الإثنين 12/مايو/2025

الشهيد البحيصي..الطريق إلى الجنّة من هنا

الشهيد البحيصي..الطريق إلى الجنّة من هنا

على فوهة باب “نفق الحريّة” الذي استشهد فيه، كتب الشاب محمد البحيصي في اليوم الأول من عمله، على أحد الحجارة، “الطريق إلى الجنّة من هنا، ورسم سهماً يتجه إلى السلك الفاصل”، في إشارة إلى الأراضي  الفلسطينية المحتلة.

الحكايات والمواقف عن الشهيد محمد البحيصي (22 عاما) لا تنتهي، فرغم شخصيته المتسامحة إلى حد بعيد داخل أسرته ومع أصدقائه، إلا أنه تمتع بالسريّة التامة والكتمان خلال عمله في المقاومة.
 
وكان البحيصي قد استشهد قبل أسبوع، مع أحد عشر مقاوماً في قصف الاحتلال لـ”نفق الحرية” شرق دير البلح.
 
ويرفض الاحتلال تسليم جثامين الشهداء الخمسة من سرايا القدس، من بينهم الشهيد البحيصي، مطالباً المقاومة بالكشف عن مصير جنوده الأسرى في غزة.

الأب والصديق
العلاقة بين “خير الدين البحيصي” والشاب محمد، ليست علاقة أب بابنه، فبينهما صداقة وأحاديث خاصّة، تختلف عن بقية أبنائه وبناته الخمسة، حتى كان الأب يصرّح لابنه أنه يحبه أكثر من أشقائه.
 
ويقول البحيصي الأب عن فلذة كبده، مستغرقا بالوصف، في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “منذ مرحلة الإعدادية ظهر حبه للمقاومة، وهو شخص كاتم للسرّ طيب القلب، ولقد كان بيننا أحاديث وجلسات كثيرة كالأصدقاء، وكل همّه فلسطين، وهو يقول كلمة الحق لأي إنسان مهما كان الموقف”.
 
كثيرا ما كانت تداعبه والدته بالقول: “إنها تريد أن تفرح فيه وتزوجه”، فكان يرد عليها عندما يعود من العمل في النفق، “أنا عائد من عند من أحبّ”.
 
وبرباطة جأش، يرفض والد البحيصي محاولات الاحتلال ربط إعادة جثامين الشهداء الخمسة، بأي معلومة عن جنود الاحتلال في غزة، معلقا: “في الإسلام الأجساد بالية، وأطالب المقاومة بأن لا تعطي معلومة عن جنود الاحتلال، حتى لو كان ابني حياً يرزق”.


null

أصدقاء المقاومة
“منذ أربع سنوات نشط البحيصي، في صفوف المقاومة وعمل في عدة مهام منها: إطلاق القذائف الصاروخية دفاعاً عن قطاع غزة، خلال الحرب الأخيرة (2014)، وكذلك في مهمات الإسناد وحتى حفر الأنفاق”، يقول أبو محمد، أحد قادة سرايا القدس، الذي تولي المسؤولية المباشرة عنه، ويتابع: “افتقد رجلا مخلصا ومثابرا في العمل يؤدي مهماته بهدوء وسريّة تامة”.
 
ويستذكر أبرز مناقبه، قائلا: “منذ عامين التحق بحفر الأنفاق، وكان يقضي معظم اليوم تحت الأرض، وعندما تطلبه تجده أمامك في كل مكان، فهو ركيزة في العمل لا يتغيب مطلقاً، وقبل استشهاده بأسبوع كان يبحث عن مهمات ميدانية أخرى يشارك فيها”.

وما يروي عن الشهيد البحيصي في آخر أيامه، عندما كان يدعوه أحدهم للبدء في ترتيبات الزواج يرد قائلاً: “قبري ينتظرني ، قبل رحيلي سأزوركم واحدا واحدا وأجلس معكم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات