الجمعة 07/يونيو/2024

معبر الجلمة.. سبيل المواجهة الوحيد في جنين

معبر الجلمة.. سبيل المواجهة الوحيد في جنين

عادت المواجهات للتجدد على معبر الجلمة شمال مدينة جنين شمال الضفة الغربية بين الشبان وقوات الاحتلال، في تعبير عملي عن رفضهم لقرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ليستمر الاحتكاك في منطقة تشكل شرارة انطلاق المواجهات في جنين بكل الأحداث.

وعلى الرغم من كونه ثكنة محصنة ليس من السهل اختراقها، إلا أن عدم وجود نقاط احتكاك مباشرة مع قوات الاحتلال بجنين بخلاف كثير من المحافظات الأخرى؛ يجعلها متنفسا قهريا لا يملك الشباب نقطة تماس أخرى يعبرون بها عن غضبهم.

ويقع معبر الجلمة على نقطة التماس بين بلدة الجلمة وأراضي 48 شمال جنين، وتم توسعته عدة مرات ليتحول إلى جدران وأبراج محصنة وغرف إلكترونية وممر للبضائع، وآخر للأفراد، فيما يشكل تواجد قوات الاحتلال المستمر عليه مصدر توتر في محيطه.

وبمشهد سريالي اندفعت جموع الشبان باتجاه المعبر الذي يعدّ الوصول إليه كمن عثر على شيء ثمين كان يفقده، لتبدأ سحب الدخان بالارتفاع من الإطارات المشتعلة، فيما الشبان يلقون الحجارة والزجاجات الحارقة ويهتفون ضد الاحتلال.

ولمعبر الجلمة حكايات مريرة مع أهالي جنين منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، حيث بدأت أولى مواجهات تلك الانتفاضة في المنطقة، إذ قصفت قوات الاحتلال من المعبر نقطة للأمن الوطني كانت مقامة على بعد مئات الأمتار منه، فأوقعت خمسة شهداء بدم بارد، فيما ودعت محافظة جنين عشرات الشهداء حينها في تلك النقطة.

وتجدد الأمر في الحرب الأخيرة على غزة، حين ارتقى شهداء وجرحى في تلك النقطة التي عادت لتذكر الجميع بمرارة الاحتلال وغطرسته.

ولكن معبر الجلمة عاد اسمه ليرتبط من جديد مع هبة القدس قبل عامين، حيث شهد عديد محاولات لشبان لتنفيذ عمليات طعن عليه، وانتهت باستشهادهم، ومنهم الشهداء أحمد أبو الرب، ومحمد كميل وغيرهما.

ويرى الفتى (م. و) والذي يشارك هذه الأيام في مواجهات الجلمة في حديث لمراسلنا أن المواجهات على معبر الجلمة هي المكان المتاح الوصول إليه بالنسبة له، “ونحن لا نكترث بالنتائج إذا كان الخيار الآخر هو المكوث في البيت”.

وأضاف: “ما يهمنا هو ألا يسجل على شعبنا وشبابه أنه يسكت عما يجري في القدس، ويجب على الجميع أن يهبوا في كل مكان، وبالنسبة لنا هذ ما تتيحه الجغرافيا”.

وتسعى سلطات الاحتلال للربط بين استقرار الوضع على معبر الجلمة وخلوه من المواجهات، بفتح المعبر والسماح للعمال والتجار بالمرور من خلاله، حيث يغلقه بشكل عقابي، ويهدد بذلك بعد كل مواجهة.

ويهدف الاحتلال لتأليب المواطنين بعضهم على بعض من خلال الإيحاء لهم بأن ما يجري يؤثر على فرص عملهم في الداخل، “ولكن الناس تجاوزت هذه المرحلة” بحسب شبان.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات