خطاب أبو مازن.. الواجبات المفقودة
لقد شمل خطاب السيد أبو مازن أمام المؤتمر الإسلامي في تركيا 13-12-2017 ، العديد من النقاط الهامة والإيجابية لكنها غير كافية في مواجهة إعلان ترامب المشؤوم بأن القدس هي عاصمة الدولة اليهودية؛ فقد أكد السيد أبو مازن على انتهاء دور أمريكا كوسيط محايد في عملية السلام، وضرورة البحث عن آلية جديدة في إدارة هذه العملية، كما أكد عزمه على التوجه بمشروع إلى مجلس الأمن ضد أمريكا، ومطالبة الأمم المتحدة بأن تكون فلسطين عضوًا كامل العضوية في الأمم المتحدة.
إن العامل الأهم في هذا السياق هو التطبيق العملي والمباشر لما تم إعلانه من تصريحات، فالشعب الفلسطيني له تجربة مريرة مع الاجتماعات والبيانات والشعارات التى لا يتبعها أي تطبيق عملي على الأرض، ويكون الهدف منها هو التوافق الشكلي مع آمال وتطلعات الجماهير، والتى طالبت بأكثر من هذا، أي بقطع العلاقة مع الولايات المتحدة، وطرد السفراء، وإعلان موت العملية السلمية التى تترنح منذ سنوات.
يتساءل الكثير من المراقبين عن مدى جدية السيد الرئيس أبو مازن في مواجهته في إعلان ترامب المشؤوم، وكيف يمكن فعل ذلك في ظل حالة فلسطينية ما زالت تعاني من آثار الانقسام بسبب تباطؤ وتردد الرئيس أبو مازن في المضي قدما في عملية المصالحة، حيث يعتبر الكثيرون من أبناء الشعب الفلسطيني أن أحد المؤشرات المركزية لجدية أبو مازن هو تعزيزه للوحدة الوطنية على أرض الواقع.
ومن الواجبات المفقودة في إجراءات المواجهة التى أعلن عنها أبو مازن هو تحركه بشكل منفرد، ودون عقد أي اجتماعات عاجلة وطارئة لأي من المؤسسات الوطنية للشعب الفلسطيني مثل الإطار المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية أو المجلس المركزي أو غيره من المؤسسات، ومن المحتمل أن يتم ذلك ولكن بشكل متأخر على ما يبدو وبعد انتهائه من وضع أسس وقواعد بل وتفاصيل المواجهة التى يراها هو بنفسه.
كما أن استمرار “التنسيق الأمني” وفق العديد من المصادر العربية والأجنبية، ومنها ما ذكره المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرنوت 10-11-2017، هو أمر يلقي بكثير من ظلال الشك والريبة على جدية أو على الأقل على فعالية المواجهة لقرار ترامب التى أعلنها السيد أبو مازن في الكثير من التصريحات، وهكذا يظهر أنه لم يتم أو على الأقل الإشارة بوضوح إلى إجراءات فلسطينية لمواجهة دولة الاحتلال، مما يمكنها من اعتبار إعلان ترامب هي كمسألة تخص العلاقة بين السلطة الفلسطينية وأمريكا، وتتخذ من ذلك ملاذا آمنا لها من أي ضغط حقيقي لاستئناف العملية التفاوضية، وتستمر في الواقع في فرض وقائع على الأرض تعزز تهويد القدس والنشاط الاستيطاني في مجمل الضفة الغربية.
وأخيرا فإن خطاب السيد أبو مازن وما أعلن عنه من خطوات، وعلى الرغم من سقفه الأعلى نسبيا من قرارات المؤتمر نفسه، إلا أنه ما زال أقل من تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني، والذى كان يرجو أن يعلن رئيسه عن خطوات أكثر جدية، ومبادرة تجاه تعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية من خلال دعم المصالحة، ورفع المعاناة الإنسانية عن سكان قطاع غزة من خلال رفع العقوبات وإعادة الاعتبار للمقاومة بكل أشكالها كما جاء في وثيقة الأسرى التى احتفى بها، وهي وثيقة الوفاق الوطني 2006.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
حماس تستلم رد الاحتلال على موقفها بشأن وقف الحرب
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية بالحركة خليل الحية، أن الحركة تسلمت...
شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...
لازاريني: وفاة طفلين بسبب موجة الحر غير العادية في قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، عن وجود تقارير تفيد بوفاة...
الدفاع المدني: انتهاء البحث وانتشال الشهداء في مجمع ناصر الطبي
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، اليوم الجمعة، انتهاء أعمال البحث وانتشال الشهداء من المقابر الجماعية في...
حماس تحذر من خطورة التصعيد الصهيوني في المسجد الأقصى
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس، اليوم الجمعة، أن الإجراءات التي تفرضها سلطات الاحتلال الصهيوني على المصلين في المسجد الأقصى المبارك،...
الأورومتوسطي: الصيف القائظ يفاقم معاناة النازحين بغزة في ظل استمرار العدوان
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن معاناة النازحين الفلسطينيين بفعل الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر...
تقرير أممي: دفن أكثر من 20 فلسطينا أحياء في مجمع ناصر الطبي
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي (تابع للأمم المتحدة)، الجمعة، أنه تم التعرف على 165 جثة فقط من أصل 392...