السبت 27/يوليو/2024

صبرا وشاتيلا واتفاقية أسلو

إبراهيم المدهون

في هذا الشهر سبتمبر نحن الفلسطينيين على موعدٍ مع ذكريات الآلام الفلسطينية المركبة بدايةً بذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا حيث ذبح الفلسطيني بدمٍ بارد، وتوقيع اتفاقية أوسلو المشؤومة والتي أسست حالة الانقسام التي نعاني منها حتى اللحظة، فمنذ أوسلو والشعب الفلسطيني لا يعرف إلى أي قرار يصل وأي طريق يسلك. 

أخطر ما في اتفاقية أوسلو أنها جردت شعبنا من حقه في امتلاك السلاح، فحولت قضيتنا الثائرة المشتعلة إلى قضيةٍ هامدة خاملة مستكينة، وحَرمت على شعبنا امتلاك وسائل القوة ليصبح شعباً أعزلاً ينتظر الفتات على موائد اللئام.

وقبل أوسلو أدت سياسة تجريد شعبنا من سلاحه في لبنان لمذبحة صبرا وشاتيلا، لولا نزع السلاح وتخلي منظمة التحرير عن سيفها هناك لما حدثت ولا كانت صبرا وشاتيلا، فمتى نتمسك بالسلاح وحقنا بالمقاومة نقترب من فلسطين ونحقق حلمنا بالعودة والقضاء على هذا الكيان الصهيوني السرطاني في المنطقة، وإن تنازلنا وتهاونا وألقينا السلاح دفعنا الثمن أضعافاً مضاعفةً وابتعدنا عن أي بارقة أملٍ للعودة وتحقيق المصير.

حقيقة المعركة منذ الثمانية والأربعين وما قبلها تهدف بشكل رئيس ومركز إلى منع شعبنا من امتلاك السلاح، فإن امتلكه حدد مصيره ووجهته، كل المؤامرات قامت وتقوم على أن يأخذ شعبنا كل شيء إلا السلاح، لهذا تُحاصر غزة وتُعزل وتعاقب وتشن ضدها الحروب، ويُحرّض عليها النظام العربي الرسمي ويشارك بإضعافها وتشويه مقاومتها، فهم يدركون أن شعبنا قادر على تغيير المعادلات جميعها في حال امتلك سلاحه وأخذ حريته في الإعداد والاستعداد واستثمار الموارد، ولن يستطع أحد مهما بلغت قوته من تنفيذ أي من المخططات وإنجاح أيّ من المؤامرات ما دام شعبنا مسلحا. 

لهذا تعيش الضفة الغربية أياماً بائسةً وصعبة، فيسير كل من الاستيطان، والاعتقال، وتهويد الأرض والحواجز، والسطو على المياه والمرتفعات على قدمٍ وساق حتى ضاع أكثر من 55% من أرضها، وهُود أكثر من 80% من المدينة المقدسة، ويوجد ما يقارب 1000 حاجز يذل عليه الفلسطيني، بالإضافة لعمليات الإعدام الميداني والقتل على الهوية. نموذج غزة وإن كان قاسياً وبطيء النتائج إلا أنه يتجه بخطى ثابتة نحو الطريق الصحيح وهو استكمال لثورة شعب، وإن كنا ندفع ثمناً كبيراً جراء تمسكنا بسلاحنا وإرادتنا للقتال؛ إلا أن هذا الثمن لا يساوي معشار ما سندفعه لو سُلم السلاح وتم الاستسلام للمشروع الصهيوني، وما حدث في معركة العصف المأكول لدليل آخر على أن من يقاوم ويتمسك بسلاحه وقوته يصبح مهاب الجانب ويمتلك قوة ردع ويحقق إنجازاً ويتقدم بخطواتٍ واضحةٍ نحو الهدف الصحيح. 

مقاومتنا اليوم وصلت مرحلةً متقدمةً في الاعتماد على ذاتها والتمسك بطريقها، فتُجهز نفسها وتُصنّع سلاحها، وتعد الخطط وتمتلك إرادةً عنوانها لا عودة لأوسلو من جديد ولن نسمح بصبرا وشاتيلا أخرى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات