الأحد 12/مايو/2024

ياسر وإبراهيم .. من رحلة صيد إلى سرير المستشفى

ياسر وإبراهيم .. من رحلة صيد إلى سرير المستشفى

من كان يظن أن الشاب ياسر أبو شمالة (24 عامًا) الذي كان مفعماً بالطاقة والحيوية سينتهي به المقام فوق سرير المرض بعد إصابته بنيران بحرية الاحتلال الثقيلة.
 
وكانت بحرية الاحتلال قد فتحت النار الأسبوع الماضي على قارب صيد قبالة شاطئ رفح ما أدى لإصابة اثنين من الصيادين بجراح وإعطاب قارب الصيد وتمزيق شباكهم.
 
وتلاحق بحرية الاحتلال صيادي غزة في مسافة تقل عن (5) ميل بحري منتهكةً بذلك الاتفاقات الموقعة بين السلطة الفلسطينية و(إسرائيل) وأهمها اتفاقية أوسلو التي قضت عام 1994 بالسماح لهم بالعمل في (20 ميلا) .

سرير المرض

الطريق إلى منزل الصياد أبو شمالة يجبر المارّة على المضي في أزقة ملتوية غرب خان يونس قبل الوصول إلى بيته المتواضع.
 
يتجاذب ياسر أطراف الحديث مع بعض أقاربه الذين جاءوا لزيارته بعد أقل من 24 ساعة من مغادرة المستشفى الذي أجرى فيه الأطباء عملية جراحية له.
 
يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “كل يوم نركب البحر مع المغيب ولا نجتاز مسافة 3-5 ميل ثم نرمي الشباك وننتظر على الأقل ساعة ونجمعها، لكن يوم الأحد الماضي تفاجأنا بإطلاق نار كثيف أدى لإصابتي أنا وابن عمتي إبراهيم أبو جحجوج”.
 
ويكشف ياسر عن ساقه المصابة والملفوفة بضمادات كثيرة، وقد برز منها قضبان البلاتين التي ثبّتها الأطباء خلال عملية جراحية سبقها نزيف حاد في ساقه.
 
ويتابع:”بعد إصابتي برصاص رشاش ثقيل نزفت، ولما وصلت الشاطئ أدخلوني العمليات في مستشفى ناصر، ووضعوا بلاتين وأحتاج إلى 6 أشهر حسب كلام الأطباء لأتمكن من المشي على ساقيّ”.
 
واضطر ياسر إلى العمل في البحر منذ عامين بعد أن عجز عن العثور على فرص عمل فوق اليابسة، وقد تعرض قاربه لإطلاق النار لكن الاستهداف المباشر في منطقة قريبة من الشاطئ لا زال حتى الآن يثير استغرابه.
 
المنقذ الوحيد

أكثر الصيادين الثلاثة إدراكاً لما جرى هو مالك القارب الصياد مراد أبو جحجوح، والذي يروي تفاصيل إضافية عن الاستهداف والملاحقة والخسارة الكاملة.
 
ويقول لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: “نصيد كل يوم قبالة رفح، ويومها شاهدت في الطريق زوارق الاحتلال، ولما وصلت الساعة 9 ونصف ليلاً تفاجأت باقترابها في الظلام منا على بعد أمتار وهو تطلق النار بكثافة”.
 
أراد مراد النجاة بقاربه فدعا ياسر وإبراهيم لإحضار سكين وقصّ حبال الشباك ليخفف من وزن القارب وهو هارب، وخلال محاولتهما البحث عن السكين أصاب الرصاص أرجلهما.
 
ويتابع: “جلسوا من الخوف بعد إصابتهم ونزف الدماء، فصرخت على الجنود أنهم أصيبوا، وحاولت قطع الشباك بالسكين، فأطلقوا قنابل إنارة فوقنا، ولما بدأت الهرب أطلقوا النار فوق القارب وأعطبوه ثم لاحقونا عدة دقائق”.
 
أجرى مراد اتصالاً هاتفياً عاجلاً مع والده وأخبره بما جرى، وعندما اقترب من ميناء الصيادين وجد عربات الإسعاف ورجال الشرطة فأسرعوا بهم إلى المستشفى.
 
طالب وصياد

في محاولة لكسب قوت أسرته وتوفير رسومه الجامعية اتجه إبراهيم محمود أبو جحجوح (20 عاما) للعمل في البحر مع شقيقه مراد.
 
يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “كنا على بعد 500 متر من الحدود وهناك صيادون أقرب منا للحدود، ولما حلّ الظلام تفاجأنا بالقصف الذي استمر ربع ساعة فأصبنا بجراح”.
 
وخرج إبراهيم من المستشفى بعد (5) أيام من العلاج حيث تمكن الأطباء من انتشال شظيتين من ساقه في حين يحتاج إلى (6) أسابيع حتى يتمكن من المشي مرةً أخرى.
 
ويتابع: “رغم ما جرى فأنا مضطر للعودة للبحر رغم أننا أيام نصيد وأيام لا نصيد السمك مطلقاً، ولكن هذا هو الاحتلال، لا يحتاج لمبرر لاستهداف الصيادين”.

ويحاول الصياد مراد أبو جحجوح مالك القارب المستهدف إصلاح قاربه الذي دمر  رصاص الاحتلال جزءًا من هيكله الخشبي، في حين يقدّر خسارته في الشباك بقرابة (6000) شيكل، وهو مبلغ من الصعب تعويضه في القريب.

من جانبه، يرى نزار عياش نقيب الصيادين الفلسطينيين أن حادثة استهداف قارب (ياسر وإبراهيم) وإصابتهما هي الأبرز منذ استشهاد الصياد محمد بكر في مايو الماضي.
 
ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “جرت عملية قصف القارب بالرصاص الثقيل بعد نصب شباك الصيد، وهي مرحلة يكون فيها الصياد في حالة انتظار، وما وقع هو استهداف مباشر”.

ويؤكد أن موسم الصيد سيئ للغاية بسبب منع الاحتلال الصيادين الإبحار مسافة تزيد عن (5) أميال، وإطلاق النار والملاحقة اليومية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات