الصبر في فلسطين .. فاكهة صحية للعديد من الأمراض

رغم أنه نبتة صحراوية توصف بـ”صيدلية الصحراء”، إلا أنه ينبت في غالبية المدن الفلسطينية، وقد أطلق عليه البعض “التين الشوكي”، وتشير بعض الدراسات إلى أن الفراعنة القدماء استخدموا عصير الصبر في علاج الكثير من الأمراض، بينما أكدت دراسات أخرى أنها نبتة قديمة زرعها الكنعانيون في فلسطين قبل آلاف السنين، وهذا ما أشار إليه المؤرخ الفلسطيني مصطفى مراد الدباغ في كتابه النفيس “بلادنا فلسطين”.

لفاكهة الصبر -كما يقول خبراء التغذية- فوائد جمة وعديدة، فهو يحتوي على سائل هلامي غني بفيتامين E والعديد من الأحماض الأمينية والمواد المغذية الأخرى المفيدة للجسم والبشرة، كما يحتوي على الكثير من المواد الكيميائية، ويعتبر علاجًا ووقاية للعديد من الأمراض.

ينمو نبات الصبر في فلسطين في فصل الربيع، وتنضج ثماره في أوائل فصل الصيف، وهو ثمرة حلوة المذاق تحاط بغلاف أخضر تنتشر فوقه ندب من الشوك الدقيق ويقشر ثم يتم تناوله بعد تقشيره بسهولة، ويفضل البعض تناوله بعد وضعه في الثلاجة قليلاً ليكون لذيذًا أكثر. 

وشجرة الصبر ترتفع إلى مترين أو أكثر، وأوراقها عبارة عن ألواح كبيرة وسميكة مخزن بداخلها سائل هلامي مخاطي يعده البعض علاجًا للعديد من الأمراض، وينمو ثمر الصبر على هذه الألواح؛ حيث يبدأ على شكل زهرات جميلة ذات ألوان صفراء وبرتقالية كبيره تبدأ تتساقط كلما كبرت الثمرة.

صيدلية الصحراء

وصف الفراعنة نبات وثمار الصبر بأنه “صيدلية الصحراء”، لأنه يشكل علاجًا للعديد من الأمراض، بل يعدّ غذاءً غنيًّا بالكثير من الفيتامينات والمواد العضوية، ولذلك استخدم الفراعنة عصيره في علاج الكثير من الأمراض كما استعملوا ألواحه السميكة كمعجون لنفس الغرض.

وحول القيمة الغذائية لثمرة الصبر يقول الدكتور حسن شعبان التميمي (أستاذ التغذية في جامعة القدس) إن ثمرة الصبر تحتوي على سكر الجلوكوز وسكر الفركتوز وحامض الأسكوربيك وزيت دهني ومادة صمغية تسمى التراجاكانث، وإكسلات الكالسيوم وتانينات ومواد ملونة.

ويضيف الدكتور التميمي في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “يحتوي الصبر على قيمة غذائية عالية، ومن خلال الدراسات التحليلية الكيميائية تبين أنه يحتوي على كميات من الحديد، والبروتين، والألياف، والطاقة، والماء، والفسفور، والدهون، والكربوهيدرات، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والصوديوم، والزنك، وفيتامين “ج 14″، وفيتامين “ب 1″، و”ب 2″، و”ب 3″، والثيامين، والرايبوفلافين، والنياسين، وحمض الفوليك، وذلك بنسب متفاوتة.

وأكد الدكتور التميمي أن ثمار الصبر تقي الإنسان من العديد من الأمراض، خاصة وأن بعض الدراسات أكدت أن ثمر الصبر يقي الجهاز الهضمي من الأكسدة ويرفع نسبة المناعة في الجسم.

قيمة غذائية

وفي دكان العطار، الحاج محمد بركات (76 عامًا) في منطقة باب الزاوية في الخليل يتجمع المتسوقون على باب دكانه بين أكياس التوابل والبهارات المتعددة، ولفت نظرنا العديد من ألواح الصبر المجففه المربوطة بحبل من القنب، وهي معلقة في زاوية من الدكان كقلادة قديمة عفا عليها الزمن.. وعند سؤال مراسلنا للحاج محمد حول جدوى هذه الألواح، قال: “أنا أعمل في العطارة منذ ستين عامًا، وقد تعلمت من جدي رحمه الله ووالدي من بعده، أن ألواح الصبر تفيد الجسم وتعالج مشكلة تأخر الطمث للنساء كما أنها تعالج قرحة المعدة والقاولون، إضافة إلى أن طحنها بعد جفافها وصناعة معجون منها يعالج الثعلبة والصدفية والإكزيما والكثير من التهابات الجلد”. 

وأضاف السعيد أن ألواح الصبر مفيدة للجسم ويمكن للإنسان أن ينقعها في الماء الفاتر لمدة ثلاثة أيام ويشربها لعلاج نهجة الصدر والذبحات الصدرية والتهابات الرئتين.