عاجل

الأحد 16/يونيو/2024

ذمة المحافظ تحارب التفوق.. أسعد الطويل مثالاً

ذمة المحافظ تحارب التفوق.. أسعد الطويل مثالاً

لا تخفي أم شادي قلقها الكبير على حياة نجلها المعتقل السياسي والطالب في جامعة النجاح أسعد الطويل، مع استمرار اعتقاله لدى جهاز المخابرات في أريحا بعد نقله من مدينته قلقيلية، وذلك بعد تعرضه لتعذيب قاس كما حدث خلال اعتقاله السابق العام الماضي.

وتتعاظم الخشية في نفسها مع استمرار منع زيارة نجلها، مع عدم عرضه على أية محكمة واعتقاله على ذمة المحافظ.

اعتقل جهاز المخابرات في مدينة قلقيلية الطالب أسعد أمين الطويل (22 عاماً)  يوم الأربعاء 8/9/2017 بعد استدعائه للمقابلة، ولم يعد في ذلك اليوم.

في اليوم التالي حوِّل للاعتقال في سجن المخابرات في مدينة أريحا سيئ السمعة، دون إعلام عائلته بذلك، ولما حاولت العائلة زيارته قالوا لها: “لا يوجد زيارة له”، كما مُنعت عائلته حتى من إدخال الملابس له، إلا بعد ما يزيد على أسبوع على اعتقاله.

وتشير عائلته إلى أن “اعتقال نجلها غير قانوني، فلم يحول اعتقاله للنيابة كما هو القانون، بل حول للاعتقال على ذمة المحافظ”.

تعذيب
أكدت عائلة أسعد الطويل في حديث لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”:  تعرض نجلها لتعذيب قاس لدى جهاز المخابرات في سجن أريحا سيئ السمعة، ما سبب نقله إلى مستشفى أريحا الحكومي بعد يومين على تحويله لهناك”.

وتضيف عائلته: “لقد أدخل نجلنا إلى المستشفى باسم مستعار، بحسب تأكيدات حقوقية مطلعة لنا وشهود عيان”، وتؤكد أن أسعد يتحلى بصحة وعافية جيدة، لكن نقله للمستشفى يؤكد تعرضه لتعذيب قاس”.

وتبين أن أحد ضباط المخابرات الذي تحدثنا معهم خلال اليوم الأول لاعتقال أسعد، قال لنا بالحرف الواحد: “اعتقلنا أسعد حتى نربيه”، في إشارة لنيتهم المسبقة لتعذيبه.

وتشير والدته إلى أن نجلها تعرض باعتقاله السابق أيضا لتعذيب قاس لدى جهاز المخابرات في سجن جنيد بمدينة نابلس، بعد اعتقاله في الأول من مارس 2016 على خلفية عمله النقابي.

وتوضح أن أسعد روى لها ما حصل معه، ومما أخبرني به أنه عانى من التعذيب على مدار 11 يوماً من مدة اعتقاله التي استمرت 16 يوماً، وكانت أيضاً على ذمة المحافظ.

وتروي: “أن عناصر المخابرات وبعد اعتقال أسعد واقتياده إلى سجن جنيد، خلعوا عنه أغلب ملابسه، وأبقوه في ملابس خفيفة، وكان الجو وقتها بارداً وفي فصل الشتاء، وبعدها انهال عليه ثلاثة من عناصر المخابرات  بالضرب المبرح بالّلكمات والصّفعات فيما يعرف بـ(حفلة الاستقبال).

مؤكدة: “أمضى طيلة الأحد عشر يوماً في زنزانة باردة بلا فراش أو غطاء، وقد حرم من النوم إلا ساعة واحد بعد الفجر في بعض الأيام، خاصة وأنهم كانوا يملؤون أرضية زنزانته بالمياه ليجبروه على البقاء واقفاً”.

وتضيف: “تعرض طيلة المدة لجولات تعذيب بالشّبح بربط يديه من الخلف وتعليقه في فتحة قريبة من السقف، وجولات من الضرب بقوة بالعصي والأنابيب البلاستيكية الصلبة على باطن رجليه وعلى كل أنحاء نصف جسده السفلي”، مؤكدة: “أنه روى كل ما تعرض له لمؤسسة الصليب الأحمر الدولي عندما زارته وقتها في سجنه”.

متفوق وناشط طلابي
وتؤكد عائلة أسعد أن التحقيق كان دائماً مع نجلها على خلفية عمله النقابي في الجامعة، “لذلك لم يكن لدى الأجهزة الأمنية أية تهمة قانونية توجهها له، فكان يعتقل على ذمة المحافظ”.

وتقول والدته: “إن أسعد متفوق في دراسته بتخصص التاريخ في جامعة النجاح، وهو في سنته الثالثة وفي المرتبة السادسة على مستوى كليته، وقد حصل خلال الفصل الماضي على علامة كاملة بمجموع 4 من 4، وقد كرمته إدارة كليته لذلك”.

وتضيف: “أسعد ينفق على نفسه في دراسته فهو يعمل في البناء فيما تبقى من نهار وفي أيام عطلته، ولا وقت لديه ليقوم بأي نشاط طلابي”، مستنكرةً: ” فهل يعقل أن يقابل أبناؤنا المتفوقون بهذه الوحشية من الأجهزة الأمنية؟!”.

تحذير حقوقي
وقد أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا في بيان خاص لها ما يجري مع أسعد، محمّلة : “الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسؤولية الكاملة عن سلامة الطالب أسعد الطويل، وتدعوه إلى الإفراج الفوري عنه، كما تدعوه إلى إقالة رئيس جهاز المخابرات الذي يصدر شخصيا التعليمات للتعذيب”.

وأكدت المنظمة في بيانها: “أن تمادي أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في عمليات الاعتقال التعسفي وإهدار حق المعتقلين في المحاكمة العادلة وتفشي وباء التعذيب في مقار الاحتجاز التابعة للسلطة الفلسطينية، بالتزامن مع مناخ الإفلات من العقاب الذي توفره السلطة لمرتكبي تلك الجرائم هو أمر خطير، يستوجب تدخلا حازما من دول الاتحاد الأوربي التي تقدم لتلك الأجهزة دعما مباشرا لتستخدمه في قمع المواطنين.

ودعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا: “المحكمة الجنائية الدولية للإسراع بالتحقيق في الشكوى التي تقدمت بها المنظمة حول حالات تعذيب على يد أجهزة أمن السلطة الفلسطينية تم توثيقها في الفترة من 14/06/2014 وما بعدها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات