قضبان وسرطان.. تعرف على حكاية الأب المحروم من احتضان ابنه

“كيف أكون بخير، وابني ليس بخير، كنت أتمنى أن أكون معك، أحضنك، أحملك، أخفف عنك، أعطيك من دمي.. ولدي، حرموني منك 16 عاما، واليوم يحرموني منك، وأنت (الآن) في قمة مرضك وتحتاجني ولا أقدر أن أصلك، رغما عني، فاعذرني  يا مهجة قلبي، لا أملك في سجني إلا دعوة في صلاتي أن يشفيك ويفرج عني للقياك”، بهذا الكلمات خاطب الأسير رجب الطحان نجله المريض “مجد”.

ابتلاءات الأسرى كثيرة، لكن ليس هناك أقسى من ابتلاء أسير بأمه أو بفلذة كبده، فكيف بالأسير المقدسي الطحان، وقد اجتمع عليه الابتلااءان؛ فوالدته واجهت حالة صحية صعبة جدا وخضعت لعملية، كما أن ابنه “مجد” (19 عاما)، أجرى عملية زرع النخاع، بعد اكتشاف مرض سرطان الدم، في ثالث أيام عيد الفطر الماضي، ومنذ ذلك الحين وهو يخضع لجرعات الكيماوي القاسية، والتي كانت آخرها جرعات اجتمعت فيها شتى أنواع الآلام قبل وبعد عملية زرع النخاع الذي أخذه من أخيه.

ومع كل صرخة ألم لابنه، يصارع والده الأسير رجب، الذي أعيد اعتقاله قبل 3 سنوات مع 60 محررا من صفقة “وفاء الاحرار” بُعده عن فلذة كبده، والتي لم تحرك للاحتلال حسا من رحمة، بل يواصل اعتقاله ظلما وعدوانا.

وتتساءل عائلته: “في ظل هذه الظروف القاسية تتجاهل جميع المؤسسات الأهلية والشعبية الوطنية هذه المأساة، التي ألمّت بأحد أبناء الشعب الفلسطيني، الذي ضحى بأغلى ما يملك لدينه ولوطنه ولشعبه. تعودنا أن لا تتحرك نخوة المؤسسات إلا في الرمق الأخير، فهل لو كان ابن الأسير رجب هو أحد أبناء أحد الرموز، هل تراهم يتركونه وحيدا؟!”.

وتضيف العائلة، التي تحدث مراسلنا إلى أحد أفرادها، باسم الطحان: “ما أردنا من وراء رسالتنا هو أن نظهر للعالم حجم الجريمة التي نفذها الاحتلال بحق أسرى أبرياء، تهمتهم الوحيدة مقايضتهم بجنود أسرى أمواتا كانوا أو أحياء، ذهبوا لقتل أبناء شعبنا في غزة، وهذا يتنافى مع اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بالأسرى”.

يذكر أن الأسير الطحان أب لخمسة من الأبناء، وكانت محكمة الاحتلال قد ثبتت حكمه السابق (المؤبد) الصادر بحقه قبل تحرره بصفقة وفاء الأحرار.