الخميس 09/مايو/2024

كيف حرم فتية سالم الجنود الإسرائيليين لحظة الانتصار؟

كيف حرم فتية سالم الجنود الإسرائيليين لحظة الانتصار؟

لم تكن محاولات جنود الاحتلال الإسرائيلي لاعتقال شابين من بلدة سالم شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة يوم الثلاثاء (2-1)، بالمهمة السهلة، ولم يتحقق له ذلك إلا في ساعات فجر اليوم التالي.

فبعد أن تمكن شبان وفتية البلدة ظهيرة يوم الثلاثاء، من تحطيم وإحراق سيارة لأحد المستوطنين على الطريق الالتفافي الواقع شرقي البلدة، وإغلاق الطريق أمام المستوطنين، أراد الاحتلال أن لا تمر الحادثة مرور الكرام.

خمس دوريات للاحتلال اقتحمت المنطقة الشرقية ردا على استهداف سيارة المستوطن، فكان بانتظارها عشرات الشبان والفتية الذين تصدوا لها وأمطروها بوابل من الحجارة، فيما لجأ الجنود لإطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان والمنازل، موقعين العديد من حالات الاختناق.

محاولة ثانية
في ساعات المساء، دفع الاحتلال بتعزيزات إلى البلدة في محاولة لكسر شوكتها، لكن الأهالي كانوا لها بالمرصاد، لتتمدد المواجهات من حارة إلى أخرى، وفي كل حارة تجد قوات الاحتلال مقاومة أشد من سابقتها.

ولجأ الجنود لمحاصرة المصلين في المسجد القديم، وإطلاق قنابل الغاز بشكل هستيري في محيطه.

وباشتداد المواجهة، اشتد عنف الجنود ووحشيتهم، فشرعوا بإطلاق الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز، ما أوقع عددا من الإصابات إحداها بشظايا الرصاص، ونقلت إلى المستشفى للعلاج، أما البقية فأصيبوا بالرصاص المعدني وبحالات اختناق.

ويقول “أبو كريم” أحد أبناء البلدة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن البلدة بمختلف أحيائها تحولت إلى ما يشبه ساحة حرب، أعادت إلى أذهان الكثيرين أمجاد الانتفاضة الأولى، عندما كانت أحياء البلدة ساحة للمواجهة اليومية مع الاحتلال.

ويضيف أن قوات الاحتلال، وبفعل ضراوة المقاومة واستبسال الأهالي، اضطرت للانسحاب في التاسعة مساء، وعادت في ظُلمة الليل لاعتقال الشابين أنس عاكف اشتية ومالك قيس حمدان، من منزليهما بهدوء ودون أي ضجيج.


null

حاصر حصارك
ويحاصر بلدة سالم وجارتيها دير الحطب وعزموط، طريق التفافي يربط بين مستوطنتي “ألون موريه” شمالا و”ايتمار” جنوبا.

ويمتد الطريق الالتفافي على طول الجهة الشرقية في سالم، حتى مفترق بلدة بيت دجن، ومن هناك ينعطف غربا ليصل إلى مفترق بلدة بيت فوريك، قبل أن يعود للاتجاه جنوبا حتى مستوطنة “ايتمار”.

وبسبب طول المسافة التي يقطعها الطريق الالتفافي في أراضي سالم، فإنه يشكل على الدوام بؤرة احتكاك ملتهبة بين أبناء البلدة من جهة، والمستوطنين والاحتلال من جهة أخرى، رغم بعده عن التجمع السكاني بمسافة تزيد عن الكيلومترين.

ومنذ اندلاع الهبّة الأخيرة، أو “انتفاضة العاصمة”، بات هذا الطريق مسرحا للمواجهات اليومية.

ويعمد أبناء البلدة إلى إغلاق الطريق بالحجارة والصخور والإطارات المشتعلة، ويتصيّدون مركبات المستوطنين والاحتلال، وسرعان ما تصل دوريات الاحتلال لإعادة فتح الطريق، لتندلع مواجهات تستمر لعدة ساعات في كل مرة.

ويقول “أبو كريم” إن الاحتلال لم يترك وسيلة إلا وجربها لوقف استهداف هذا الطريق وتوفير تنقّل آمن للمستوطنين.

ويضيف أن الاحتلال جرب استخدام القوة المفرطة، وأسلوب التهديد بالعقاب الجماعي، وجرب اعتقال الفتية والتنكيل بهم، لكن ذلك كله أدى لنتيجة عكسية، فازدادت وتيرة المواجهات وحدّتها.

وبدلا من تأمين الحماية للمستوطنين، استطاع فتية البلدة بالمقابل أن يفرضوا نوعا من منع التجول على الطريق الالتفافي الذي يعدُّ الممر الوحيد لمستوطنة “ألون موريه”.

وباتت حركة المستوطنين على الطريق محدودة ومحسوبة، وتقل بشكل ملحوظ في ساعات ما بعد الظهر، وهو الوقت الذي ينشط فيه أبناء البلدة.

ويقول “أبو كريم”: أرادوا أن يحاصروا قرانا بالمستوطنات، فحاصرهم فتيتنا وحولوا طريقهم إلى جحيم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات