صفية رمضان .. ملكة الأكل التراثي في نابلس

تكاد زاوية المواطنة صفية رمضان، من بلدة تل غربي نابلس في معرض الزيتون الأول الذي عقد مطلع الأسبوع الحالي، الأكثر إقبالاً وبيعًا على مدار يومين، من لذة ما قدم من طعام جله تراثي.

وتفخر رمضان بما تقدمه للحضور من مأكولات جلها من منتوج بلدتها “تل” سواء الطحين (القمح) البلدي والزعتر الأخضر والزيتون والزيت؛ حيث اصطف الزوار بانتظار تقديم ما يطلبونه من معجنات.

ورمضان زوجة إبراهيم عفانة من بلدتها “تل”، والذي استشهد في اجتياح نابلس عام 2002، وهي الآن تقوم برعاية أسرتها بعد استشهاده، المكونة من 8 أفراد، بينهم طالبة جامعية، وقد اعتقل نجلها إسماعيل في سجون الاحتلال وأطلق سراحه.

إنتاج وتوصيل

وتقول: “بدأت العمل في هذه المجال منذ العام 2008، وأصبحت معروفة وكل الطلبات يتم توفيرها حسب التوصية وإيصالها لمن يرغب بالرغم من عدم وجود مركز ومكان لعملها سواء البيت أو أثناء المعرض”.

وتسخر رمضان من فتيات الجيل الحاضر بقولها: “بنات اليوم لا يعرفن عمل هذه الأطباق التراثية، وجلها من منتوج الأرض من بلدتي “تل”.. والحمد لله مستورة بعملي هذا”.

وتستطرد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنها تعمل أيضًا في إنتاج كل أصناف المخللات وإيصالها لمن يطلب ويرغب طوال مواسم السنة، ما جعلها معروفة لدى سيدات رجال الأعمال في محافظة نابلس، إضافة الى مهندس التغذية المعروف أيمن أبو زعرور.

أطباق تراثية

وحول كيفية إنتاج المعجنات والأطباق تقول: “أستخدم الطحين البلدي، وبعد عجنه وخبزه بشكل رقيق، يتم وضعه على النار لإنتاج معجنات وأطباق تراثية، وأحيانًا يتم إعداد المسخن عليه حسب الطلب”.

وتتابع أنها تتلقى اتصالات كثيرة لإعداد وجبات غذاء أيام الجمع، وفعاليات طعام لجمعيات ونقابات وأطر نسوية، والكل يشهد بجدارتها في إعداد هذه الأطعمة، وتقول: “هذا الأسبوع كانت طلبات الناس “مفتول”، وهي أكلة فلسطينية تكثر في فصل الشتاء، إضافة إلى معجنات على الحطب، وقبل أسبوع كانت هناك توصيات على المسخن بالزيت الجديد”.

وتضيف أنها تكابد كثيرًا من أجل أسرتها وتشارك بجمعية لتدبير أمورها، إضافة إلى تسديد مستحقات قرض حصلت عليه لبناء سور للبيت الذي تهدم جراء اقتحامه من الاحتلال، وتعتاش من عملها ومخصص زوجها الأسير.