الجمعة 10/مايو/2024

مسن فلسطيني يعتصم على سرير الموت.. وهذا مطلبه

مسن فلسطيني يعتصم على سرير الموت.. وهذا مطلبه

استلقى الحاج “يونس مسلم قرعان” على سريره الذي نصبه أمام مستشفى وكالة الغوث بمدينة قلقيلية، في خطوة احتجاجية رفقة مئات المواطنين، بعد قرار إدارة المستشفى إغلاق قسمي النسائية والتوليد والجراحة.

وفي سؤال استنكاري، يقول الحاج قرعان: “لقد أنشئ هذا المستشفى لعلاج اللاجئين، فأين سنذهب للعلاج بعد إغلاق هذه الأقسام؟ ومن أين سنأتي بالمال الكافي للعلاج؟ هل نموت على قارعة الطريق؟.


null
إغلاق في وجه المرضى
ويضيف الحاج يونس الذي جاوز الستين من عمره لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “لقد أجريت عملية  قولون، وفي كل مرة أراجع المستشفى يقولون لي: اذهب لا يوجد لك علاج عندنا، وقد طلبوا مني أن أذهب وأبحث عن العلاج في مشفى آخر”، ويضيف بألم: “من أين سآتي بثمن العلاج، لقد أنشئ هذا المستشفى لتقديم العلاج للمرضى، ويجب أن يظل حتى نعود لبيوتنا التي هجرنا منها”.

فيما تقول خلود الشنطي الحامل في شهرها الثامن: “إن إغلاق قسم الولادة يعدّ نكسة كبيرة لنا”، وتتساءل: “أين سأذهب الآن، فلم يبق على موعد ولادتي سوى شهر واحد، هل يترتب علي البحث عن مستشفى هنا وهناك وأتحمل دفع أكثر من ألف شيكل، وأنا أحمل كرت الوكالة؟!!”، وتضيف: “إن ما تقوم به الوكالة قتل بطئ لنا”.

ويشير الدكتور صبري الولويل رئيس اللجنة الشعبية لدعم اللاجئين في محافظة قلقيلية: “إن المستشفى يعمل على تحويل الكثير من الحالات إلى مستشفيات مدينتي نابلس وطولكرم”، ويحذر، في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” من تعرض بعض الحالات للخطر، معللاً: “المسافة التي تفصل بين هذه المدن ومدينة قلقيلية بحاجة إلى 40 دقيقة تقريباً”، ولن نسمح أن تمس حياة أي مواطن للخطر، بفعل تمادي وكالة الغوث في إهمال علاج اللاجئين، على حد قوله.

مبررات واهية
إدارة الوكالة بررت قرارها، بعدم وجود تمويل كاف لعملها، وهي في ذلك أيضاً، تهدد مصادر رزق، ما يزيد على مائة وعشرين موظفاً يعملون في المستشفى، ويشير هنا، رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم عسكر القديم في مدينة نابلس حسني عودة: “إن هذه حجج واهية، فلقد أنشئت الوكالة للفلسطينيين، بقرارات الأمم المتحدة 194 و 302 لتشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين حتى عودتهم إلى ديارهم، وعليها أن تواصل عملها حتى عودتنا إلى أراضينا”.

ويشير عودة، لمراسلنا: “نحن كلاجئين فلسطينيين سلبت حقوقنا، وأخرجنا من أراضينا، ونحن نعيش في أوضاع إنسانية صعبة للغاية، ولم يتبق لنا سوى الفتات لنبقى ونعيش، واللاجئ الفلسطيني لن يتسول من أحد، اللاجئ يريد حقه كما هو منصوص عليه، وكما أقرته القرارات الدولية كافة”.

تماهي مع الاحتلال
ويؤكد الدكتور “الولويل”: “لقد تحدثنا مع مدير عمليات الوكالة وبدا غير مطلع على طبيعة المستشفى وأهميته، من أنه يخدم ما يزيد على 150 ألف لاجئ”، مؤكداً: “لقد حاولنا أن نضع الحلول، لكنه رفض أي حلول أخرى، وأكد أن القرار صدر ولا رجعة عنه”.

ويرى حسني عودة: “أن ما تسعى له الوكالة في حقيقة الأمر ليس إنهاء خدمات مستشفى، بل إنهاء عملها كاملاً، فالوكالة هي الشاهد الوحيد على جريمة الاحتلال، وانتهاء عمل الوكالة يعني أن لا وجود للّاجئين ولا وجود لاحتلال، ولا وجود لقضية فلسطينية”.

ووصف الولويل القرار: “أنه عقابي ويتماهى مع ما طرحه رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو قبل أشهر من إنهاء عمل وكالة الغوث، وهو قرار يخالف بروتوكولات العمل الصحي العالمية” مشيراً: “الوكالة اليوم تخالف قرار تشكيلها، وتخالف قرارات الأمم المتحدة، وهي بدل أن تقوم بتقديم العلاج والخدمة للاجئين الفلسطينيين، تعقابهم”.

وينبه، لقد تلقى العلاج في هذا المستشفى على مدار السنوات الخمس الماضية أكثر من ثلاثين ألف لاجئ، نصفهم أجريت لهم عمليات جراحية، “وهذا القرار مجحف جداً بحقنا، ونحن اللاجئون لن نصمت عليه”.


null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات