عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

هل تسعى إسرائيل لتجنب الحرب مع غزة بالحلول البديلة؟!

هل تسعى إسرائيل لتجنب الحرب مع غزة بالحلول البديلة؟!

مخاوف الكيان من الوضع المحلي والإقليمي تُلقي بظلالها على اجتماعات قادته، وتبقى المواجهة المحتملة مع قطاع غزة المسيطرة على تلك الاجتماعات.

وحول تداعيات هذا الموضوع سلط قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” الضوء على أبرز ما جاء على لسان قادة الكيان في الإعلام العبري حول تقديرات الوضع.

ظروف غير مواتية

نقل موقع الجيش الإسرائيلي عن وزير الحرب ليبرمان صباح اليوم الثلاثاء قوله: إن بعض قيادات المعارضة في “إسرائيل” تحاول جرّنا لخوض حرب ضد حركة حماس بقطاع غزة.

وأضاف: إن “بعض قيادات المعارضة الإسرائيلية مثلها مثل المنظمات السلفية بقطاع غزة تسعى لجرنا لحرب ضد حماس بالقطاع، وإن مسألة الحفاظ على الردع أمام حماس والفصائل الفلسطينية بغزة مسألة ضرورية وقائمة”.

وقال إنه وزيرًا للجيش “يقوم بدراسة الردود بمنطق وعقلانية”، على حد وصفه.

وفي سياق متصل، قال رئيس هيئة الأركان غابي آيزينكوت في كلمة له ألقاها في المؤتمر المتعدد التخصصات في هرتسيليا: في غزة مليونان يعيشون أوضاعًا اقتصادية صعبة جداً، وهناك خطر من انهيار إنساني؛ حيث إن 47% نسبة البطالة، و4 ساعات كهرباء في اليوم، ونوعية مياه شرب رديئة جداً، والواقع الداخلي المعقد الذي دفع حماس لتسليم السلطة المدنية للسلطة الفلسطينية، وحماس لا تعد نفسها حاليا ذات سيادة.

وأضاف آيزنكوت: إن الأصوات التي تدعو إلى استخدام القوة المفرطة ضد غزة ليست مسؤولة، فمنذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف لم يصب أى مواطن إسرائيلى، وفق قوله.

وتابع: هناك ازدهار فى المستوطنات المجاورة، ونعمل جاهدين لوقف إطلاق النار، كذلك تحسن التوازن الاستراتيجي لـ”إسرائيل” تجاه أعدائها تحسنا كبيراً، على حد تعبيره.

تهديد الضفة

وتطرق آيزنكوت للجبهات التي تُشغل بال القياده الأمنية، والتي منها كما قال: “الجبهة الثالثة التي شغلتنا في العامين الماضيين بأكثر كثافة هي الضفة الغربية؛ حيث إن حماس تحاول تجديد الهجمات وزيادتها والرغبة في إبقاء قطاع غزة هادئا قدر الإمكان، وتنفيذ هجمات إرهابية الضفة الغربية”.

ويؤكد آيزنكوت أن “سياسة فرض الإغلاق في الضفة تعمل ضدنا، وبالنسبة لنا المخاطر هي مخاطر كبيرة، فبعد 70 عاما من “الاستقلال” هناك العديد من التهديدات ضد “إسرائيل”.

وقال: “لا أستطيع أن أتجاهل الانخفاض الكبير في معدل الدافع والاستعداد للذهاب إلى الوحدات القتالية التابعة للجيش الإسرائيلي. جيل الشباب يعطي تفسيرًا آخر لخدمة ذات مغزى؛ حيث إن الصفوف مليئة ولكن نحن نشهد تغييرًا، ونبذل جهودا لتعزيز الروح المحاربة، وإن التحدي الذي نواجهه هو تعميق التجنيد في الجيش الإسرائيلي، وزيادة نطاق التجنيد وتكيّف الجيش مع هذا”.

بديل الحرب

فيما كشف المحلل العسكري بصحيفة هآرتس عاموس هرئيل، أن “بنيامين نتنياهو ووزير جيشه أفيغدور ليبرمان، يدعمان تأجيل أي حرب مقبلة على غزة، بدعم من الجيش وجهاز الشاباك، وذلك لعدة أسباب”.

وأوضح أن من هذه الأسباب أنهم (نتنياهو وليبرمان والجيش والشاباك) غير واثقين من الإنجازات التي قد تحققها “إسرائيل” في هكذا حرب.

ولفت هرئيل إلى أن ليبرمان لم يعد يؤمن بوجود بديل آخر بقطاع غزة ليأتي “بعد القضاء على حركة حماس”، وأنه يتوجب استكمال بناء السور الأرضي حول القطاع دون الدخول في حرب تعرقل إقامته.

وكان ليبرمان أطلق العديد من التصريحات النارية تجاه قطاع غزة، متوعدا أن الحرب المقبلة ستكون حاسمة مع حماس، وأنها “ستنهي حكمها” في القطاع.

وكان من المقرر أن يبحث ‫المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) اليوم الثلاثاء الأوضاع في غزة، وبناء الجدار المضاد للأنفاق، إلا أنها أجّلت.

ويقول هرئيل: إن اجتماع الكابينت (الملغى) يأتي بعد نحو أسبوع من تحذير قدمه الجيش الإسرائيلي له من أن الأوضاع في غزة “قابلة للانفجار” بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، حيث ذكرت القناة الثانية أن قادة الجيش قدموا تقييمًا للكابينت خلال اجتماع مطلع الأسبوع الماضي جاء فيه أن الأوضاع في غزة متقلبة، وتشبه ظروف ما قبل العدوان الإسرائيلي صيف عام 2014.

تحديد المسار

ووفقا لتقرير القناة الثانية؛ فإنه “في اجتماع يوم الأحد (من الأسبوع الماضي) تم الاستماع إلى تقييم مزعج لمؤسسة الدفاع والجيش الإسرائيلي حول الوضع في غزة، وحذر كبار المسؤولين في وزارة الجيش الوزراء من أن الوضع في غزة متقلب، ورغم أنه ليس لدى حركة حماس أي اهتمام بفتح جولة أخرى فإن الظروف قد تؤدي إلى ذلك”.

وأضاف التقرير “يستند تقييم هذا الوضع إلى الجمع بين الحالة الإنسانية المتفاقمة، وعدم دفع رواتب الموظفين في قطاع غزة، وخيبة أمل الجمهور بشأن تعثر المصالحة إلى جانب تطورات قضية القدس”.

وادعى التقرير أن “حماس تشعر بالإحباط بسبب قيام الجيش الإسرائيلي بتحييد الأنفاق ومعاقبتها على إطلاق النار من الجماعات الصغيرة، الأمر الذي قد يؤدي إلى إطلاق جولة أخرى قريبا”.

وفي نهاية المناقشة أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى رئيس مجلس الأمن القومي “بصياغة مسار عمل مرغوب فيه وتقديمه إلى مجلس الوزراء في غضون ثلاثة أسابيع”.

من جانبه تطرق معهد الأمن القومي الإسرائيلي لثلاثة تهديدات تواجهها “إسرائيل”، وتشكل تحديا أمنيا كبيرا لـ”إسرائيل”؛ ومن أهمها خطر وقوع مواجهة عسكرية مع حركة حماس في قطاع غزة، حيث تشير التقديرات الإستراتيجة للمعهد أن المواجهة مع حماس قد تنشب لأسباب تتعلق بتفاقم الأوضاع الأمنية داخل القطاع أو حتى لوجود صعوبات في تطبيق اتفاق المصالحة الفلسطينية، والتوتر حول قضية القدس، هذا فضلا عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تخيم على القطاع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات