الإثنين 12/مايو/2025

النقوط بالأعراس.. الفرحة الـمكلفة

النقوط بالأعراس.. الفرحة الـمكلفة

يشتكي كثير من المواطنين من التكاليف المالية الكبيرة التي تترتب عليهم نتيجة ما يعرف بـ”النقوط” في حفلات الأعراس والتي تحولت من مظهر تعاوني إيجابي إلى تكليف مرهق اقتصاديًّا.

ودرجت عادة النقوط منذ القدم في الأعراس، سواء في فلسطين أو غيرها، ولكن مستويات التذمر منها باتت مرتفعة في ظل عدم وجود جرأة اجتماعية تجاه إلغائها أو التقليل منها.

ويشير المواطن علي أبو بكر لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “من حيث المبدأ هي عادة جيدة، ولكن طريق التعاطي معها اجتماعيًّا أصبح يأخذ مناحٍ سيئة، واليوم بات المواطن مضطرًا لأن يدرج على جدول مصروفاته الشهرية بند “نقوط” العرسان ليعد بطاقات الدعوة وتكلفتها”.

وأضاف: “لا يوجد مراعاة اجتماعية لعدم قدرة كثير من الناس على الإيفاء بتكلفة هذه المناسبات الاجتماعية، ما يتسبب بإحراجات كثيرة، وأحيانًا تصل درجة القطيعة بين بعض الناس على خلفية هذه العادة”.

ويدرج الباحث الاجتماعي ناصر أبو زيد، لمراسلنا ممارسات اجتماعية سلبية باتت تلازم عادة النقوط، ومنها المباهاة الاجتماعية السلبية، كالتباهي بقيمة المبلغ الذي جمعه العريس من النقوط، وعدّ ذلك نوعًا من الجاه والعزوة، وامتدادا للعلاقات الاجتماعية”.

وأضاف: “يشكل ذلك ضغطًا كبيرًا على الشباب؛ إذ ترتب على ذلك أنه من المعيب اجتماعيًّا أن يكون لك حفلة عرس بعدد قليل من النقوط، وكأنك تتحول إلى مصدر استهزاء من البعض أو ينتقص ذلك من قيمة حفلة العرس”.

وأردف: “كثيرون لا يحبون هذه العادة الاجتماعية ويتمنون إلغاءها؛ ولكنهم مضطرون لمجاراة الواقع، فتجد الشاب وذويه ينشطون في تقديم النقوط في الأعراس من أجل أن تقدم لهم في عرسهم وهكذا”.

أهرام من التعقيدات

ويرى الشاب عدي أبو عرة لمراسلنا أن الناس تكلف نفسها أكثر من اللازم وتبني أهرامًا من التعقيدات والإجراءات التي تعقد المناسبات الاجتماعية وتحولها إلى حفلات مظاهر بدل أن تكون حفلات سعادة.

ويشير إلى أنه يعرف عددًا قليلاً جدًّا من الشبان الذين تمردوا على هذه التقاليد المكلفة، وبعضهم كتب على بطاقة دعوة العرس “حضوركم تشريف لا تكليف” في كناية أنه لا يريد نقوط، ومنهم من بدأ يبتعد عن الحفلات الكبيرة المكلفة لصالح حفلات قليلة العدد من الأقارب والأصدقاء.

ويصل الأمر، كما يؤكد أبو عرة، بتغيب مدعوين عن حفلات أعراس فقط لأنهم لا يستطيعون تقديم النقوط لضائقتهم الاقتصادية ولكثرة الأعراس والمناسبات الاجتماعية، علمًا أنه بالإمكان مشاركتهم الفرح والتفاعل معه دونما الالتزام بهذه العادة، ولكن العزوف بات أحد إفرازات النظرة الاجتماعية للنقوط.

ويتساءل المواطنون عن دور المؤسسات الاجتماعية والدينية والإصلاحية وقادة الرأي في إعادة صياغة منظومة العادات الاجتماعية المرتبطة بالزواج بشكل يجعلها تلائم الواقع الحالي وإمكانات الشباب بحيث تكون عامل تسهيل لا تعقيد، مؤكدين أن أدوارهم غائبة إلا من “الجاه” الاجتماعي الذي يزيد الواقع تعقيدًا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....