سبسطية القديمة تعاني الإهمال وحرب الاستيلاء الصهيونية

في مواقع متعددة وسط بلدة سبسطية الأثرية ومحيطها، تتوزع المواقع التاريخية القديمة تندب حالها بفعل الإهمال من الجهات الرسمية، والنهب من تجار قطع الأثار، فيما تتزايد أطماع المحتل لوضع اليد عليها وتحريف هويتها.

ما أن تحط رحالك في وسط البلدة التي تختلط فيها الحداثة بالأصالة، حتى ترى نوافذ مقر المجلس البلدي تطل على موقع مسجد سيدنا يحيى ومتحف سبسطية الأثري، الذي يستقطب يوميا عشرات السائحين الفلسطينيين والأجانب.

null
null
وتتعرض بلدة سبسطية شمال مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لعدة هجمات استيطانية نظراً لموقعها التاريخي الذي يعود للحقب التاريخية القديمة، كما أن الاحتلال يسعى منذ فترة إلى وضع المعلم السياحي الفلسطيني تحت وصاية وزارة السياحة الإسرائيلية في محاولة لطمس التاريخ الفلسطيني، واصطناع تاريخي يهودي مكانها.

وأفاد رئيس بلدة سبسطية محمد عازم، أن البلدة تعرضت في الآونة الأخيرة لعدة هجمات احتلالية نظرا لموقعها التاريخي والأثري، منبهاً أن الإسرائيليين يرفضون أي عمليات ترميم للمواقع الأثرية.

وأضاف لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، أن سلطات الاحتلال تمنع القيام بأية عمليات ترميم أو حتى تنظيف للمنطقة، وذلك بهدف السيطرة عليها.

null
وأشار رئيس البلدية أن جيش الاحتلال والمستوطنين بشكل مستفز يقتحمون الموقع بشكل مستمر، يؤدون طقوساً دينية، كأنهم يملكون الموقع، مؤكداً أن هذه أراض فلسطينية ولا يمكن التنازل عنها.

وأكد أن مسلسل الاعتداءات على الموقع الأثرية في سبسطية لم يتوقف، ففي النهار تتواصل اعتداءات المستوطنين، ويواصل عملاء الاحتلال ولصوص الآثار السرقة والتخريب والتدمير في الليل.

وطالب وزارة السياحة بتحمل مسؤولياتها وتوفير حماية خاصة للآثار في سبسطية بغض النظر عن طبيعة وشكل هذه الحماية، مؤكداً أن بلدية سبسطية مستعدة للمساهمة بهذا الإجراء، مطالبا بتفعيل القوانين الفلسطينية الخاصة بالآثار.

null
وتعود بلدة سبسطية للحقب التاريخية القديمة، وتشتهر بالآثار الرومانية والتي تعود إلى زمن هيريدوس الروماني، والذي كان حليفا لليهود في قتل يحيى عليه السلام في المنطقة ودفنه فيها.

يشار إلى أن وزارة السياحة والآثار اختارت سبسطية من ضمن 20 موقعاً، لتكون من ضمن قائمة التراث العالمي، ورفعت كتاباً لمنظمة اليونسكو العالمية، ومنظمة حماية التراث العالمي، ووضعتها في صورة الوضع، كون هذه الإجراءات التعسفية وما يحدث يغير واقع أهم المعالم الأثرية في فلسطين.
 

null
null