الجمعة 26/أبريل/2024

عدة الشيخ نظمي .. تكاملية تراث نابلس بمناسباتها الدينية

عدة الشيخ نظمي .. تكاملية تراث نابلس بمناسباتها الدينية

مع كل مناسبة من المناسبات الدينية ينتظر أهالي مدينة نابلس خروج  فرقة الشيخ نظمي، أو ما اعتادوا على تسميتها بـ”عدة الشيخ نظمي”، لشوارع المدينة وحاراتها محتفلين بتلك المناسبات مطلقين العنان لأصواتهم الشجية ولقرع طبولهم ومزاميرهم،  مرددين الأهازيج والمدائح النبوية.

في البلدة القديمة من مدينة نابلس، وتحديدا في الحارة الغربية منها، والمعروفة باسم حارة النوباني، تقع ما يعرف باسم زاوية الشيخ نظمي الصوفية المعروف عنها تصدرها لإحياء المناسبات الدينية وفي صدارتها المولد النبوي والهجرة النبوية.

 ويبدأ أتباع هذه الفرقة الصوفية قبل أي مناسبة دينية بالتجهز لإحيائها  فيما يتدافع بعض أهالي المدينة إلى تقديم الحلويات والسكاكر لهم لتوزيعها أثناء تجوالهم على المارة أو حتى كل من يزورهم  في زاويتهم داخل البلدة القديمة.

“المركز الفلسطيني للإعلام”، التقى الشيخ نظمي عوكل الذي تعود إليه نسبة تلك الزاوية وتحدث عن ولادة هذه الفرقة والرسالة التي تحملها قائلا: “ولادة الفرقة  ليس بالقديم بل هو في السنوات الأخيرة، وكانت البدايات مقتصرة على إحياء المناسبات الدينية كالمولد والإسراء والمعراج والهجرة داخل أروقة الزاوية التي اعتدنا الجلوس بها في أحد الأماكن من البلدة القيمة بمدينة نابلس”.


زاوية الشيخ نظمي داخل البلدة القديمة في نابلس

ومع مرور الأيام، يضيف عوكل: “وجدنا بأن إحياء المناسبات الدينية محبب لدى شريحة كبيرة من المواطنين، ولاقى أسلوب المدائح النبوية التي نقدمها إعجابهم ومتابعتهم؛ الأمر الذي دفعنا للخروج للشارع في أي فعالية دينية، بل وبتنا نحن من نبادر بتنظيم الاحتفالات بالمولد النبوي وغيرها من المناسبات، ولنجد المئات من المواطنين يتعاطون ويسيرون معنا في شوارع وأزقة البلدة القديمة”.

وعاد عوكل ليتحدث عن زاويته ونشأتها قائلا: “المكان الذي نتخذ منه مكانا لنا، ومركزا لانطلاق فعالياتنا، هو بالأصل جامع تركي تعرض للهدم قبل أكثر من 200 عام، وقمت مؤخرا أي قبل سنوات عدة بترميم جزء صغير جدا منه ليكون أقرب من القبو الصغير المسقوف نجلس به ونضع ما نملك من رايات وطبول نستخدمها في إحياء المناسبات الدينية”.

ويشير عوكل بأنه وأتباع فرقته كانوا ينظمون حلقات من الذكر والاستغفار على الأقل مرتين يوميا، وتحديدا في صلاتي الفجر والعصر، ويشارك العشرات من المصلين إياهم في تلك الجلسات الروحانية على حد قوله، بالإضافة إلى ترديد الأوراد اليومية من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.

وأردف عوكل والذي يعدّ من أصحاب الطريقة الرفاعية الصوفية: “نحن لا نبتدع في الدين بل إننا نذكر الناس بالمناسبات الدينية والاحتفال بها بأسلوب محبب للجميع، فننظم المسيرات، ونردد الابتهالات والمدائح النبوية”.

وعن إحياء المناسبات قال: “للمناسبات رونق خاصة عند عدة الشيخ نظمي، فترديد الأناشيد والابتهالات المصحوب بالعزف على الطبول والأدوات الأخرى، وتزامنا مع ما يقدمه أهالي المدينة من سخاء بتوزيع الحلوى على المارة، يجعل الكثيرين ينتظرون منا كل عام الخروج في الشوارع للاحتفال، بل إن إحياء بعض المناسبات بات مرتبطا بنا كفرقة”. 

وتمتاز مدينة نابلس، التي يطلق عليها “دمشق الصغرى”، بتمسكها بالكثير من التقاليد والعادات التراثية والدينية، والتي تمنحها طابعا يميزها عن باقي المدن الفلسطينية، خاصة في عدد من المناسبات الدينية.

وتكتسي المدينة خلال هذه المناسبات بحلة جديدة، تجعل الزائر لها يعيش أجواء التراث والتاريخ الفلسطيني الممزوج بالعادات التي يتوارثها الأبناء عن الأجداد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...