الإثنين 13/مايو/2024

نص خطاب إسماعيل هنية حول آخر التطورات السياسية

نص خطاب إسماعيل هنية حول آخر التطورات السياسية

ينشر “المركز الفلسطيني للإعلام” النص الكامل لخطاب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية، حول آخر التطورات السياسية.

وأكد هنية خلال خطابه أنّ فكرة الوطن البديل مرفوضة بشكل نهائي، ولن يكون هناك دولة فلسطينية على حساب أي دولة عربية أخرى.

وقال: “لا مصر تقبل ذلك ولا الأردن، ولا نحن كفلسطينيين نقبل ذلك إطلاقاً، ولن يكون لنا دولة فلسطينية إلا في حدود الوطن الفلسطيني، ولا دولة فلسطينية على حساب دولة عربية”.

وفيما يلي النص الكامل للخطاب:
خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”
الأستاذ/ إسماعيل هنية
حول آخر التطورات السياسية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أهلا وسهلا بكم وحياكم الله جميعًا…

أوجه تحية إجلال وإكبار وتعظيم لشعبنا الفلسطيني الذي انتفض عن بكرة أبيه في الضفة وغزة والقدس والـ48 ومنافي الشتات معبراً عن وحدة الموقف المؤكد أن معركة القدس هي معركة الشعب الفلسطيني بكل أطيافه، وفي كل أماكن تواجده، كما أعبر عن التقدير العالي لكل المواقف التي صدرت من كل الدول العربية والإسلامية والعالمية التي رفضت هذا القرار بشأن القدس، وأكدت على حق الشعب الفلسطيني وعاصمته القدس المباركة.

إن هذه الكلمة ستتركز بالأساس على قضية القدس وتطورات المشهد السياسي الفلسطيني، وأيضا حول ما يجري في المنطقة وانعكاسات ذلك على القضية الفلسطينية، وأتوقف في البداية أمام عدد من النقاط:

 * تأتي هذه الكلمة في الذكرى التاسعة لمعركة الفرقان، ونتذكر الشهداء القادة الأستاذ سعيد صيام وزير الداخلية، والشيخ العالم نزار ريان، وقائد الشرطة الفلسطينية اللواء توفيق جبر، وقائد جهاز الأمن والحماية العميد إسماعيل الجعبري، وكل العوائل وكل الشهداء وكل الجرحى الميامين، ونتذكر أيضا أن هذه المعركة وهذا العدوان جرى في ظل اختلال هائل في موازين القوى؛ ولكنْ انتصر شعبنا، انتصرت مقاومتنا، وردت هذا العدوان وكانت بحق معركة 2008 هي معركة فارقة في تاريخ إدارة الصراع مع الكيان الصهيوني.

 * أتوقف بكل إجلال واحترام وتقدير أمام عملية نابلس البطولية التي عبّرت عن الغضب الفلسطيني على القرار الأمريكي والقرارات الصهيونية التي استهدفت القدس واستهدفت القضية الفلسطينية برمتها، وبغض النظر عن الجهة التي تقف وراء هذه العملية البطولية، إلا انني أقول بورك هذا الغضب الفلسطيني، وبوركت هذه السواعد القابضة على الزناد في الضفة الغربية الباسلة رغم الظروف الصعبة التي تعيشها المقاومة، لكن هذه العملية تؤكد أن المقاومة تسكن في وجدان الشباب الفلسطيني والشعب الفلسطيني، وتؤكد أيضا أن هذا أول الرد الذي يمكن أن يتواصل على خط المقاومة الشاملة لإسقاط هذه القرارات الظالمة.

* كما أحيي أيضا أهلنا في جنين القسام، وأتوجه بالتعزية والتبريكات لعائلة جرار، هذه العائلة الفلسطينية المباركة التي ورثت المقاومة جيلا وراء جيل فنعم الوارث ونعم الموروث، هذه العائلة التي تحكي قصة صمود جنين البطولي وصمود شعبنا الفلسطيني، ورحم الله الشهداء، وعافا الله الجرحى وحفظ الله الأبطال الذين ما زالوا يقضون مضاجع الاحتلال وسيظلون؛ لأن هذا هو قانون العلاقة مع المحتل. إن قانون العلاقة مع المحتل هو قانون المقاومة وقانون الطلقة وقانون الصمود وقانون الثبات في وجه المتغيرات الثابتة التي تتعرض لها قضيتنا الفلسطينية.

