الأحد 12/مايو/2024

مرض نادر يبدد أحلام ثلاثة أشقاء بخانيونس

مرض نادر يبدد أحلام ثلاثة أشقاء بخانيونس

كغيره من الآباء كان يتمنى أن يشاهد أبناءه يكبرون أمامه ليشاهدهم على منصة العرس؛ ولكن مع المرض النادر الذي أصاب عائلته تبددت كل الأحلام وأصبح يتمنى أن تتوقف عجلة الزمن، وأن لا يتخطى أبناؤه سن السادسة عشر.

وبحسرة وألم يجلس أبو خميس عاشور (45 عاما) مع نفسه شارد الذهن، بعد أن بدأ مرض نادر من نوعه يتخطف أبناءه الواحد تلو الآخر، دون أن يقدر على فعل شيء لهم سوى الدعاء بأن يفتح معبر رفح عله يستطيع علاجهم في أي بقعة بالعالم.

(خميس، وجهاد، ونور) ثلاثة أشقاء ابتلاهم الله بمرض غريب لا يظهر عليهم إلا بعد بلوغهم سن السادسة عشر، حيث تبدأ الحالة بفقدان القدرة على السير، واختلال في التوازن، وصعوبة في النطق.


null

هذه الحالة تكاد تصيب والدهم بالجنون، حيث يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “كانت البداية مع ابني خميس الذي كان لا يشتكي من أي مرض، وما أن تجاوز سن السادسة عشر حتى بدأت تظهر عليه أعراض منها فقدان التوازن وعدم القدرة على السير”.

حاول أبو خميس جاهداً معرفة السبب الذي وصل إليه ابنه بعد أن جاب جميع مشافي القطاع لكن دون فائدة؛ خاصة أن الأطباء جميعهم أكدوا أن خميس يعاني من مرض الشلل الوراثي السفلي المزمن.

لم يقتنع الوالد المكلوم بما تحدث به الأطباء خاصة أنه لا يوجد أحد في عائلته يعاني من مثل هذه الحالات، ليصل به الحال أن يسلم أمره إلى الله دون المقدرة على فعل أي شيء.

وما أن وصل ابنه جهاد سن السادسة عشر حتى بدأت تظهر عليه نفس العلامات التي حصلت مع شقيقه، الأمر الذي أصاب أبو خميس بالذهول، وعدم القدرة على تصديق ما يحدث عبر تقديم جميع أنواع الأدوية، ولكن دون جدوى.

بدأ أبو خميس بالتوجه لتحويل أبنائه للعلاج في مستشفيات الداخل، ليتفاجأ برفضه وزوجته 9 مرات على التوالي بحجة الرفض الأمني، الأمر الذي زاد الطين بله.


null

حالة جهاد بدأت تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، خاصة أنه يشاهد شقيقه الأكبر خميس قد أقعده المرض، ومنعه من الحركة بشكل كبير.

وفي ظل تسارع الأيام وعدم القدرة على التعامل مع حالتهم؛ بدأ القلق يظهر على وجه العائلة بعد أن اجتازت ابنتهم الثالثة نور سن الـ16، لتبدأ عليها علامات نفس المرض الذي أصاب أشقاءها.

مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” حاول الحديث إلى نور، لتبدأ نوبة من البكاء على حالها الذي ستصل إليه خاصة أنها ترى نفس الأعراض التي أصابت أشقاءها تظهر على جسدها وحركتها.


null

وتقول بعد أن أخذت نفساً عميقاً كتمت خلاله الألم الذي يدور بداخلها: “كنت أعيش حياة جميلة أحلم خلالها بإكمال تعليمي المدرسي وإسعاد والدي، لكن وما إن بلغت ال16 حتى انقلبت حياتي رأساً على عقب”.

وتضيف: “بدأت أشعر بتيبس في قدماي وفقدان بعض توازني، إلى جانب نظره الشفقة التي كانت من زميلاتي في المدرسة والتي كانت تصيبني في مقتل، حيث أراهم يسيرون بشكل طبيعي، وأنا أعاني من مشكلة في المشي”.

وحسب نور فإن المرض لم يتمكن منها حتى اللحظة بسبب أن المرض دخل إلى جسدها قبل 4 أشهر، متمنية أن تجد من يساعدها في العلاج، وأن لا تصل إلى ما وصل إليه أشقاؤها خميس وجهاد.

وتمنت أن تعود لطبيعتها، وتحصل على العلاج المناسب، لافتة أنها لا تجد العلاج المناسب لها في غزة؛ خاصة في ظل الحصار المفروض عليها، وأنها تتمنى السفر إلى أي دولة من أجل تلقى العلاج.

أما خميس الذي لا تكاد البسمة تغادر وجهه فيقول، إنه قبل أن يصاب بهذا المرض وقبل أن يتجاوز سن السادسة عشر، كان يجوب شوارع خانيونس على قدميه، ولم يترك جنازة شهيد إلا وكان من أوائل المشيعين فيها.

وخلال الحديث مع العائلة تجد البسمة والضحكة مرسومة على شفاههم رغم المرض والألم الذي أصابهم؛ في صورة تعكس مدى الرغبة في الحياة رغم الحصار والألم المفروض لسنوات.

 وينهي أبو خميس حديثه بعد أن بدأ بمسح دموعه خشية رؤية أبنائه لها: “لدي 3 أولاد و3 بنات.. وقد فقدت 3 من أبنائي في هذا المرض الغريب، كل ما أتمناه هو تشخيص المرض والحصول على علاج مناسب، إن لم يكن للذين أصيبوا بالمرض فليكن لكريم (14 عاما) وندى (12 عاما) وياسمين (10أعوام).


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد ومصاب برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

شهيد ومصاب برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب وأصيب طفل، صباح الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مخيم بلاطة شرق نابلس. وأفادت مصادر...

إصابة 3 مستوطنين بقصف المقاومة عسقلان

إصابة 3 مستوطنين بقصف المقاومة عسقلان

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب ثلاثة مستوطنين بجروح - فجر الأحد- جراء سقوط صاروخ أطلقته المقاومة الفلسطينية على عسقلان المحتلة. وقالت هيئة البث...