عاجل

الإثنين 06/مايو/2024

هل يشعل جنون ترمب فتيل النار يوم الأربعاء؟!

هل يشعل جنون ترمب فتيل النار يوم الأربعاء؟!

“هل تدفع الإدارة الأمريكية بعظمة جنونها أن يكون يوم الأربعاء المقبل يومًا تاريخيًّا يشهد تفجير المنطقة؟!” هذا السؤال الذي لن تكون إجابته إلا بحلول ذلك اليوم؛ حيث تحدثت بعض التسريبات أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سيعلن الأربعاء المقبل اعتراف دولته بالقدس كعاصمة لـ”إسرائيل” ونقل سفارته إليها.

هذا الاعتراف الذي يعدّه المراقبون تحولاً دراماتيكيًّا في تاريخ القضية الفلسطينية والذي سيدفع المنطقة بشكل أسرع نحو الانفجار والاشتعال، والذي بدوره سيسقط كل الرهانات على الدور الأمريكي المعروف بانحيازه الخفي للكيان الصهيوني.

مرحلة جديدة

يقول المحللون السياسيون، هاني البسوس، وأحمد عوض، وصالح النعامي في أحاديثٍ منفصلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنّ هذا الحدث -إنّ تم- فإنّه يؤكّد عدم مصداقية الولايات المتحدة كراعية لما يسمى “عملية السلام” وسيُدخل المنطقة والقضية الفلسطينية في مرحلة خطيرة وغير مسبوقة منذ العام 1967.

ويقول البسوس: “المشروع الأمريكي بنقل السفارة “الإسرائيلية” للقدس والاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” يمثل اعتداءً صارخًا على الحق الفلسطيني، وانحيازًا كاملاً لـ”إسرائيل”، وعدم مصداقية الولايات المتحدة، وعدم نزاهتها بعدّها راعية للسلام في القضية الفلسطينية”.

ويشير النعامي، إلى أنّ ذلك -إن حصل فعلاً- فستكون بذلك الولايات المتحدة قد أعطت “إسرائيل” كل شيء، مقابل لا شيء حرفيًّا للفلسطينيين.

وكان نبيل شعث مستشار رئيس السلطة محمود عباس، قد صرّح أمس، لتلفزيون فلسطين، قائلاً: “إذا نفذ ترمب قراره فإنه سيشعل المنطقة برمتها وصولاً إلى تهديد مصالح أمريكا في المنطقة”.

في حين أكّد عوض، أنّ القرار الأمريكي يشعل المنطقة، مضيفًا أنّ “أمريكا ستصبح عدوة للمنطقة بنسفها لخيار الاعتدال، وستعطي شرعية للأحلاف الأخرى التي لا تمشي في فلكها”.

إشعال انتفاضة

وأجمّع المحللون الثلاثة، على أنّ هذا القرار من شأنه أن يشعل انتفاضة فلسطينية جديدة، فيما توقع بعضهم أن تنتقل هذه الانتفاضة للدول العربية أيضًا.

ويقول البسوس: “هذه الخطوة الأمريكية -لو تمت- ستقوض جهود السلام في المنطقة، وقد تُشعل انتفاضة فلسطينية جديدة”.

وعدّ الأكاديمي عوض، أنّ هذا القرار سيشكل تجاوزا للخط الأحمر كون “القدس” محور القضية، مؤكّدًا أنّ هذا القرار سيكون لها تأثيرات خطيرة جدًّا وسيدّمر كل ما تم البناء عليه من تسويات.

وتوقع النعامي، أن تكون ردة الفعل الشعبية، خصوصًا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي أوساط فلسطينيي الشتات، هي التي ستكون الكبرى ربما، ويضيف: “وهو ما ينذر بانتفاضة جديدة يمكن أن تكون نظريًّا أكبر بكثير من كل الانتفاضات السابقة، إلى جانب حصول ردة فعل جماهيرية عربية وإسلامية ضد الولايات المتحدة”.

خيار متردد

وفي ظل هذه التسريبات، توقع بعض المحللين ألا يُقدم “ترمب” على هذه الخطوة التي وصفها بعضهم بـ”الجنون الأكبر”.

ويرى عوض، أن أمريكا لن تقدم على هذا الجنون، وإن فعلت فستكون قد ارتكبت خطرًا تجاوزت به الخط الأحمر.

في الوقت ذاته، فإن تسريبات صهيونية وأمريكية أخرى، أشارت إليها القناة الثانية العبرية، تستبعد أن يقدم ترمب على هذه الخطوة، على اعتبار أن بعض مستشاريه قد حذروه من مغبة تأثير الإعلان عن أي تحوّل في الموقف الأمريكي من القدس، على مصير الجهود الأمريكية الهادفة لبلورة مبادرة لحل الصراع الفلسطيني – “الإسرائيلي”.

ويقول النعامي: “مثل هذه الخطوة يمكن أن تتسبب، من الناحية السياسية، في إحراج الدول العربية التي تراهن واشنطن على دورها في تمرير المبادرة الأمريكية العتيدة للتسوية، لا سيما السعودية ومصر والأردن، ناهيك عن أنها ستقلّص هامش المناورة أمام قيادة السلطة الفلسطينية”.

إهانة للتسوية

ويشير النعامي، إلى أنّه في حال تحققت التسريبات، وأعلن ترمب بالفعل اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” فقط أو أتبع ذلك أيضًا بالإعلان عن إجراءات بدء نقل السفارة الأميركية إلى المدينة المقدسة، فإن هذا سيؤثر سلبًا على قدرة الولايات المتحدة على الإعلان عن مبادرتها للتسوية، بغض النظر عن مضامينها.

فيما يؤكّد نظيره عوض، ذات المضمون؛ حيث يقول: “بذلك تكون أمريكا قد نسفت وأهانت أي مسار لعملية التسوية التي كانت ترتكز على أساسها عملية التفاوض بين الاحتلال والسلطة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات