الثلاثاء 30/أبريل/2024

إسرائيل تهرب من مواجهة المقاومة بـمظلة النار

إسرائيل تهرب من مواجهة المقاومة بـمظلة النار

تآكل الردع الصهيوني لقطاع غزة أثار في الأوساط الأمنية جملة من التساؤلات؛ حول أهلية القياده السياسية لقيادة المرحلة والحرب القادمة، في ظل انعدام أمن سكان “غلاف القطاع” ووقوعهم تحت مطارق ضربات المقاومة.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام”، سلط الضوء على المقال التحليلي الذي نشره موقع واللا العبري للمحلل العسكري أمير بوحبوط .

توتر متزايد

تحت عنوان “القرار الإستراتيجي للجيش الإسرائيلي.. لماذا لا يتم استهداف مطلقي الصواريخ من غزة؟” قال الكاتب “بوحبوط”: “على مدى الأسابيع القليلة الماضية تم إطلاق 32 صاروخاً إلى أراضي “إسرائيل” من غزة، وقد عبر 18 صاروخًا الحدود “الإسرائيلية”، ولم تعترض القبة الحديدية سوى ستة منها، وحتى اليوم لم ينجح الجيش في إحباط إطلاق الصواريخ، وبالتالي تظهر صور المدنيين وهم مستلقون على الأرض بعد سماع صافرات الإنذار، والجهات المسئولة في القيادة الجنوبية لا تجري مطاردة ضد الخلايا التي تطلق الصواريخ!”.

ويضيف: “إن إحدى الأدوات الرئيسة للتعامل مع التهديد الصاروخي من غزة، هو غرفة الحرب التي تُعرف في الجيش باسم “مظلة النار”، والغرض منها استهداف الخلايا التي تطلق الصواريخ في الوقت الحقيقي وإغلاق دوائر النار، ويكون ذلك من خلال استخبارات دقيقة وتحديد الأهداف إلى جانب الهجمات الجوية أو البرية، والعلاقة بين مختلف الأطراف لتنفيذ هذه المهمة يشكل تحديا في حد ذاته”.

ويرى الكاتب أن استهداف هذه الخلايا لا يحدث على الرغم من التوتر المتزايد، ويعدّ جمع المعلومات الاستخبارية حول هذه الخلايا الصغيرة أمراً معقداً للغاية، ويتطلب موارد كبيرة، هذا بالإضافة إلى تعدد التيارات والمنظمات التي لا تتفق مع حماس، والبنى التحتية لهذه المنظمات ليست دائما مبنية بتسلسل هرمي مألوف، وليس لديها بالضرورة سياسة واضحة، وكلما قل حجمها زاد التحدي الذي تواجهه المخابرات العسكرية وأجهزة الأمن في الشين بيت، وليس من الصواب أن يتم دفن معظم الصواريخ تحت الأرض، وأن تطلق من أجهزة توقيت يوجهها النشطاء مقدما.

أولويات التهديد

ويشير “بوحبوط” أنه من المهم أن نتذكر أن جزءا كبيرا من موارد قسم الاستخبارات يركز على المشاريع والأعمال الكبيرة مثل الأنفاق، التي تتطلب قوى عاملة وميزانيات كبيرة، ويتعين على المخابرات تحديد أولويات التهديدات، مع العلم أن القبة الحديدية سوف تعترض معظم الصواريخ التي تطلق على المراكز السكانية، ما يسمح للقيادة السياسية والجيش بالمخاطرة، وعدم متابعة كل خلية تطلق الصواريخ، وتركيز الجهود الاستخباراتية على التحديات الأخرى الأكثر خطورة.

ويطرح المحلل أبعاد حل المشكله؛ ويكمن البعد الأول -حسب وجهة نظره- في أن القتل في اعتبارات هذه المنظمات هو تصعيد واسع من “إسرائيل”، وبالتالي فإن المؤسسة الأمنية حريصة على عدم استخدام هذه الأداة على الأقل في هذه المرحلة حتى لا تتدهور الأمور.

أما البعد الثاني فيتعلق بموقف “إسرائيل” من حماس، باعتبارها جهة سيادية في قطاع غزة ومن المتوقع أن تفرض الهدوء، أما البعد الثالث فهو تقييم الحالة الأمنية، وتعتقد مصادر في المؤسسة الدفاعية أن هذه الحالة هي “مسافة الفرامل” أي الوقت الذي سينقضي حتى يتخذ فيه قطاع غزة قرارا بالعودة إلى الهدوء ويتوقف عن إطلاق الصواريخ،  وكذلك فإن حماس غير معنية بالتصعيد، ومن ناحية أخرى حماس تستغل حساسية الجيش، ولا تزال تشجع وتحرض في وسائل الإعلام ضد “إسرائيل” وللقيام بالمظاهرات “العنيفة”.

تأجيل المواجهة

ويذكر المحلل أنه في العام الماضي فقدت حماس ستة ناشطين منهم قادة كبار، وكان أحدهم مازن فقها الذي اغتالته الجهات الأمنية “الإسرائيلية”، وفقاً لما قاله الفلسطينيون، وفي كل رد “إسرائيلي” على إطلاق الصواريخ، يدمر الجيش مواقع لحماس ومستودعات الأسلحة ومراكز المراقبة والوسائل التكنولوجية ومواقع إنتاج الأسلحة، ونتيجة لذلك فإن الوقت ليس بمصلحة حماس، خاصة وأنها لم تتمكن بعد من تحديد مصدر تمويل المرتبات والوقود والكهرباء والأدوية، صحيح أنه قريب من تلقي المساعدات من إيران لكنه لم يقترب بعد من حل الأزمة.

واستنتج المحلل في ختام مقاله أن من الواضح من سياسة ليبرمان محاولة تأجيل “حملة واسعة” قدر الإمكان، مع استخدام أدوات تكتيكية ذكية ضد حماس، ولكن إذا لم تنتقل الرسالة في المستقبل المنظور ولم يعُد الهدوء إلى النقب الغربي، يبدو أن ليبرمان لن يختار التوقف في منتصف الدرج، وسيرد بقوة مختلفة عما كان في الأسابيع الأخيرة. في هذه الأثناء، وعلى الرغم من صفارات الإنذار والصور الصعبة من احتفال ذكرى آرون شاؤول يبدو أن الطريق لمعركة في الجنوب ما تزال طويلة.

تآكل الردع الصهيوني

محلل الشؤون العبريه في “المركز الفلسطيني للإعلام” كتب معلقا على المشهد “الإسرائيلي” الأمني والسياسي بالقول: “إن التوجه العام الصهيوني مع الرد على صواريخ المقاومة؛ لكن مع عدم تسخين الأجواء إلى عدوان عسكري كبير”.

وأضاف المحلل أن قادة الكيان لن يبقوا على المشهد كما هو دون محاولة تطمينية لسكان “غلاف غزة” أن الجيش “الإسرائيلي” يمتلك خيارات الرد، وأن التوجه الإستراتيجي الأمني المُعلن هو تفكيك هذا المشهد واستكمال الرد التكتيكي العملياتي، من خلال القصف المدفعي ومحاولة ضرب المواقع التي يتم منها تنفيذ إطلاق القذائف والصواريخ.

وأكد المحلل أن التوجه الآخر للجانب السياسي والأمني الصهيوني؛ هو قياس واختبار المقاومة من خلال قصف الطيران لبعض مواقع المقاومة، وتكثيف العمليات الاستخبارية ورصد الحدود مع القطاع، بالإضافة لمحاولة إحراز أي إنجاز أمني مهما كان، هذا أولا، أما ثانيا يحاول قادة الكيان نزع فتيل القنبلة الموقوتة في القطاع؛ ويتضح ذلك من خلال الكثير العديد من التصريحات وخاصة من الجانب الأمني، ويؤكده كذلك قرار تعيين كميل أبو ركن منسقا للحكومة الإسرائيلية خلفا لمردخاي، إذا علمنا أن أبو ركن هذا يعدّونه صاحب “سياسة التسهيل” على سكان قطاع غزة.

وختم المحلل أن المقاومة هي الأخرى وجهت رسالة قوية للاحتلال الصهيوني؛ وذلك بزرع الخوف والرعب في سكان “غلاف غزة”، وإضعاف ثقة سكان المستوطنات في القيادة السياسية والأمنية، ورسالة تأكيد ورد على المجرم “حزان” وقيادته في الاحتفال بيوم ميلاد شاؤول أن المقاومة هي من تحدد ثمن إطلاق سراح أسرى الكيان لديها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلامأصيبت مجندة إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، في عملية دهس قرب بلدة برطعة قضاء جنين شمال الضفة الغربية. وأطلقت قوات الاحتلال...