السبت 27/يوليو/2024

ندوة حول انعكاسات هبّة الأقصى والمصالحة على قضية القدس

ندوة حول انعكاسات هبّة الأقصى والمصالحة على قضية القدس

نظم مركز “مسارات”، بالتعاون مع مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وهيئة العمل الوطني والأهلي طاولة مستديرة حول ملحمة القدس ومغزاها ودروسها، وسبل إنهاء الانقسام والتحرك الأمريكي الجديد، بمشاركة عشرات الشخصيات المقدسية.

ووقف المشاركون أمام التطورات الأخيرة في ملف المصالحة مع إبراز كلفة الانقسام الباهظة وأهمية مواكبة الحاضنة الشعبية والاتفاق على البرنامج السياسي على أسس الشراكة ،وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير بحيث تضم مختلف الأطياف وتكون قولا وفعلا الممثل الشرعي الوحيد، وتغيير شكل ووظائف والتزامات السلطة.

وحذر المشاركون من تكرار نفس القواعد التي حكمت الجهود والاتفاقيات السابقة؛ حيث ركزت على الجوانب الشكلية والإجرائية وأجلت القضايا الجوهرية التي دونها لا يمكن أن تكون مصالحة قابلة للحياة والاستمرار والصمود، ودون الموافقة على الشراكة الحقيقية الكاملة دون إقصاء أو استثناء أحد.

كما تطرق النقاش للتحرك الأمريكي الجديد؛ حيث تم التحذير من الرهان على الدور الأمريكي مجددًا، ومن إعادة المفاوضات من دون الالتزام من جميع الأطراف بمرجعية ملزمة تحفظ الحقوق الوطنية، ومن تمرير الحل الإقليمي الذي يستهدف التغطية على إنشاء حلف جديد في المنطقة يغير الأولويات ويحول “إسرائيل” من دولة احتلال (يجب العمل من أجل انهاء احتلالها) إلى حليف.

وأدار النقاش زياد الحموري مديد مركز القدس، وأمينة عام حزب “فدا” زهيرة كمال؛ حيث أكدت على أهمية الحوار حول هذه القضايا الجوهرية، مشيرة إلى الدور الهام لمركز “مسارات” بوصفه مركزًا لأبحاث السياسات وبلورة الخيارات والبدائل.

وتناول حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في المجلس الثوري، معركة القدس الأخيرة على أبواب المسجد الأقصى المبارك رفضًا للبوابات الإلكترونية والوضع القائم، ومحاولات الاحتلال تغيره والقرار الفلسطيني الشعبي في القدس الرافض لذلك.

وأكد على أهمية تضافر جهود الشعب بمختلف طوائفه والقوى الوطنية والإسلامية لتحقيق إنجاز يمكن البناء عليه بما يكفل إحباط المخططات الصهيونية في القدس. وقال إن غياب القيادات السياسية البارزة دفع الناس لقيادة الوضع من خلال المرجعيات المقدسية الدينية والوطنية، وكل ذلك نتاج عوامل سياسية واجتماعية ودينية.

وشكك عبد القادر في نجاح المصالحة بين حركتي فتح وحماس لأن قوى إقليمية دفعت الطرفين للجلوس والاتفاق.

من جانبه قال هاني المصري رئيس مركز “مسارات”: “نحن بحاجة إلى خطة عمل ملموسة بعيدًا عن التهديدات اللفظية والشعارات الكبيرة قادرة على توحيد الشعب الفلسطيني ومواجهة التحديات والمخاطر وتوظيف الفرص؛ لأنه رغم كل العوامل السلبية المحيطة هناك عوامل نهوض وصمود تتمحور أساسًا على عدالة القضية الفلسطينية وتفوقها الأخلاقي، واستعداد الشعب الفلسطيني لمواصلة الكفاح مهما طال الزمان وكبرت التضحيات، كما تدل مسيرته منذ بدء القضية الفلسطينية وحتى الآن”.

وشدد المصري على أهمية الدخول للمنظمات الدولية ولكن بخطة عمل وبرنامج يمكن الاستفادة من الدخول في هذه المنظمات الدولية وخاصة محكمة الجنايات وغيرها.

في حين، قال عبد اللطيف غيث، أحد قيادات العمل الوطني الفلسطيني: “إن القدس هي لب القضية مرتبطة بالمشروع الوطني والمسجد الأقصى المبارك تمثل رمزًا دينيًّا ووطنيًّا للجميع في المدينة، وما تعرضت له المدينة والمسجد الأقصى يحتاج للقاء وطني لمناقشته”.

وأشاد غيث بالدور الذي يقوم به مركز “مسارات” وفسر الاهتمام الكبير الذي جرى بالقدس لأنه كان شمعة في ظل ظلام دامس. وقال: “ما جرى ليس حدثًا استثنائيًّا، ولا يمكن أن يتكرر ببساطة، بل هناك شروط وعوامل لا بد من توفيرها، والاتفاق على المشروع الوطني وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية”.

من جانبه قال عزام أبو السعود، إن الهجمة على المسجد الأقصى المبارك وإغلاقه، ومنع المصلين وموظفي الأوقاف من الدخول، خلق نوعًا من الشكوك حول حقيقة ما فعله الاحتلال في المسجد في غياب الوجود الإسلامي الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الصهاينة حققوا بعضًا من أهدافهم مثل حفر البستان في باب المغاربة، والدخول في أروقة وساحات المسجد الأقصى، والباب الذهبي، والسعي اليوم لإغلاق باب الرحمة والمرافق المحيطة به”.

ولفت أبو السعود إلى الاختراقات الصهيونية للأملاك والعقارات الوقفية المسيحية، وعمليات التسريب التي قامت بها طريركية الروم الأرثوذكس؛ وخاصة في باب الخليل وفي البلدة القديمة الفنادق والمحال التجارية في منطقة استراتيجية حساسة.

وحذر من خطورة سيطرة جمعيات استيطانية على الأملاك والأوقاف الإسلامية والمسيحية في باب الخليل وحارة النصارى والحي الإسلامي.

في حين، قال زياد الحموري رئيس مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية: “ان الشارع المقدسي استقبل المبادرة المصرية بارتياح كبير على أمل أن ينتهي الانقسام ويجمع شمل الشعب الفلسطيني استعدادًا للمرحلة القادمة”.

وأضاف: “الشارع المقدسي يتوق إلى إنهاء الانقسام ولتوفير الدعم المعنوي والمادي والسياسي لقضية القدس والمقدسيين في ظل الهجمة الاستيطانية والتهويدية التي تنهش المدينة وعقاراتها وأراضيها ومؤسساتها”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات