عاجل

الإثنين 13/مايو/2024

باب الأسباط.. عنوان الصمود أمام البوابات الإلكترونية

باب الأسباط.. عنوان الصمود أمام البوابات الإلكترونية

تحول باب الأسباط الذي هو المدخل الشرقي الوحيد لمدينة القدس القديمة، في هذه الأيام إلى عنوان مئات المصلين المقدسيين الذين يفترشون الأرض في الحر الشديد متحدين مئات جنود الاحتلال وضباط الأمن الصهاينة، للدفاع عن مسجدهم الأقصى، ورفضا لوضع البوابات الإلكترونية.

ويرفض المقدسيون الدخول إلى المسجد الأقصى عبر هذه البوابات كونها تشكل مذلة ومهانة لهم، فضلا عن سعي الاحتلال لتغيير الواقع بالمسجد المبارك من خلالها، وردوا على ذلك بالصلاة في أقرب منطقة للأقصى وهي باب الأسباط، رغم وجود الحواجز الاحتلالية والتواجد المكثف للقوات الصهيونية.

لماذا الأسباط؟

ويفسر أستاذ التاريخ في جامعة بيرزيت الدكتور نظمي الجعبة سبب تواجد المصلين عند باب الأسباط كونه يعدّ أقرب بوابة إلى خارج البلدة القديمة، وبالتالي يسهل الوصول إليه من خلال الحافلات والمركبات.

ويضيف لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن من مميزات باب الأسباط أيضا أن هناك ساحة كبيرة خارج الباب يتيح المجال للتجمع وأداء الصلوات، في حين تنعدم مثل هذه الساحات في مناطق أخرى.

وأشار إلى أن أهل المدينة مرتبطون بباب الأسباط بسبب قربه من مقبرتي اليوسفية وباب الرحمة، وبالتالي حركتهم اليومية لها علاقة بين الصلاة وزيارة القبور.

ولفت الدكتور الجعبة إلى أن باب الأسباط يشكل مقصدًا لأهالي الداخل الفلسطيني المحتل لعام 48 للصلاة في المسجد الأقصى؛ حيث يركنون حافلاتهم في منطقة قريبة من باب الأسباط، وبالتالي اشتهر هذا الباب.

ويرى الجعبة أنه لا توجد قدسية إسلامية خاصة لباب الأسباط تختلف عن باقي البوابات.

وعلى مدار سنين طويلة يشكل باب الأسباط بوابة “المقابر” حيث تمر منه الجنازات باتجاه المسجد الأقصى المبارك للصلاة على الموتى ثم تخرج منه باتجاه مقبرتي اليوسفية وباب الرحمة.

تجربة المقاومة

يقول الدكتور الجعبة: “تاريخيا كانت بوابة الأسباط تخرج منها مسيرة النبي موسى، وكان يتجمهر غالبية سكان القدس والخليل ونابلس في داخل المسجد الأقصى المباركن ثم ينطلقون عبر البوابة باتجاه مدينة أريحا، بحيث كانت مربوطة بوجدان الشعب الفلسطيني وخاصة خلال فترة الحاج أمين الحسيني”.

وبين أستاذ التاريخ في جامعة بيرزيت، أن باب الأسباط عاش تجربة مقاومة خاصة عام 67 حينما تحصن بعض الجنود على الباب، واستمرت المقاومة لآخر رمق، مضيفا أن له دلالة أيضا على اجتياح البلدة القديمة لقوات الاحتلال المجنزرة، حيث دخلت من الباب.

يذكر أن باب الأسباط بني في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس، ورممه الحاكم العثماني سليمان القانوني عام 1817، ويُعدّ المدخل الوحيد للمسجد الأقصى من ناحية السور الغربي؛ خاصة للمصلين والقادمين إلى القدس، حيث تتمركز قوات الاحتلال للسيّطرة على مَنْ يمر من وإلى المسجد الأقصى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات