عن تفوقه في مراحله المدرسية السابقة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع...