الأحد 30/يونيو/2024

البرد في البوسطة..أسرى يعانون وأهالي قلقون

البرد في البوسطة..أسرى يعانون وأهالي قلقون

أثار البرد الشديد المصاحب للمنخفض الجوي الحالي الذي يضرب فلسطين المحتلة، مشاعر ذوي الأسرى تجاه أبنائهم، فيما تواترت شكاوى أسرى عبر محاميهم من قسوة البرد القارس، دون رحمة أو شفقة من السجان وجنود الاحتلال.

البوسطة والبرد
منى بكر زوجة الأسير بسام السايح، والمريض بعدة أمراض سرطانية وأخرى تنهش جسده النحيل، عبرت عن مشاعرها ومخاوفها على صحة زوجها في ظل المنخض البارد خلال تنقله في البوسطة، وهي عبارة عن وسيلة نقل الأسرى للمحاكم أو بين السجون المحتلفة.

تقول بكر: “البوسطة هي أصعب شيء في حياة الأسر، فما بالكم عندما تكون في هذا البرد القارس، ولمريض يعاني من أخطر الأمراض مثل: السرطان والقصور بالقلب”.

وتتابع: “هل تتخيلون أن الأسير يتنقل بزنازين مصفحة ولمدة ساعات طويلة ليصل عدة محطات وينزل من واحدة ليركب بأخرى، وهو مقيد اليدين والرجلين قبل أن يصل للمعبار، وهو المكان المؤقت الذي يمكث فيه الأسير قبل اقتياده للمحكمة، وأن هذه الرحلة تستمر أحيانا لأسبوع كامل”.

وعن مشاعرها تقول: “نعم أنا أستودعته في حمى الرحمن، لكن تعج برأسي أسئلة كثيرة مثل: هل هو دافئ!؟ هل يشعر بالتعب والإرهاق؟! هل يتألم؟! هل هو جائع وهل أخذ دواءه؟! دعواتكم لزوجي بسام السايح”.

الأسيرة عهد تشكي البرد
وأمام الكاميرات، ومن داخل محكمة الاحتلال في سجن عوفر الصهيوني، شكت الطفلة الأسيرة عهد التميمي (17 عاما) البرد القارس، لوالدها الذي حضر المحاكمة، وللمحامية الشابة التي سألتها عن أحوالها، وقالت عهد بأن جنود الاحتلال تعمدوا وضعها في زنزانة وغرف باردة جدا، ويتم نقلها في بوسطة باردة جدا أيضا.

وتؤكد المؤسسات الحقوقية والمعنية بشؤون الأسرى، أن جنود الاحتلال يعمدون ترك المعتقلين في الأيام الأولى لاعتقالهم في ساحات مكشوفة وهو ما يعرضهم للبرد القارس والأمطار الشديدة ويتسبب بأمراض لاحقا لهم.

ثلجنا من البرد

ووصف الطفل عبد الرحمن عمرو (14 عاما) من الخليل، للحركة العالمية للدفاع عن أطفال فلسطين، ما حدث معه وعدد من أقرانه في مدينة الخليل، على أيدي قوات الاحتلال التي اعتقلتهم ونكلت بهم خلال مواجهات اندلعت عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب القدس عاصمة لـ”إسرائيل”.

يقول عمرو:”مكثنا من الساعة الثالثة عصرا تقريبا وحتى حوالي الرابعة من فجر اليوم التالي في ساحة مكشوفة دون طعام، فقط القليل من الماء قدمه لنا جنود الاحتلال “الإسرائيلي”، ثلجنا من البرد”.

مشاعر الأسرى
شدة البرد هذه الأيام، تدفع بعض الأسرى للطلب من ذويهم المرضى عدم تكبد معاناة زيارتهم، فتقول والدة الأسير مصطفى المصري من نابلس، القابع في سجن مجدو: “ابني مصطفى مسجون في مجدو، منذ سنة والزيارة في الصيف أخف وأقل مشقة، لكن الشتاء فيه برد شديد، والانتظار لساعات عند الزيارة يتسبب بالشعور بالبرد الشديد وشدة الأمراض، وابني يقول لي لا تأتي في الشتاء فأنت مريضة بالروماتزم والسكري، إلا أنه مع كل زيارة أصر أن أزوره وأراه لأطمئن عليه، ولا أرتاح إلا بعد أن أراه وأكلمه ويكلمني”.

ويؤكد نادي الأسير أنه في فصل الشتاء، وخلال المنخفض الحالي، المصحوب بالبرد الشديد؛ يعاني أكثر من 7000 أسير من الضفة الغربية وقطاع غزة ومن بينهم مئات الأطفال الأسرى بصمت كبير.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات