بيت سوريك وبدو .. 48 ساعة من التنكيل الإسرائيلي

سلط تقرير نشرته منظمة “بتسيلم” الحقوقية “الإسرائيلية” الضوء على معاناة أهالي قرى شمال غرب القدس المحتلة؛ من إجراءات العقاب الجماعي التي فرضها الاحتلال عقب عملية نمر الجمل الفدائية.

ونفذ الجمل المنحدر من قري بيت سوريك المقدسية، عملية إطلاق نارٍ، الثلاثاء الماضي، في مستوطنة “هَار أدار”، واستشهد بعدما قتل ثلاثة من جنود الاحتلال وحراس المستوطنة، وأصاب رابعا بجروح خطيرة.

خطوات انتقامية.. 9 قرى تحت الحصار
وفورًا بعد العملية -وفق “بتسيلم”-  بدأ جيش الاحتلال في تنفيذ خطوات (عقابية) ضدّ سكّان منطقة قرية بيت سوريك، الواقعة شمال غربي القدس.

وألحقت القيود التي فرضها الاحتلال على الحركة الأضرار بسكّان تسع قرًى في المنطقة، حسب المنظمة الحقوقية.

ضمن ذلك اقتحم جنود الاحتلال القرى وبيوت السكّان، وفي بعض الحالات ألحقوا الأضرار بممتلكات داخل المنازل، واعتقلوا عشرات الأشخاص.

وقال التقرير: إنه في بيت سوريك، أغلق جيش الاحتلال جميع مداخل ومخارج القرية، واستولى الجنود على أسطح سبعة منازل بعد أن أخلوا سكّانها.

كما اقتحم جنود الاحتلال منازل إضافية، وفتّشوا في أرجائها، وفي بعض الحالات عاثوا فسادًا فيها، فيما جال الجنود في دورياتٍ أنحاء القرية تسببت باندلاع مواجهات ورشق حجارة من الأهالي.

إطلاق نار وتعطيل دراسة
ووفق “بتسيلم”؛ أطلق جنود الاحتلال النيران الحيّة وأعيرة الحديد المغلّف بالمطاط وقنابل الغاز؛ ما أدى إلى إلغاء الدراسة في المدارس في هذه الأيّام.

إضافة لما سبق، أصدرت قوات الاحتلال خمسة أوامر هدم و15 أمرَ وقف عمل، جميعها بحجّة “البناء غير المرخّص”، كذلك صادرت ثلاث سيارات.

وأشار التقرير إلى اقتحام الاحتلال قرية بدو أيضًا، وهناك اندلعت مواجهات تضمّنت رشق الحجارة، فيما أطلق جنود الاحتلال أعيرة الحديد المغلّفة بالمطاط وقنابل الصوت وقنابل الغاز.

بدّو.. مداهمات ومصادرة سيارات
وفي بدو، أيضًا، ألغيت الدراسة نتيجة لذلك، واستولى جنود الاحتلال على أسطح ثمانية مبانٍ في القرية، بعد أن أخلوا سكّانها، كذلك صادروا 25 سيّارة.

ونصبت قوّات الاحتلال حاجزًا في محاذاة القرية، ومنعت عبور كلّ من تجاوز الأربعين من عمره، وكلّ من ليس من سكّان القرية.

حاجز مشابه نُصب أيضًا عند مدخل قرية بيت عنان. كذلك أغلق الاحتلال بأكوام التراب الطرق الجانبية التي يستخدمها السكّان حينما يغلق المداخل الرئيسة.

عائلة الشهيد.. اعتقال وتحضير لهدم المنزل
في يوم العمليّة واليوم الذي تلاه اقتحمت قوّات الاحتلال منزل عائلة الشهيد الجمل، وحقّقت مع أبناء العائلة، واعتقلت شقيقيه الاثنين.

كما أجرت قوّات الاحتلال قياسات استعدادًا لهدم المنزل، وألغت تصاريح العمل في “إسرائيل” لجميع أبناء العائلة.

وأكد تقرير “بتسيلم” أنه لا تبرير لانتهاكات تشوّش مجرى حياة عشرات آلاف من السكّان لم يقترفوا ذنبًا، ولم يشتبَه بهم في شيء. ووصفت ما يجرى بأنها “خطوات عدوانيّة عنيفة، مصدرها جميعًا استغلال الجيش قوّته وصلاحياته في التجبّر بالسكّان المدنيّين كما يحلو له، دون أن يحاسَب أحد على ذلك”.