الخميس 31/أكتوبر/2024

وادِي القف.. المحمية الخضراء منذ العهد العثماني!

وادِي القف.. المحمية الخضراء منذ العهد العثماني!

على بعد نحو 6 كيلومترات في شمال غرب مدينة الخليل، تتربع أكبر محمية في أراضي الضفة الغربية، وقد حافظت على هيبتها وجمالها وشموخ أشجارها منذ مئات السنين، فظلت المنطقة عامرة بالخضار رغم توقف التشجير الحكومي منذ العهد العثماني.

محمية “وادي القف” التي تمتد أراضيها على 4600 دونم من الأراضي الأميرية الحكومية، تبلغ مساحة المنطقة المزروعة منها بالأشجار الحرجية نحو (2800) دونم بحسب تقديرات وزارة الزراعة الفلسطينية، وتحيط بالمحمية عدة قرى فلسطينية تتلاصق بها، فمن الشمال الشرقي  بلدة بيت كاحل، ومن الغرب بلدة ترقوميا وبلدة بيت أولا، ومن الجنوب الشرقي أراضي مدينة الخليل.

وتخطف هذه المحمية بصرك، وأنت تطل من تلال الخليل الغربية على واد سحيق طوقته الجبال المعمورة بالخضار، حيث أشجار الصنوبر الحلبي، والأرز والبلوط والخروب والبطم والسنديان والزعرور، إضافة إلى أشجار السدر البلدي.


null

أشجار كثيفة ملتفة باتت ملاذا آمنا للعديد من الطيور المهاجرة والفراشات الجميلة، يطرب المكان بإيقاع الهواء العليل الذي يحمل أصوات الطيور المتعددة، ونسمات الهواء التي تتسلل من بين أغصان الصوبر الكثيفة؛ حيث ترتاح النفس وتهدأ. وفي أعماق الوادي تتدفق عين ماء عذبة تروي المستنبتات الزراعية التي أقيمت في المحمية.

ورغم أن أرضية المحمية تكسوها الكثير من الصخور الكلسية، إلا أن هذه الصخور المتناثرة تحتضن أحواضا ترابية حمراء ممتدة تحافظ على الماء في الشتاء؛ فتنبت بينها الكثير من الأعشاب البرية والأزهار الجميلة، إضافة إلى انتشار الكثير من النباتات الطبية مثل الميرامية والزعتر البلدي والبابونج والجعدة وعصاة الراعي والشيح.


null

وهذه النباتات الطبية يلتقطها المزارعون والناس الذين يتجملون في المحمية، وبعضهم باتت بالنسبة له مصدر رزق وكسب مادي، حيث يسرحون ويمرحون في أراضي المحمية، ويجمعون هذه النباتات ويضعونها في أكياس خيش كبيرة، ثم يتوجهون بها إلى أسواق الخليل لبيعها للناس الذين يبحثون عنها بشغف كونها طبيعية جبلية؛ حيث تشتم رائحتها وخاصة الميرامية والزعتر من بعد عدة أمتار.


null


null

وتشكل أراضي المحمية مراعٍ خصبة لمواشي الفلسطينيين، وخاصة من بلدة ترقوميا؛ حيث يرعى فيها نحو 3000 رأس من الماشية، التي تعود ملكيتها لفلسطينيين من القرى المجاورة.

وقد سميت بوادي القف، إذ تعني باللهجة الخليلية وادي الصخر، ورغم ذلك فإن الوادي غني بالأراضي الخصبة؛ وخاصة ما بين الأشجار الحرجية، التي يتمتع بها رعاة الأغنام في رعاية أغنامهم والاستراحة تحت ظلالها، وهم ينشدون الأغاني التراثية على إيقاع (الشبابة) وهو المزمار الفلسطيني التراثي.

متنزه وطني
 قررت بلدية الخليل تحويل جزء من المحمية إلى متنزه وطني يخدم أبناء المحافظة المحاصرين بالمستوطنات، والذين حدّت حركة الاستيطان من تنزههم وتحركهم؛ وخاصة أن هذه المحمية الواسعة الكبيرة هي تحت السيطرة الفلسطينية، وأراض حكومية يمكن استغلالها في نفس الهدف.

وعدّ محمد عمران القواسمي عضو مجلس بلدية الخليل؛ أن إقامة متنزه وطني داخل أراضي محمية وادي القف يخدم أبناء محافظة الخليل، ويشكل متنفسا لهم في ظل إغلاق مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية أمامهم؛ وعدم السماح لهم بدخول الأراضي المحتلة عام 48.

وأشار القواسمي في حديث خاص لمراسلنا إلى أن القسم الهندسي في بلدية الخليل، يعمل على تجهيز المخططات اللازمة لهذا المشروع الذي سيخدم أبناء الشعب الفلسطيني كافة حتى من خارج المحافظة، والذي لن يؤثر على المنطقة الحرجية؛ بحيث لن تقطع شجرة واحدة، وإنما سيستمتع الناس بظلالها.

وتشهد منطقة محمية وادي القف حركة سياحية نشطة؛ وخاصة في الربيع والصيف؛ حيث يستمتع المواطنون بالمساحات الرحبة الهادئة، إذ يأتيها أفواج من طلبة المدارس وأخرى وفود علمية من الجامعات والمعاهد، تُجري دراسات على أعشابها وطيورها وحشراتها وفراشاتها، وقد أعدت دراسات علمية في هذا الشأن.


null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مواطنين برصاص الاحتلال شمال الخليل

إصابة 4 مواطنين برصاص الاحتلال شمال الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مواطنين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، في بلدة بيت أمر شمال الخليل جنوب الضفة الغربية....