ساحة مواجهات.. 113 إصابة في قمع الاحتلال المصلين بالأقصى
تحولت باحات المسجد الأقصى، عقب صلاة العصر الأولى منذ 14 يومًا، إلى ساحة مواجهات مع قوات الاحتلال الصهيوني، التي أرادت بقمعها تنغيص احتفالات المقدسيين بنصرهم في إزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات وفتح الأبواب كلها، وأسفرت المواجهات عن إصابة 113 مقدسيا.
وقال شهود عيان لمراسلنا: إن تعزيزات كبيرة من قوات الاحتلال وصلت إلى باحات المسجد الأقصى، وقمعت المصلين فور انتهاء صلاة العصر، ولاحقتهم قرب المسجد القبلي، وسط إطلاق كثيف للقنابل الصوتية والمسيلة للدموع؛ ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات.
استفزازات قوات الاحتلال، بدأت بعد دقائق، من رضوخها لمطالب المقدسيين، وفتح باب حطة الذي تدفق عبره الآلاف منهم، باتجاه ساحات المسجد، وسط هتافات تكبير وأجواء احتفالية كبيرة، فأقدمت على إغلاق الباب لتبدأ المواجهات مع المواطنين الذين كانوا يحاولون التدفق من خلاله، ومن ثم قمعتهم بالقنابل المسيلة للدموع والصوتية.
وامتدت المواجهات إلى باب الأسباط وساحات المسجد الأقصى، التي عجت بآلاف المصلين، فيما اعتلى قناصة الاحتلال سطح المسجد القبلي والأبنية المقدسة في المكان، واستقدمت قوات الاحتلال وحدات “يمام” الصهيونية الخاصة.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طواقمها، تعاملت مع 113 إصابة، قرب بابي حطة والأسباط، وفي ساحات الأقصى تنوعت ما بين اعتداء بالضرب وكسور وإصابات مطاط وغاز الفلفل وقنابل الصوت والمسيل للدموع.
وقال شهود: إن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة شبان على الأقل، خلال محاولاتها إخلاء الساحات من المصلين.
التطورات الأخيرة، جاءت بعدما رضخت قوات الاحتلال مكرهةً لإرادة المقدسيين، وأعادت فتح باب حطة لحظاتٍ قليلةً قبل عصر اليوم، بعد احتشاد عشرات الآلاف على الباب، ليدخلوا المسجد مكبرين مهللين، رغم وابل القنابل الصوتية والمسيلة للدموع التي أطلقتها تلك القوات.
وعلى وقع هتافات التكبير، نجح الآلاف في المرور من باب حطة بعد ساعات من الاعتصام، ليتدفقوا إلى ساحات المسجد الأقصى، في مشهد انتصار خالد؛ استفز قوات الاحتلال التي انتشرت بكثافة في المنطقة، لتبدأ بقمع المصلين واستهدافهم بقنابل الصوت والمسيل للدموع؛ ما أدى إلى وقوع أربع إصابات على الأقل.
وقال مراسلنا: إن قوات الاحتلال اعتدت على المصلين والطواقم الصحفية، واستهدفتهم بشكل مباشر بقنابل الغاز المسيل للدموع، مؤكدًا استهداف طاقم قناة الجزيرة بشكل مباشر.
ووفق مراسلنا؛ فإنه بعد مماطلة، وأمام الزحوف الهادرة، رضخ الاحتلال لمطالب المقدسيين الذين دخلوا المسجد مرددين هتافات التكبير، وهم يحلمون بعض العلماء والشيوخ الذين كانوا في طليعة الاعتصام طوال الأيام الماضية.
ووسط مشاعر فياضة، حضرت فيها الدموع وهتافات التكبير، تدفق المقدسيون عبر ساحات المسجد إلى أروقته، وسط أجواء من الفرحة الغامرة، والسجود شكرًا لله، فيما اعتلى بعض الشبان أبنية الأقصى ليرفعوا الأعلام الفلسطينية.
وأدى عشرات الآلاف صلاة العصر؛ في المسجد الأقصى، لأول مرة منذ إغلاقه يوم الجمعة (14-7).
وفي وقتٍ سابقٍ، اعتصم عشرات آلاف المقدسيين، قرب باب حطة، المؤدي للمسجد الأقصى، مطالبين بفتحه، وسط تأكيدات بعدم دخول المسجد، والعودة للاعتصام إذا لم تفتح جميع الأبواب التي أغلقها الاحتلال قبل نحو أسبوعين.
وتجمع الآلاف قرب باب حطة، ورددوا هتافات رافضة لإغلاق الاحتلال للباب، مشددين على استعدادهم للاعتصام والتضحية حتى عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 14 يوليو/تموز بشكل كامل.
وأكد مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني، العودة للاعتصام إذا لم يفتح الاحتلال باب حطة المغلق.
وقال الكسواني أمام حشد مع المصلين عند باب الأسباط: “إذا لم يفتح باب حطة سنعود إلى المربع الأول، أي العودة للاعتصام على أبواب المسجد الأقصى”.
وذكر مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن حراس المسجد الأقصى، وأهالي بيت المقدس، عادوا للاعتصام على بوابات المسجد، عقب فرض الاحتلال قيودا على دخول عدد من الحراس ورفضه فتح باب حطة.
الاعتصام على باب حطة في الأقصى
وأوضح مراسلنا أن حراس المسجد الأقصى وعقب دخولهم في جولة تفقدية بناء على طلب من المرجعيات الدينية، تجمعوا بالقرب من باب حطة، وطلبوا من شرطة الاحتلال إعادة فتحه، إلا أن الشرطة رفضت ذلك، ما دفع الحراس لرفض خطوة استمرار إغلاق الباب، والإعلان عن الاعتصام مجددا على بوابات الأقصى.
null
ووزعت شرطة الاحتلال قوائم بأسماء عدد من حراس الأقصى والمقدسيين على البوابات لمنع دخولهم للأقصى، وهو ما يعني فرض شروط وقيود عليهم، وفق مراسلنا.
وتسود حالة من التوتر في محيط بوابات الأقصى، ما دفع المقدسيين للتحذير من تفجر الأوضاع في حال لم ينهِ الاحتلال هذه المظاهر، وإعادة فتح البوابات جميعها دون استثناء أو قيود.
ورفعت قوات الاحتلال فجر اليوم الممرات الحديدية والكاميرات التي كانت نصبتها على مداخل الأقصى، وأعلنت عودة الأوضاع لما قبل 14 من الشهر الحالي، إلا أن المرجعيات الدينية بالقدس أجلت الدخول للأقصى حتى صلاة العصر للتأكد من أن الأمور عادت لما كانت عليه، وأن الاحتلال أزال كل القيود.
وقد تمكن مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، من مرافقة موظفي الأوقاف والحراس في جولتهم التفقدية، وبث بشكل مباشر الجولة عبر مواقع التواصل التابعة للموقع.
ومنعت قوات الاحتلال، الجمعة (14-7)، إقامة صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وأخْلته من المصلين بعد عملية فدائية نفذها ثلاثة شبان من بلدة “أم الفحم” شمال فلسطين المحتلة، استشهدوا بعد قتل جنديين من قوات الاحتلال وإصابة ثالث قرب باب حطة.
ولاحقًا أصدرت سلطات الاحتلال قرارًا، بإغلاق البلدة القديمة، ومنع الصلاة في المسجد الأقصى حتى إشعار آخر، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ عام 1969، وفي يوم الأحد (16-7)، أقدمت على تركيب 9 بوابات إلكترونية على أبواب المسجد، 5 منها في ساحة باب الأسباط، و2 في باب المجلس، و2 في باب السلسلة، فيما أبقت على إغلاق الأبواب الأخرى (حطة، الملك فيصل، الغوانمة، الحديد، المطهرة، والقطانين).
ورفض المصلون الفلسطينيون الدخول إلى المسجد الأقصى عبر تلك البوابات، وشرعوا بإقامة صلواتهم في الساحات الواقعة على مداخل الحرم القدسي.
وفجر الثلاثاء (25-7) رفعت قوات الاحتلال البوابات الإلكترونية، واستبدلتها بجسور حديدية، ثبتت عليها كاميرات ذكية، وأجرت حفريات وتمديدات، لم تعرف طبيعتها، ما دفع المقدسيين إلى رفضها وواصلوا الصلاة قرب أبواب الأقصى دون القبول بالإجراءات الجديدة، حتى رضخ الاحتلال لمطالبهم وأزالها فجر الخميس (27-7).
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
لليوم 210.. كتائب القسام تواصل التصدي لجيش الاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب القسام لليوم الـ 208 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت حتى اللحظة...
حماس: عازمون وقوى المقاومة على إنضاج اتفاق يحقق مطالب شعبنا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الجمعة، أنّها عازمةٌ بالتشارك مع قوى المقاومة الفلسطينية على إنضاج الاتفاق...
نقص السيولة ينذر بكارثة اقتصادية في غزة ودعوة لسلطة النقد الفلسطينية لفتح البنوك
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الجمعة، إن مشكلة عدم توفر السيولة بعد توقف مصادر النقد في القطاع تنذر...
البرغوثي: المقاومة تدير ملف المفاوضات بفهم دقيق وذكاء عميق
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدّ الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية، أن المقاومة تدير عملية التفاوض في الوصول لاتفاق...
استطلاع رأي: 54٪ من الإسرائيليين يفضلون اتفاقًا مع حماس على اجتياح رفح
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أظهر استطلاع للرأي أن أكثر من نصف الإسرائيليين يفضلون اتفاق هدنة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس يشمل...
غوتيريش يعبر عن صدمته من عدد شهداء الصحفيين جراء العدوان على غزة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام كشف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، عن صدمته بسبب استشهاد عدد كبير من الصحفيين جراء عدوان...
لأول مرة.. القسام ينشر مشاهد لقصف مواقع إسرائيلية من جنوب لبنان
جنوب لبنان – المركز الفلسطيني للإعلام بثت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الجمعة، مشاهد قالت إنها لإطلاق مقاتليها...