عاجل

السبت 28/سبتمبر/2024

أسواق المستعمل.. انتشار كبير وإقبال واسع

أسواق المستعمل.. انتشار كبير وإقبال واسع

يعدّ سوق “المستعمل” في الضفة الغربية أحد روافد الاقتصاد الأساسية بسبب الرواج الكبير الذي يلقاه لوجود الفارق الواضح في الأسعار بينه وبين الأدوات الجديدة في ظل الغلاء الفاحش والضائقة الاقتصادية الكبيرة.

فلا تخلو بلدة في الضفة الغربية من عدد ملحوظ من محلات بينع المواد المستعملة، وكذلك المدن الملأى بهكذا محلات وسط رواد كثر في قطاع يشغّل الآلاف ويدر مئات ملايين الدولارات سنويًّا.

ويشير أحد تجار المستعمل، محمد حوشية، لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن سوق المستعمل سوق واسع، ولكن الأكثر رواجًا فيه هو الأجهزة الكهربائية والأثاث بمختلف أصنافه، والمعدات، ويكون بمواصفات ممتازة.

وعن مصدر البضائع، يشير حوشية إلى أنها من أراضي الـ 48؛ فهي التي تغرق الضفة بهذه البضائع، وهناك تجار يجوبون مدن الداخل ويجمعونها ثم تشحن للضفة؛ حيث تعدّ مدينتي قلقيلية شمال الضفة الغربية والخليل جنوبها المركزين الأكبرين لتجميع هذه البضائع ومصدرًا أساسيًّا لكثير من التجار، وهناك أسواق كاملة في قلقيلية على سبيل المثال لهذه المواد، سيما قبل بناء جدار الفصل العنصري عام 2003 ولكنها ما زالت مستمرة.

بضائع عالية الجودة

وحول السر بتوفرها في هذه الكميات، يشير حوشية إلى أن حكومة الاحتلال تمنح محفزات ضريبية وتسهيلات مالية كبيرة للعائلات الصهيونية، تشجعها على شراء الأثاث الجديد بكثرة، ما يجعل هذه الأسر تغير أثاثها بشكل مستمر وأحيانًا كل عام، بالرغم من استعماله لفترات بسيطة، وبالتالي تتوفر كميات ضخمة من الأثاث عالي الجودة تجد طريقها للضفة عبر التجار.

وأشار إلى أنه بعمل صيانة قليلة أو إعادة تغليف يجعل حتى من الصعوبة تمييزها عن الجديد.

وتصل أصناف البضائع إلى كل شيء حتى مكونات البناء، فهذا حسن عطاطرة يشتري مجموعة من الأبواب وشبابيك الألومنيوم بمواصفات ممتازة لكي يضعها في منزله قيد الإنشاء؛ فقد أخذ الباب المستعمل بـ 150 شيقلا، بينما سعره جديدا لدى النجارين يتجاوز ال700 شيقل، فيما لا يحتاج إلا إلى قليل من الدهان ويصبح مثل الجديد.

ويؤكد عطاطرة لمراسلنا: “أنت توفر كثيرًا وتحصل على بضاعة ذات جودة، ولأن “إسرائيل” تعدّ سوقًا قويًّا جدًّا لهذه البضاعة بكميات كبيرة، فإنها متوفرة وفي متناول اليد، وأنا وفرت مبالغ كبيرة جراء شرائي من هذه البضاعة”.

كل المقتنيات

وأما ناصر صوافطة، والذي يعمل في تجارة مواد الحفر المستعملة من “كونغوهات وديسكات ومقصات ومناشير كهربائية وغيرها”، فقد اعتاد على شرائها من الداخل وبها أعطال بسيطة للغاية، ثم يجري عليها بعض أعمال الصيانة ويبيعها بمرابح عالية جدًّا.

ويبين أنه يشتري الماكينة أحيانا بـ 200 شيقل، وسعرها في السوق لا يقل عن 2500 شيقل، وببعض الصيانة البسيطة يبيعها بما لا يقل عن 1500.

ويمتد سوق الأدوات المستعملة القادمة من أراضي 48 للضفة إلى كل شيء، فمحمد هريش من بلدة قفين قضاء طولكرم، والذي يعمل في إنشاء البيوت البلاستيكية الزراعية (الدفيئات الزراعية)، يقول لمراسلنا إن الطلب على الدفيئات المستعملة الموردة من الداخل أكثر من الطلب على الجديدة المستوردة من الخارج، لأن نوعية الحديد في المستعمل أفضل، عدا عن توفير نحو 35% من القيمة الإجمالية للتكلفة.

وبتتبع كل أصناف البضائع، لا تجد صنفًا لا يوجد خط توريد قوي للمستعمل فيه، فأحيانًا تجد قطع أثاث من طاولات سفرة ومقاعد وغيرها بتصاميم رائعة ونوعية خشب (زان) أو غيره لا تتوفر حتى في الجديد وبثلث السعر وأقل. حسب رأي المواطن كريم خمايسة.

وعلى الرغم من أن هذا القطاع يعدّ قطاعًا غير رسمي إلا أن آلاف المواطنين يعملون به، ويقدر التجار حجم المال المدور به سنويًّا بمئات الملايين من الدولارات بالرغم من عدم وجود دراسات رسمية حول ذلك، عدا عن أنه متنفس كبير للعائلات متوسطة وقليلة الدخل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات