السبت 27/يوليو/2024

ساحات الأقصى .. مفجّرة الانتفاضات

ساحات الأقصى .. مفجّرة الانتفاضات

في مواجهة اعتداءات الاحتلال وتصاعد سياسات التهويد والاقتحام للمسجد الأقصى المبارك، تفجّرت جولات من المقاومة والمواجهة؛ بما رسخ أن أولى القبلتين، نبض الأحرار وبوصلة الثائرين والمتمسكين بالحق الديني والتاريخي في الأرض المباركة.

ورغم أن دعاية الاحتلال دأبت على الترويج، أن سياساتها القمعية جاءت في أعقاب عمليات فدائية كما هو الحال في القرار التعسفي بإغلاق المسجد الأقصى ومنع الصلاة فيه منذ فجر أمس الجمعة 14 يوليو/تموز، بحجة العملية الفدائية البطولية التي نفذها الأبطال الثلاثة من عائلة جبارين؛ إلاّ أن الحقيقة أن هذه العملية وغيرها من العمليات وحتى حالات التصدي الشعبية؛ إنما هي ردود فعل الحد الأدنى في مواجهة جرائم الاحتلال.

ويبرز “المركز الفلسطيني للإعلام” من خلال هذه القراءة في الأحداث كيف أنّ جرائم الاحتلال وانتهاكاته هي التي حملت الشرارة التي تندلع من خلالها الانتفاضات لتعم أرجاء فلسطين المحتلة كافة.

هبة النفق
لم تتوقف اعتداءات الاحتلال واستباحة حرمته منذ احتلاله، ولم يبدأ سرد الوقائع من تاريخ انتفاضة النفق التي انطلقت في صباح يوم الخامس والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر 1996 بعدما أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على فتح باب نفق الأقصى المشهور، والذي شقته طوال السنوات الماضية بعد محاولتين فاشلتين لفتحه، وكانت المرة الأولى عام 1986، والثانية عام 1994، وهذا النفق يمتد بطول 450 متراً أسفل المسجد الأقصى والعقارات الإسلامية المحيطة به.

وردًا على هذه الخطوة؛ سرعان ما تفجرت انتفاضة شعبية عارمة، واجهتها قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي بكثافة وبعياراتٍ مختلفة، كما استخدمت الطائرات المروحية والدبابات بالإضافة إلى إشراك مغتصبين صهاينة بإطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين؛ ما أدى إلى استشهاد 63 فلسطينيًّا وجرح أكثر من 1600 آخرين.

وفي الوقت الذي عُدّ فتح النفق جريمة ضد المقدسات الإسلامية، ظل الاحتلال يمارس الحفر والتهويد للمسجد الأقصى ومدينة القدس بشكلٍ كامل، حيث استمر في مصادرة الأراضي وهدم البيوت وفرض الضرائب الباهظة على أهالي مدينة القدس، وإرغام الكثير منهم على بيع منازلهم لشركات استثمارية يهودية.

انتفاضة الأقصى
ما إن خفتت موجة هبة النفق، حتى جاء اقتحام رئيس الوزراء الصهيوني مجرم الحرب آرئيل شارون، عام 2000، للمسجد الأقصى لأول مرة بشكلٍ رسمي؛ استفز مشاعر المسلمين والفلسطينيين، الأمر الذي أدى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى، والتي استمرت أحداثها حتى عام 2005.

وتميزت هذه الانتفاضة مقارنة بسابقتها بكثرة المواجهات المسلحة، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الصهيوني بشكلٍ غير مسبوق، راح ضحيتها 4412 شهيدا فلسطينيًّا و48322 جريحا.

ولم تتوقف ممارسات الاحتلال مع رضوخ السلطة لكل مطالبات الاحتلال التي تقضي بوقف انتفاضة الأقصى مقابل تسهيلاتٍ زائفة، فاستمر مسلسل الاستيطان وتضاعف بشكلٍ كبير، واستمر الاعتداء على المنازل والممتلكات الفلسطينية وقتل الفلسطينيين بدمٍ بارد في الساحات والشوارع.

انتفاضة القدس
وظل المسجد الأقصى رغم ادعاء الاحتلال بمنح الفلسطينيين التسهيلات للصلاة فيه، رهينة للعربدة والنفوذ الصهيوني الذي استباح ساحاته، واستمر مسلسل التهويد والاقتحامات بشكل يومي، ومحاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني، الأمر شكل استفزازاً لمشاعر الفلسطينيين، مما أدى أخيراً إلى اندلاع انتفاضة القدس مطلع أكتوبر 2015.

تميزت انتفاضة القدس بالعمليات الفردية بالطعن والدهس، واستخدام الأسلحة النارية المصنعة محليا أو القديمة مثل الكارلو.

ولا تزال انتفاضة القدس مثل النار تحت الرماد تنتظر من يشعل شرارتها من جديد، فهل تكون الشرارة نتيجة القرار الإجرامي بإغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين للمرة الأولى منذ عام 1969؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات