عاجل

السبت 18/مايو/2024

حرب مبكرة على موسم الزيتون

د. خالد معالي

يبيح الحاخامان “يتسحاق شابيرا” و”يوسف يرمياهو إليتسور” في كتابهما “عقيدة الملك”، قتل الأغيار (أي غير اليهود)، في الظروف التي تسمح فيها الشريعة اليهودية بقتلهم، سواء في أوقات السلم أو الحرب، وانطلاقًا من الحرص على إقامة الفرائض السبع، فإنه لا يوجد ما يمنع ذلك، وما أقل من القتل، يعد لعبا على شاكلة تخريب موسم الزيتون.

في الوقت الذي يتحضر مزارعو الضفة لموسم الزيتون ونحن في العام 2017؛ بالبهجة والفرحة الغامرة؛ سبقهم المستوطنون وأعلنوا حربا مبكرة على شجرة الزيتون، فقطعوا عشرات الأشجار في قرى وبلدات الضفة الغربية من بينها: بلدة بورين، وبلدة الساوية، وبلدة كفر قليل؛ والقائمة مرشحة للزيادة في ظل عربدة وبلطجة المستوطنين.

كل ما على هذه الأرض الطيبة يعدّ عدوا للمستوطنين، ولكن موسم الزيتون له رمزية خاصة تجسد الحق الفلسطيني في هذه الأرض، ومنذ آلاف السنين؛ في الوقت الذي لا يوجد للمستوطنين على هذه الأرض؛ سوى البطش والقوة الظالمة، والتي هي إلى زوال عما قريب، كما زال غيرها من قوى الظلم والاحتلال عبر التاريخ؛ وهو ما يعرفه حق المعرفة قادة ومفكرو دولة الاحتلال؛ ولكنهم يكابرون.

يقطر المستوطنون غيظا؛ وهو يرون من أعالي الجبال الاستيطانية موسم الزيتون؛ عرسًا فلسطينيًّا خالصًا، تقطف فيه ثمار الزيتون في لوحة فنية رائعة، وتراثية جميلة، وعراقة ليس لها نظير.

في الوقت الذي تفتقد فيه مستوطنات الاحتلال المقاومة في الضفة الغربية؛ عمق وعبق التاريخ؛ ومن هنا يرون أنه يجب تخريبه وتدميره، وتنغيص حياة المزارعين، وجعلها جحيمًا لا يطاق، وهو ما يحصل غالبا؛ بحماية جنود جيش الاحتلال.

حكاية تتكرر، ففي كل موسم زيتون في ريف الضفة الغربية، مستوطنون يعدّون الموسم عدوا لهم، فيشنون هجمات على المزارعين، بالضرب والطرد والجرح والاعتقال، وعلى الشجرة نفسها، بالقطع والنشر والتخريب، وسرقة ثمارها الطيبة، وأحيانا قلعها وتركها مكانها، أو سرقتها وإعادة زراعتها داخل المستوطنات.

حبات العرق الجميلة التي تنزل كقطرات الندى على جبين مزارعي الضفة؛ تختلط مع تراب الأرض الطيبة الطاهرة؛ ليأتي مستوطن ويحولها لدماء؛ بالاعتداء على المزارعين وهم في حقولهم خلال عملية قطف ثمار الزيتون.

قلع أشجار الزيتون، تقطيع أغصان عشرات أشجار الزيتون، منع مزارعين من قطف أشجار الزيتون، والوصول لها؛ أو منع تصاريح لقطف الزيتون، جرح وضرب وطرد مزارعين من حقولهم خلال عملية قطف الزيتون؛ كلها أخبار شبه يومية ستتناقلها وسائل الإعلام المختلفة في الموسم الحالي الذي بات قاب قوسين أو أدنى.

ما يستمد المستوطنون منه قوتهم، وما يشجعهم على الاعتداء؛ هو فتاوى دينية يهودية جاهزة يدعمها التحريف الذي حدث في التوراة قديمًا؛ من أن أرض “الأغيار” يجوز حرقها ونهبها تقربًا إلى الله؛ وبالتالي تعدّ عملية التخريب والتدمير جزءًا أصيلا من نفسيتهم المريضة والمعتوهة لأبعد الحدود؛ بدين في الأصل هو براء من التخريب والتدمير.

في هذه المرحلة الحرجة والصعبة وفي الوقت الحالي يرى المستوطنون أنه لا بأس إن ملئت الدنيا ضجيجًا وصراخًا، من المزارعين، فالصراخ لن يفيد ما لم يتبعه عمل يوقف اعتداءات المستوطنين، وهو لن يحصل في الوقت الحالي؛ بنظرهم؛ ما دام سيد الموقف هو الشجب والاستنكار.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

أوتشا: لم يبق شيء لتوزيعه في غزة

أوتشا: لم يبق شيء لتوزيعه في غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام  قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، السبت، إنه لم يبق شيء من المساعدات تقريبا لتوزيعه في قطاع...