عاجل

الثلاثاء 14/مايو/2024

الشهيد نصر جرار.. حكاية الضابط والزنزانة لأربعين يومًا

الشهيد نصر جرار.. حكاية الضابط والزنزانة لأربعين يومًا

نشر النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، فتحي القرعاوي، تفاصيل من ذكريات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي مع الشهيد نصر جرار، والد أحمد الذي حاولت قوات الاحتلال اغتياله في عملية جنين الأخيرة.

واستشهد فلسطيني وأصيب آخر وهدمت ثلاثة منازل ليل الخميس الماضي، في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال على الأطراف الغربية لمخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، في أوسع عملية عسكرية إسرائيلية منذ عدة سنوات.

وجاء ذلك بعد مقتل حاخام إسرائيلي قبل نحو 10 أيام في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة “حلفات جلعاد”، المحاذية لمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، قبل انسحاب المنفذ.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب أحمد إسماعيل جرار برصاص جيش الاحتلال بعد محاصرة منزل عائلته بجنين، لكن أحمد نجل الشهيد نصر، نجا من محاولة الاغتيال.

ونصر جرار من قادة معركة جنين عام 2002، وكان يلقب بنصر الطيار، وهو الشهيد الذي لقن الاحتلال صفعات تلو صفعات في مسيرة جهاده الطويلة؛ فيما كان ابنه أحمد محور عمليات البحث والهجوم على جنين، ولكن الله كتب له النجاة.

وعن نصر جرار، قال القرعاوي في صفحته في فيسبوك: “التقيت به في سجن مجدو بعد تثبيت حكم الإداري بحقه بعد أن قضى فترات طويلة في التحقيق، وسرعان ما تم تجديد الإداري بحقه لسنوات متتالية.. فبعد انتهاء مدة الحكم الإداري والتي كانت في تلك الفترة سنة كاملة يتم التجديد لسنة أخرى، وهكذا”.

وكانت مدّة التحقيق مع نصر جرار طويلة، ولم يستطع جهاز الأمن العام الإسرائيلي “شاباك” انتزاع أي اعتراف منه، وهو ما يعكس مدَد الإداري الطويلة التي كانت تصدر بحقه، كما يقول القرعاوي.
 
ويتابع النائب في التشريعي: “حدثني رحمه الله، أنه في إحدى المرات مكث في الزنزانة حبسا انفراديا فترة طويلة حيث كان وحده.. وفي إحدى المرات أدخلوا عليه شخصا لم يكن يعرفه من قبل، واستمر معه أربعين يوما متواصلة. توطدت العلاقه بينهما وهذا أمر طبيعي في مثل هذه الظروف.. ويقول رحمه الله: كنت أقدمه للإمامة في الصلاة وفي مرات أخرى كان يصر عليّ أن أكون أنا الإمام .. كنا نتجاذب أطراف الحديث وكثيرا ما كانت تحدث نقاشات في مواضيع شتى”.
 
ويضيف: “في تمام اليوم الأربعين فتح باب الزنزانة وطلب شرطي الأمن من هذا الرجل أن يخرج من عندي وفعلا أخذوه معهم، ثم أغلقوا باب الزنزانة وبقيت وحدي.. وبعد وقت ليس بالطويل فتح شرطي الأمن طاقة الزنزانة وطلب مني أن أجهز نفسي.. ثم فتح الباب وتم اقتيادي إلى القسم العلوي وهو قسم التحقيق حيث أدخلوني إلى غرفة التحقيق.. ثم قام الشرطي المرافق بفك الكلبشات ثم نزع الكيس الذي حشر رأسي بداخله عني.. وكانت المفاجأة أن الشخص الذي كان معي في الزنزانة لمدة أربعين يوما لم يكن سوى ضابط تحقيق في الشاباك، وكان يجلس خلف المكتب في غرفة التحقيق بانتظاري!”.

ويزيد القرعاوي: “ولما رآني ابتسم ثم قال: سامحني يا شيخ…! ثم قال: أقول لك بصراحة  أنا اعترف لك أني لم اتمكن  خلال تلك الفترة الطويلة معك أن آخذ ولا حتى معلومة واحده منك.. وبعد ذلك قال: أنت الآن أنهيت فترة التحقيق، ولا يوجد عندك اعتراف.. وأقول لك أنت صمدت، لكنك أنت الخسران!! وأنا آسف أن أقول لك إنك لن تذهب إلى البيت ولكن إلى السجن لتقضي حكما إداريا.. وهكذ كان استمر رحمه الله في الاعتقال الاداري لسنوات خمس على ما أظن صابرا محتسبا قليل الشكوى”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات