الأربعاء 07/مايو/2025

البوسطة…صندوق الثلج واللهيب

البوسطة…صندوق الثلج واللهيب

صندوق حديدي مغلق بإحكام على شكل مركبة أو حافلة، هو وسيلة نقل وعذاب وعقاب في آن واحد، ليس لها إلا هدف واحد، إهانة الأسرى وإذلالهم.

عملية تنقيل الأسرى الفلسطينيين بين السجون أو إلى المحاكم بهذا الصندوق، أو ما يطلق عليها “البوسطة” ليس الأسلوب الوحيد الذي يستخدمه الاحتلال ضد الأسرى، لكنه من أكثرها عنفا بهدف إفراغهم من محتواهم النضالي، يصفه أحدهم بأنه “لهيب في الصيف، ثلاجة في الشتاء”.

شهادات يومية
وتوثق في كل يوم شهادات جديدة للأسرى عن “البوسطة” سيئة الصيت والسمعة؛ حيث لا ينفذ  ولا يفلت منها أي أسير فلسطيني؛ وهو ما يشكو  منه الأسرى بكثرة خلال زيارات الصليب الأحمر والمحامين وخلال زيارة ذويهم.

الطفل الأسير محمد سلمان من بلدة حارس في سجن مجدو شكا لمحاميه تعمد جنود “البوسطة” من فرقة “النخشون” إحكام إغلاق الكلبشات على يديه ورجليه؛ حتى سالت دماؤه دون أي اكتراث من قبل الجنود.

“مقاعدها عبارة عن صفائح من الحديد المثقوب، وأي توقف مفاجئ للبوسطة يعني سقوط الأسرى أرضا لعدم قدرتهم على التحكم في أنفسهم بسبب القيود والكلبشات، عدا عن معاملة قاسية من قبل الجنود الذين لا يترددون في ضربهم وكيل الشتائم لهم، وإهانتهم إن احتجوا على قساوة العملية”، كما يصف الأسير المحرر عمر بركات من رام الله.

أسوأ إذلال
ويؤكد الأسير المحرر النائب حسن يوسف الذي أفرج عنه قبل يومين من سجون الاحتلال أن عذاب “البوسطة” من أسوأ طرق الإذلال المتبعة بحق الأسرى في سجون الاحتلال.

ويشير إلى أن “هذا العذاب غير مقتصر على فئة معينة من الأسرى، فالنواب المعتقلون والقادة السياسيون والأفراد العاديون من مختلف الفصائل كلهم يتعرضون لنفس الظروف ويعاملون كأنهم عبيد والسجانون هم السادة”.

وتتحول “البوسطة” خلال فصل الشتاء إلى ثلاجة، وخلال الصيف إلى لهيب حارق أثناء سيرها بين الطرقات المتشعبة وسط صحراء النقب، كما يؤكد الكثير من الأسرى المحررون الذي لا ينسون عذاباتها حتى بعد تحررهم.

المرضى والبوسطة
ويؤكد الأسير المحرر مدير مركز “أحرار” لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش أن أكثر من يعاني من “البوسطة” هم الأسرى المرضى، الذين يضطرون أحيانا إلى عدم الكشف عن أوجاعهم خوفاً من عملية النقل.

وتبقى “البوسطة” شكل من أشكال المعاناة المستمرة والمتعددة يعيشها الأسير الفلسطيني داخل السجون الصهيونية التي تهدف إلى التنكيد على حياة الأسير داخل الأسر والنيل من صموده وصبره.

وإزاء ذلك يؤكد الأسير المحرر بلال حمدان من نابلس أن من أهم مطالب الأسرى تحسين المعاملة والمقاعد داخل “البوسطة”، لكن: لا أحد يسمع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات