الجمعة 17/مايو/2024

شارع الشهداء بلا ألعاب وهدايا في العيد!

شارع الشهداء بلا ألعاب وهدايا في العيد!

كان وجهها شاحبا وهي تستقبل العيد بلا مهنئين ومعيدين.. فلا ألعاب ولا هدايا!!.. الأعمام والأخوال والأقارب لم يتمكنوا من الوصول إلى  منزل المرحوم والدها الشهيد بسبب الحاجز العسكري المشدد على مدخل شارعهم (شارع الشهداء).

“الحياة هنا بائسة جداً وحزينة! فلا حوانيت ولا أماكن لبيع الألعاب، ولا متسع للملاهي والمراجيح كي نفرح مثل بقية أطفال العالم.. نحن في هذا الشارع ندخل إلى بيوتنا وفق أرقام مسجلة على هويات الناس ولدى جنود الحاجز، ومن لا رقم له لا يسمح له بالدخول”!..  بهذا العرض التراجيدي المحزن وصفت الطفلة حنان هاشم العزة (11 عاماً)، الحياة في شارع الشهداء في البلدة القديمة من الخليل.

حنان التي استشهد والدها عام 2015 في الشارع نفسه على يد جنود الاحتلال، ولا تزال تسكن هي وأمها وإخوانها فيه، لا تعدّ العيد موجودًا سوى باسمه في ظل غياب كل مظاهره التي حرمهم منها الاحتلال.

يتحدث مفيد الشرباتي (56 عاماً)، أحد أبرز الناشطين في فضح سياسة الاحتلال الاستيطانية في الخليل، والذي يسكن في قلب شارع الشهداء لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، قائلا: “خرجنا لصلاة العيد في مسجد الشيخ علي البكاء الساعة السادسة والنصف صباح اليوم الأول للعيد، لكن جنود الاحتلال أوقفونا، ورفضوا السماح لنا بالخروج للصلاة تحت حجة أن الضابط المناوب الذي يعرف سكان الحي غير موجود.. انتظرنا ساعة ونصفًا من الزمن، وبعدها سمحوا لنا بالخروج فكانت صلاة العيد منتهية”.

ويضيف الشرباتي “قبيل صلاة ظهر اليوم الأول حضر أصهاري وأبناء عمي ليقدموا لنا التهاني بالعيد، ووقفوا أمام البوابة الإلكترونية، ولم يسمح لهم جنود الحاجز بالدخول. الجندي المتواجد داخل البرج صاح عليهم.. شو رقمك؟ فقالوا له: نحن لا أرقام لنا، نحن زوار بمناسبة العيد، فرد الجندي عليهم: ممنوع.. “ارجع للبيت وإلا بطخّك”؟!! اتصل أقاربي عبر الجوال عليّ فنزلت بجوار الحاجز، وأبلغت الضابط أن هؤلاء أشقاء زوجتي وأشقائي.. فرد علي بعنف: ممنوع روّح بيتك”.

في اليوم الثاني للعيد حضرت سيارة إسعاف لنقل طفل مريض من بيته داخل شارع الشهداء يغسل الكلى دوريا، فرفض الجنود السماح بنقله للمستشفى. اتصلنا بالارتباط الفلسطيني، وبعد ساعتين كاد خلالها الطفل يفقد وعيه، سمح للإسعاف بنقله، وفقا لما يرويه الشرباتي.

ويشير إلى أن الحقيقة أن سكان شارع الشهداء في كرب كبير! لا يعرفون طعما للعيد، ولا يأمنون على أبنائهم عند الدخول والخروج من بيوتهم، والجميع يتفرج علينا دون أن يحرك ساكنا!.

أما حكاية الأضحية فهي مختلفة بتفاصيلها، حيث يسردها الشرباتي بالقول: في اليوم الثالث للعيد، أحضر جارنا الحاج حسن فنون خروفا ومعه الجزار ليذبح الأضحية أمام منزله.. استهجن جنود الحاجز المشهد فأحاطوا بالجزار، وربطوا الخروف بعمود الكهرباء، وانشغلوا بالجزار الذي كان يحمل عدة الجزارة، والتي من بينها ثلاث سكاكين، ومنفاخ هواء، وقطعة دائرية من الخشب لتقطيع اللحم عليها. انقض الجنود عليه، وكبلوه، وأجلسوه خلف البرج العسكري مدة ثلاث ساعات، حتى حضر ضباط الحاجز، وحققوا معه ميدانيا، وأدركوا فعلا أنه جزار، وله دكان بيع لحم وجزارة خارج الحاجز، فأطلقوا سراحه، ولم يسمحوا له بالعبور، وصادروا جميع السكاكين، وأجبروه على إعادة الخروف معه من حيث أتى!.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حماس تعلق على كلمة عباس أمام قمة البحرين

حماس تعلق على كلمة عباس أمام قمة البحرين

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أعربت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن أسفها مما جاء في كلمة رئيس السلطة محمود عباس أمام القمة العربية...

المقدسيون.. شرف الانتماء وضريبة الرباط

المقدسيون.. شرف الانتماء وضريبة الرباط

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام في غمرة الكفاح الذي يخوضه الشعب الفلسطيني رفضاً للاحتلال، وطلباً للحرية، ودفاعاً عن المقدسات، تتواجد ثلّة...

حماس ترحب بالبيان الختامي لقمة البحرين

حماس ترحب بالبيان الختامي لقمة البحرين

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام رحّبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالبيان الختامي الصادر عن القمة العربية الثالثة والثلاثين التي عُقدت...