عاجل

الأحد 16/يونيو/2024

المضامين الاقتصادية.. مشاركات مسمومة بهدف التطبيع

المضامين الاقتصادية.. مشاركات مسمومة بهدف التطبيع

لم تكن مشاركة وفد رسمي فلسطيني من جنين شمال الضفة الغربية في حفل وداع الكولونيل الصهيوني سمير كيوف في معسكر سالم غرب المدينة سوى حالة من عشرات الحالات الأخرى لا يميز بعضها عن بعض سوى مستوى التقاط الإعلاميين لتلك المشاركة ومغافلتهم عن أخرى.

وضج الرأي العام في جنين على مدار أيام بتلك المشاركة التي ضمت شخصيات رسمية، وأخرى من الغرفة التجارية، ورجال الأعمال، وضباط أمن فلسطينيين متقاعدين وغيرهم.

ورأى نشطاء أن تلك المشاركات هي نهج ممأسس، حيث يشير الناشط السياسي عمر منصور “إلى أن التطبيع يتم من وزراء سابقين، وأعضاء غرف تجارية، وتجار وسياسيين وأكاديميين ورؤساء بلديات”.

يوضح الناشط منصور في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أن البعض تجاوز مرحلة التطبيع إلى التعاون مع الاحتلال، مشيرا إلى “ضرورة عدم شخصنة الأمور عند مشاركة فلان، بقدر ما هو نهج متبع”.

وبينما تساءل الإعلامي عاطف أبو الرب بجنين عن معنى المشاركة في هكذا أحداث، في الوقت الذي يعلن فيه المستوى الرسمي الفلسطيني وقف التنسيق الأمني، “ويقفون للسلام الوطني الصهيوني، ويلقون الكلمات التي تمتدح ضابط مجرم”، يؤكد الناشط ماهر عابد على أن التنسيق الأمني لم يتوقف أصلا حتى نتحدث عن تناقض بين قرار وقف التنسيق الأمني ومثل هذه المشاركات.

إشكالية المشاركة والمضمون
ويرى نشطاء أن هناك معضلتين أساسيتين فيما يجري من لقاءات حاليا، يتمثل الأول في المشاركة من حيث المبدأ، ولكن الثاني وهو الأخطر ويتمثل في المضمون الذي يتم خلال هذه اللقاءات.

وعبر نشطاء ومواطنون عن صدمتهم من محتوى هذه اللقاءات، فمشاركة وزير الأسرى السابق أشرف العجرمي قبل أيام في لقاء مع نشطاء صهاينة (العجرمي هو عضو في فريق اللجنة المركزية لحركة فتح محمد المدني المكلف بملف التواصل مع الإسرائيليين) خرج منها خطاب سيئ منه تمثل في تجريم منح ذوي الأسرى والشهداء مخصصات، ومشيرا إلى أنه كان يحاول منع ذلك حين كان وزيرا.

بينما ألقى ممثل الوفد الذي شارك في وداع كيوف في جنين كلمة أشاد بها بتاريخ الكولونيل كيوف، علما أن كيوف له تاريخ حافل في الإجرام في الانتفاضة الأولى، والتي شهدت سياسة تكسير العظام وغيرها.

تعظيم دور القطاع الخاص
ويلاحظ أن هناك نهجا في التطبيع واللقاءات التي تتم مع الاحتلال في الضفة الغربية في السنوات الأخيرة، وهي محاولة تعظيم دور القطاع الخاص، وفتح قنوات تواصل معه، لتشكيل قيادات تبني مصالحها على تقاطعات رأس المال.

وتتزين صفحة “وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق” على الشبكة العنكبوتية بصور لقاءات ضباط صهاينة برجال أعمال فلسطينيين.

ويشير المتابع للشأن الصهيوني معاوية موسى لمراسلنا أن التيار الذي يستأثر على القرار في الحركة الوطنية الفلسطينية، قرر في كامل وعيه وهو تحت الابتزاز والضغط الإسرائيلي الهائل منذ عام 2007 الاستسلام التام “لإسرائيل” كما استسلمت ألمانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية، “والفرق أن هذا الجناح كان له ملاحظة على شكل الاستسلام  وهو ألا  يكون بفضيحة، وأن يبرره للجمهور الفلسطيني على نحو ما يرتئيه”.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات