الثلاثاء 07/مايو/2024

عوائل في غزة تسترها الكوبونة.. ويُحرَمُونها!

عوائل في غزة تسترها الكوبونة.. ويُحرَمُونها!

بطرحتها السوداء وتجاعيد وجهها التي رسمت حكاية الحصار والألم جاءت المسنة سعدية مشعل (68 عاماً) إلى مقر UNDP “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي”، تشكو توقف حال بعد توقفت عنها “كوبونة” التموين التي كان يمدها بها البرنامج.

تلك المسنة التي لا تجيد الحديث المنمق ولا الكلام السياسي، فكل همها أنّها جاءت تشكو انقطاع هذه “الكوبونة” عنها لأكثر من الشهر، تقول بلهجتها العامية: “كنا ناكل ونشرب منها وما إلنا سند ولا حياة بعد الله إلا الكوبونة”.

وتؤكّد المواطنة الفلسطينية في حديثها لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّها تصرف على زوجها المريض حيث إنّه “مصاب بعدة أمراض، فهو لا يرى، ومبتور الأطراف؛ غير الأمراض الأخرى”، كما تقول.

قطع المساعدات

وكانت مؤسسة الإسكان التعاوني “CHF” قد قطعت بشكل جزئي مطلع شهر يوليو/تموز 2017، مشروع صرف القسائم الشرائية بجميع محافظات قطاع غزة حتى إشعار آخر.

وقد أكّدت مصادر إغاثية، أنّ إيقاف القسائم الشرائية طال ستة آلاف أسرة (35 ألف فرد) من أصل 12 ألف أسرة (60 ألف فرد) لعدم توفر التمويل في حينه، ومنذ مطلع شهر ديسمبر/كانون أول من ذات العام تم قطع القسائم عن  باقي العدد.

وكان مشروع القسائم الشرائية يُنفذ بواسطة منظمة أوكسفام “Oxfam” الدولية حتى الأول من يناير 2017، لكنه نُقل إلى مؤسسة “CHF” بتمويل من برنامج الغذاء العالمي.

ويعد مشروع القسائم الشرائية أحد مشاريع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يُنفذ في قطاع غزة منذ تشرين أول 2009، وذلك لتلبية احتياجات الأمن الغذائي لسكان القطاع، وخلق فرص اقتصادية للمنتج الفلسطيني.

وكانت مؤسسات حقوقية وإغاثية محلية ودولية، أكّدت أنّ قطاع غزة يسجل نقصاً غير مسبوق في الأمن الغذائي، حيث بلغت نسبة انعدام أو نقص الأمن الغذائي 80% بسبب الحصار “الإسرائيلي” المتواصل لأكثر من 11 عاماً.


null

صرخات مدوية

بطناجرهم الفارغة وجيوبهم التي أرهقها الإفلاس، أطلق المشاركون في الاحتجاج الحاشد صرخاتٍ مدوية، مطالبين المسؤولين والعالم أجمع بالتدخل لإنقاذ حياة أطفالهم الجوعى بإعادة القسائم الشرائية والتي يسمونها “كابونات” أو توفير فرص عمل لهم.

نعيم حمادة تساءل عن دور الحكومة والتنظيمات من هؤلاء الجياع، مبيناً أن من بين هؤلاء الآلاف المقطوعة عن “الكابونات” من هم “مرضى كلى، وسرطان، وأمراض لا يعلم بها إلا الله”.

ويضيف: “لا فرصة عمل لاقيين، وحتى كمان نحرم من أبسط حقوق الحياة”، ليؤكّد أنّ هذه “الكوبونة” كانت تستر عائلته المكونة من 9 أفراد.

وهو ما قالته أيضاً أحلام مشعل التي جاءت بأطفالها الصغار، وهي تعيل 9 من الأولاد أكبرهم في “توجيهي” لتؤكد أنّ هذه “القسيمة كانت تكفيهم سؤال الناس، سيما أنّ زوجها كان عاملاً ثم تقاعد بسبب الأحوال الاقتصادية”.

ويمر قطاع غزة بظروفٍ اقتصادية معقدة؛ حيث ارتفعت نسب البطالة والفقر بشكلٍ غير مسبوق، فيما سرّحت غالبية الشركات والمؤسسات الخاصة عددا كبيرا من موظفيها بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، فيما يؤكد مسؤولو القطاع الخاص أنّ غزة تتعرض لـ”انهيار اقتصادي”.


null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات