عاجل

الإثنين 13/مايو/2024

زيتون نابلس.. قِطاف على ضفاف الخطر!

زيتون نابلس.. قِطاف على ضفاف الخطر!

تجلس أم أيمن صوفان يوميا أمام منزلها الذي يبعد عشرات الأمتار عن سياج مستوطنة “يتسهار” الجاثمة على أراضي قرى جنوب نابلس شمال الضفة المحتلة، وتنظر إلى زيتونها الذي لم تتمكن من قطفه رغم بدء موسم القطاف.

أم أيمن (58 عاما) تعيش هي وأبناؤها في منزلهم الوحيد في المنطقة المقابلة للمستوطنة، وتملك عدة دونمات مزروعة بأشجار الزيتون ملاصقة لسياج المستوطنة، لكنها لا تستطيع الوصول إليها إلا بتصريح خاص من سلطات الاحتلال.

تقول أم أيمن لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “منذ بداية الموسم وأنا أتحرق شوقا لقطف ثمار الزيتون، لكن ما باليد حيلة، فهي تقع على سياج المستوطنة، وإذا اقتربنا منها سيهاجمنا قطعان المستوطنين”.

وعبرت عن خشيتها من خسارة موسم الزيتون بسبب التأخر في قطف ثماره، حيث يماطل الاحتلال في تحديد موعد لتوجههم لقطف الزيتون.

وترى بأنه إذا ما واصل الاحتلال مماطلته، فإنه يتوجب على كل أهالي القرية التوجه بشكل جماعي إلى أراضيهم المحاذية للمستوطنة.

وتعيش “أم أيمن” منذ أكثر من عشر سنوات بحالة حرب يومية مع مستوطني “يتسهار” المعروفين بتطرفهم الشديد وكثرة اعتداءاتهم على القرى المجاورة.

وتؤكد أن المستوطنين أحرقوا في السنوات الماضية بيتها وسيارات عائلتها، كما سمموا نحو 100 رأس من الأغنام، وحاولوا اختطاف الأطفال أثناء سيرهم في الشارع الرئيس.

لكنها رغم كل المضايقات والاعتداءات؛ تصر على الصمود في أرضها وبيتها، وتضيف: “هذه أرضنا ومصدر رزقنا، ولن نرحل عنها مهما فعلوا، وهم من يجب أن يرحلوا عنها”.

مواجهة يومية
وتعدُّ بورين من القرى ذات الاحتكاك اليومي بالمستوطنين، حيث لا تتوقف اعتداءاتهم عليها طوال العام، وتزداد في موسم الزيتون.

ويصف رئيس مجلس قروي بورين، يحيى قادوس، قريته بأنها من الثغور المتقدمة في الصمود، خاصة وأن المستوطنات تحيط بها من ثلاث جهات، ويحاصرها من الجهة الرابعة معسكر لجيش الاحتلال.

ولفت إلى أن الاحتلال يماطل في تحديد موعد توجه المزارعين لأراضيهم الواقعة في الجهة الجنوبية والمحاذية لسياج المستوطنة، مبينا أن تلك الأراضي تعدّ ذات المساحة الأوسع المزروعة بالزيتون في بورين.

ويسعى الاحتلال لتحديد يوم السبت لقطف الزيتون بتلك المنطقة، الأمر الذي يفسره أهالي البلدة بأنه محاولة لعرقلة قطف الزيتون فيها.

فيوم السبت هو اليوم الذي يتواجد خلاله جميع المستوطنين داخل المستوطنة، ما يشجعهم على مهاجمة المزارعين واستفزازهم، وعندها سيجد الاحتلال الذريعة لطرد المزارعين ومنعهم من مواصلة عملهم.

ويؤكد قادوس أن اعتداءات المستوطنين على القرية مستمرة على مدار العام، وتأخذ أشكالا متعددة، أبرزها حرق الأشجار والحقول ومهاجمة المنازل.

وأشار إلى أن منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم القريبة من المستوطنات إلا في أيام محدودة في موسم قطف الزيتون، يحرم المزارعين من الاعتناء بها وحرثها، ما يسهل على المستوطنين حرقها عندما تجف الأعشاب فيها.



خربة صرة
في موقع آخر، تعيش أربع عائلات من المزارعين في خربة صرة التابعة لبلدة قريوت جنوب شرق نابلس، مقدمة قصة تحدٍّ لجبروت الاحتلال وتهديدات المستوطنين.

ويرفض سكان الخربة، وعددهم 35 نفرا، الخضوع لإجراءات الاحتلال، ويتوجهون لقطف ثمار الزيتون الممتدة حتى سياج مستوطنة “شفوت راحيل” الجاثمة على أراضي عدة قرى، دون انتظار مواعيد الاحتلال.

وتقول عطاف سلمان (56 عاما) لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن المستوطنين كانوا يتعرضون لهم باستمرار، محاولين منعهم من الوصول إلى أراضيهم، لكن إصرار الأهالي على رفض الخضوع لهم، فرض أمرا واقعا على الأرض.

وتقول: “علمت أبنائي أن يتحركوا بلا خوف، فنحن في أرضنا وبيوتنا، ولسنا طارئين على هذه الأرض”.

وتضيف أنهم لا ينتظرون إذناً من أحد للوصول إلى أراضيهم، وأنهم يتواجدون فيها على مدار العام بلا تنسيق مع الاحتلال.

وتشير إلى لجوء المستوطنين لأسلوب الترغيب بعد فشل أساليب الترهيب، حيث عرضوا على زوجها “أبو شنار” شراء أرضه بمبلغ مغرٍ.

وتضيف: “غرز أبو شنار ظفره الصغير بالأرض، وأخرج ذرة تراب، وقال لهم: كل أموالكم لا تساوي ذرة التراب هذه”.

ويرى الناشط في مواجهة الاستيطان في جنوب نابلس بشار القريوتي أن خربة صرة تمثل نموذجا يحتذى في تحدي الاحتلال والمستوطنين.

ويشير في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن أهالي هذه الخربة، المحاطة بثلاث مستوطنات يقطنها عتاة المستوطنين، استطاعوا فرض أمر واقع، ورفضوا الاستسلام لإجراءات الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات