عبد الرحيم.. سفير الحرية الـ64

كانت عقارب الساعة تشير إلى منتصف يوم الخميس 16-11-2017، في مشفى نابلس التخصصي بنابلس، حيث كان المخاض العسير لبدء حياة جديدة لسفير حرية جديد، رغم صلف المحتل وجبروته.

وفي المقابل، وفي سجن النقب؛ عشرات من الأسرى يترقبون ويجتمعون حول الأسير عماد فاتوني من سلفيت والملقب بـ”الديناصور”، وينتظرون ولادة السفير الجديد “عبد الرحيم”.

وما هي إلا ساعات مرت ثقيلة، ليأتي الخبر، “ولادة السفير الجديد 64 من سفراء الحرية” لتنطلق زغاريد الفرح، وصيحات التكبير والحمد.

سفير الحرية رقم 64
الأسير عماد فاتوني من سلفيت يلقب بـ”الديناصور”، وبعد أن من الله عليه بالطفل “عبد الرحيم” عبر النطف المهربة، أصبح الأسرى يطلقون عليه اسم “أبو العبد”.

ويفيد مراسلنا أن ولادة عبد الرحيم عبر النطف المهربة هي الحالة الأولى في مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة.

تقول أم العبد، زوجة الأسير عماد فاتوني لمراسلنا: إن زوجها عاش يتيم الأبوين، وإن الاحتلال اعتقله بدعوى ضبطه يعد سيارة مفخخة، وحكم عليه بالسجن 30 عاما، أمضى 20 منها، وأفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار.

وأعاد الاحتلال، وفق زوجته، اعتقاله بعد 3 سنوات من الإفراج عنه إبان أسر 3 مستوطنين في الخليل، وقتلهم.

حياة صعبة
تؤكد خولة فاتوني زوجة أخيه الكبير، أن عماد عاش حياة صعبة، وتقول: هو أعز من أولادي الذين أنجبتهم، فقد ربيته عندما كان عمره 13 عاما بعد وفاة والدته.

وعن اعتقال عماد توضح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أول مرة اعتقل عماد خلال انتفاضة الحجارة، عام 1989، وحكم عليه لمدة عام بسبب نشاطه ومشاركته في مقاومة الاحتلال، ولم يكن له انتماء، إلا أنه في السجن قرر أن ينتمي لحماس بعدما رأى صلابتهم وايمانهم القوي بقضيتهم”.

وفاء الأحرار

وتتابع: “اعتقاله الثاني، كان بتاريخ 21-11- 1992، وحكم عليه 30 عاما، وكانت تهمته محاولة تنفيذ عملية تفجير سيارة حيث أمضى منها 20 عاما داخل السجون، وخرج منها بصفقة وفاء الأحرار – شاليط  عام 2011”.

“وكانت فرحتي لا توصف، ولم أصدق أن عماد تحرر، وأصبح قريبا مني، وزوّجته، وأنجب ابنته الأولى، وأسماها أمينة”، تقول خولة.

وعن اعتقاله الأخير تضيف: “اعتقل للمرة الثالثة بتاريخ 18-6-2014، والتهمة بحجة عودته لنشاطاته ضد الاحتلال من جديد، وأن عليه إكمال محكوميته السابقة كما أخبرهم السجان، والتي بقي منها 10 سنوات، حيث احتسبوا العامين والنصف العام خارج السجن، ليبقى له 4 سنوات، داخل السجون”.