* أعبر أيضا عن التنديد والاستنكار للجريمة النكراء التي تعرض لها الأخ محمد حمدان بالتفجير الذي وقع في صيدا في لبنان، هذا التفجير الذي استهدف أحد كوادر الحركة والذي يمثل ليس فقط عدوانا على حركة حماس، بل هو عدوان على الوجود الفلسطيني كله في لبنان، ويستهدف أيضا أمن لبنان واستقراره وسيادته. وأعبر عن عظيم الشكر والتقدير للدولة اللبنانية وجميع أجهزتها السيادية والأمنية التي بذلت جهودا استثنائية وكشفت خيوط هذه الجريمة في وقت استثنائي، وأشارت بشكل واضح إلى تورط الموساد الإسرائيلي في هذه العملية، ولذلك نحمل الاحتلال الإسرائيلي أي نتائج مترتبة على هذه الجريمة، ونحذر من استمرار هذا النهج، نهج الاغتيالات لكوادر أبناء شعبنا وقيادته، سواء داخل فلسطين أو خارج فلسطين، كما لا يفوتني أن أوجه التحية لكل القوى والأحزاب اللبنانية، وأعبر عن الامتنان لهذه الأحزاب وهذه الفصائل ولكل الرئاسات الثلاث وأعضاء البرلمان الذين أكدوا على تضامنهم الكامل مع أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان ومع حركة حماس، وأيضا وضعت إمكاناتها وقدراتها الأمنية تحت تصرف مسؤولية الدولة للوصول إلى كشف خيوط هذه المؤامرة الإجرامية.

وأؤكد في هذا السياق أن شعبنا في مخيمات لبنان عامل استقرار وعامل حماية للأمن والسيادة اللبنانية، وأن مخيماتنا في لبنان ستبقى وستظل قلاعا للصمود حتى العودة لفلسطين التاريخية، وأوجه التحية لأهلنا في مخيمات لبنان وكل مخيمات اللجوء الذين ما زالوا متمسكين بحق العودة رغم كل الإغراءات ورغم كل المؤامرات، هم ونحن نرفض التدويل ونرفض التوطين ونرفض الوطن البديل، ولا يمكن أن نقبل إلا بالعودة إلى فلسطين التاريخية، وأقول فلسطين التاريخية؛ لأن هناك حديثا في بعض الغرف المغلقة عن عودة اللاجئين إلى بعض أجزاء من الضفة الغربية أو قطاع غزة، ويتحدثون عن عودة رمزية لعدد من الفلسطينيين الذين ولدوا في فلسطين التاريخية للعودة إلى فلسطين التاريخية حتى بعد عدة سنوات ينتهي هذا الوجود، نحن نؤكد بأننا متمسكون بحق العودة إلى فلسطين التاريخية، وأنا أحيي مجددا أهلنا في المنافي والشتات والدولة اللبنانية العتيدة.

* استقبلنا قبل أيام عددًا من أبنائنا المفرج عنهم من سجون الاحتلال الذين أمضوا أكثر من 10 سنوات من حركة حماس والجهاد وفتح، أنا أحييهم على هذا الصمود وأهنئهم وأهنئ أهاليهم على هذا الإفراج، وقد نقلوا لنا عن أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، ونقلوا لنا رسائل من أبنائنا وشبابنا داخل سجون الاحتلال، أنا أقول لأسرانا جميعا: رسالتكم وصلت، وهي كانت وستبقى وستظل في قلب وعلى رأس أولوياتنا في حماس وكل فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى الاحتلال أن يتوقف عن سياسات القمع والترهيب والإجراءات اللاإنسانية التي يتعرض لها أسرانا في سجون الاحتلال الصهيوني.

أؤكد مجددا لأسرانا أن المقاومة التي تحتفظ ببعض الأوراق لكي تنجز إن شاء الله صفقة محترمة ومقدرة، ستظل وفية لكم وستظل قضيتكم على طاولة صناع القرار داخل حركة حماس، كما أنها موجودة على طاولة كل الوطنيين المخلصين من أبناء شعبنا الفلسطيني.

أنا أحييكم جميعا، الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، أقول لهم مهما طال الليل فإن ساعات الفجر ستبزغ إن شاء الله، والفجر دائما يحمل لنا الأمل ويحمل لنا النصر ومعاني التحرير. 

التطورات السياسية
لا شك أن قضية القدس اليوم هي محور كل التطورات السياسية وخاصة بعد القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة موحدة لما يسمى بالكيان الإسرائيلي أو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وكما أشار نائب الرئيس الأمريكي غير المرحب به لا في فلسطين ولا في المنطقة؛ لأن الشعوب العربية والإسلامية التي خرجت في كل مكان تعبر عن غضبها هي تعطي رسالة واضحة جدا بأن الشعوب العربية والإسلامية غاضبة وغاضبة جدا من السياسة الأمريكية في المنطقة وتؤكد أن الإدارة الأمريكية لم تعد وسيطا نزيها بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ما يسمى عملية السلام.

بل اليوم تؤكد أمريكا من خلال هذه القرارات الرئاسية وخطاب بنس في ما يسمى بالكنيست يؤكد أنها في موقع التحالف الإستراتيجي مع الكيان الصهيوني، وأنها لا تأخذ مطلقا لا مصالح الأمة العربية والإسلامية ولا متطلباتها في الحسبان، وأن الإدارة الأمريكية تحاول أن تسخر المنطقة لخدمة الكيان الصهيوني والأمن الصهيوني والتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، لذلك القدس اليوم محور الارتكاز للتطورات السياسية، وأنا أريد أن أتناول موضوع القرار الأمريكي وخطاب بنس بالأمس وما تلاه من قرارات إسرائيلية؛ لأنه فتح بابا واسعا أمام الحكومة الإسرائيلية وأغراها إلى اتخاذ المزيد من القرارات بما في ذلك ضم المستوطنات إلى القدس المحتلة، ضم الضفة الغربية أيضا، بحث ما يسمى الكنيست الإسرائيلي واتخذ قرارا باعتبار القدس هي خارج أي عملية تفاوضية في المستقبل.

هذا لا شك يجب أن يكون واضحا لشعبنا وأمتنا وأحرار العالم أن هذه القرارات المتسارعة تمثل تهديدا تاريخيا للقضية الفلسطينية وللحق الفلسطيني؛ لأن هذه القرارات هي ضمن سياق يتمثل بالمعطيات التالية:

أولا: إن القرار الأمريكي والقرارات الإسرائيلية وحديث نائب الرئيس الأمريكي بالأمس أنه سينقل السفارة مع نهاية العام يأتي في سياق تصفية القضية الفلسطينية وضرب ثوابت القضية الفلسطينية سواء أكان ما يتعلق بالقدس أمْ ما يتعلق باللاجئين.

لأن القرار الأمريكي القاضي بتقليص المساعدات المقدمة للأونروا هي ليست قرارات فقط مسقوفة بالبعد المالي أو الإنساني هي قرارات تتعدى ذلك بالبعد السياسي المتعلق بحقنا في العودة إلى أرضنا التاريخية، لذلك استهدفوا القدس واستهدفوا اللاجئين، ركيزة القضية الفلسطينية، ويمكن أن نسميه عملية متواصلة متسارعة من أجل تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء هذا الحق الفلسطيني العربي الإسلامي في فلسطين.

 ثانياً: إن الذي يجري حولنا اليوم يندرج في إطار ما يسمى تحضير المنطقة للسلام الإقليمي أو التطبيع مع الاحتلال أو السلام الاقتصادي، لذلك حزب الليكود -وعلى رأسه نتنياهو- يتبنى نظرية مد جسور ما يسمى بالسلام مع الدول العربية على حساب القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني، ومن هنا تأتي الخطورة المتعلقة بهذه القرارات، ولذلك نسمع أحيانا الحديث عن امتدادات لشيء يريدون أن ينشئوا دولة فلسطينية في غزة وجزء من أراض مصرية في سيناء، نحن هنا نؤكد أن فلسطين هي فلسطين، ومصر هي مصر، وشعبنا الفلسطيني الذي أسقط مشروع التوطين منتصف الخمسينيات الذي أسقط مشروع التدويل والتوطين في سيناء هو أقدر وأكثر وعيا لإسقاط أي مشاريع من هذا القبيل.

لا مصر تقبل ذلك، ونحن كذلك لا نقبل أن تكون لنا دولة فلسطينية إلا في حدود الوطن الفلسطيني، لا دولة فلسطينية على حساب أي دولة عربية، لا في مصر ولا أيضا في الأردن، فلسطين هي فلسطين، والأردن هو الأردن، ومصر هي مصر،

ونحن أيضا تعنينا سيادة مصر على كامل الأرض المصرية، كما تعنينا سيادة الأردن على كامل الأراضي الأردنية.

 ثالثاً: إن القرارات الأمريكية الإسرائيلية المتسارعة تهدف إلى حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن الشقيق، وهنا تكمن خطورة الوطن البديل أو الحديث عن كونفدرالية أردنية فلسطينية، خاصة أن الحديث عن كونفدرالية هي مع السكان وليس فيما يتعلق بالأرض، لذلك فهي عملية تهجير فلسطيني، وبدا هذا واضحا في تصريحات قيادات إسرائيلية حزبية ورسمية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، يتحدثون عن الدولة فلسطينية شرق النهر ويتحدثون أيضا عن الوطن البديل.

وهنا أيضا نحن نتفهم وندرك بعمق القلق الأردني من القرارات الأمريكية المتعلقة بالقدس والضفة الغربية؛ لأن الموضوع أيضا يستهدف الأردن، وهنا نريد أن نؤكد بوضوح بأننا نرفض الوطن البديل ونرفض التوطين ونرفض أن يكون الحل في الضفة الغربية والقدس على حساب المملكة الأردنية الهاشمية، ونحن نقف في نفس المربع وفي نفس الخندق مع أشقائنا في الأردن في التصدي لهذه المؤامرة بل والعمل على إسقاطها.

إن المؤامرة الأمريكية لا شك أنها تهديد تاريخي بهذا المعنى، بمعنى أنها صفقة قرن، تصفية القضية الفلسطينية، وفتح الباب لما يسمى السلام الإقليمي، الوطن البديل، هذا تهديد تاريخي نحن نستشعر خطورته ونستشعر بالتأكيد أبعاده ومآلاته.

 الفرص والتحديات

إنه ليس مطلو

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات