رفض فلسطيني لاتهام أسير دافع عن نفسه من اعتداء للمستوطنين

رفضت عائلة الأسير محمد وادي، قرار نيابة الاحتلال تقديم لائحة اتهام ضد ابنها الأسير، تتضمن “محاولة قتل” أحد المستوطنين، متجاهلة قتل هؤلاء أحد المواطنين ودفاع المواطنين عن أنفسهم.

وأوضح عبد العظيم وادي، أحد أقرباء الأسير، أن قرار نيابة الاحتلال يعكس حجم التغطية التي تمارسها سلطة الاحتلال على جرائم المستوطنين المستمرة بحق الفلسطينيين.

وأضاف وادي، خلال حديث مع “قدس برس”، أن المستوطنين “هم من هاجموا أهالي البلدة، واعتدوا عليهم، فيما دافع عدد من الشبان عن أنفسهم وأوقفوا الاعتداء الذي أودى بحياة أحد المواطنين”.

وأشار إلى أن الإفراج عن المستوطن القاتل، واعتقال الضحية وتقديم لائحة اتهام بهذا الشكل بحقه، “يعكس المنهجية التي تتبعها سلطات الاحتلال بكل مؤسساتها الأمنية والقضائية، وتشكل دافعا لارتكاب مزيد من الجرائم من المستوطنين”.

ودعا عضو المجلس القروي في قصرة، إلى ضرورة التصدي لهذه السياسية “الإسرائيلية”، وتشكيل هيئة للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين، وإدانة الاحتلال ومستوطنيه على الصعيد المحلي وكذلك العالمي أمام المحاكم الدولية.

وقدمت نيابة الاحتلال العسكرية، لائحة اتهام ضد الشاب محمد وادي، من قرية قصرة جنوب نابلس، تتضمن “محاولة التسبب بالموت بشكل متعمد”، وهي مخالفة موازية “لـ”محاولة القتل” في قوانين الاحتلال العسكرية، فيما تشير التوقعات إلى تقبل شرطة الاحتلال رواية مستوطن قتل فلسطينيا بزعم الدفاع عن النفس.

وزعمت لائحة الاتهام أن “المعتقل وادي دخل إلى مغارة كان يختبئ فيها مستوطنون، ورشقهم بالحجارة من مسافة قصيرة، وأن بعض هذه الحجارة ألقيت باتجاه رأس أحد المستوطنين، وتسببت بإصابته”.

وطلبت النيابة العسكرية “الإسرائيلية” تمديد اعتقال وادي حتى انتهاء الإجراءات القانونية ضده.

يشار إلى أن الحديث عن اعتداء نفذه المستوطنون، حين اقتحموا أراضي قرية قصرة في 30 تشرين ثانٍ/نوفمبر الماضي، واعتدوا على المزارعين، وأطلق أحد المستوطنين النار باتجاه الشبان الفلسطينيين خلال المواجهات، ما أدى إلى استشهاد المواطن محمود أحمد عودة (48 عاما).

وكان وزير حرب الاحتلال أفيغدور ليبرمان، قد امتدح المستوطن الذي أطلق النار باتجاه الشهيد عودة.

ورغم أن شرطة الاحتلال تحقق مع المستوطن مطلق النار بشبهة “التسبب بالموت عن طريق الإهمال”، إلا أن الشرطة، بحسب صحيفة “هآرتس”، تميل إلى قبول ادعائه بأنه أطلق النار بداعي “الدفاع عن النفس”.

كما أشارت إلى أن المستوطن مطلق النار ادعى أنه “أطلق النار في الهواء”، كما سبق أن ادعى في حديثه مع آخرين أنه “لم يعاين إصابة أي فلسطيني بالرصاص”، وهو ما يتناقض مع ادعاءاته بأنه أطلق النار دفاعا عن النفس.