الجمعة 10/مايو/2024

كيف يقضي أسرى حماس وقت الإفطار برمضان؟

كيف يقضي أسرى حماس وقت الإفطار برمضان؟

بالرغم من عذابات السجن والسجان في شهر رمضان، إلا أن الأسرى في سجون الاحتلال يحاولون التغلب على كل الظروف، بطرق وأساليب كثيرة، وكل تنظيم في الأسر له طرقه التي تختلف عن التنظيم الآخر؛ إلا أن جميعها تهدف لإبقاء الروح النضالية عالية بين صفوف الأسرى.

يروي الأسير المحرر أحمد بيتاوي، كيف يتغلب الأسرى من حركة حماس على مضايقات السجان في معتقل عوفر، قائلا: “كنا ندخل الغرف في تمام الساعة السادسة، كان بعضنا يقرأ ما تيسر من كتاب الله أو يستمع للمذياع أو يشاهد التلفاز، فيما ينهمك الطباخ بتجهيز الطعام والحلويات أحياناً”.

ويتابع: الأخير “كان يأخذ دور الأم أو الزوجة في المنزل، كان يحق له تذوق الطعام من طرف لسانه، لمعرفة درجة ملوحته وقياس نسبة بهاراته، كما كان يوزع المهام على بقية سكان الغرفة، أحدهم كان “يفرم” السلطة، وآخر يجهز “مطرة” الماء البارد، فيما يقوم ثالث بتوزيع حبات التمر وكاسة العصير وصحن “الشوربا” على عشرتنا”.
 
إتقان الطبخ
وعن مهارات الأسرى بالطبخ، يقول بيتاوي: “الطباخون كانوا متفاوتي المهارة، بعضهم كان محترفاً يتقن إعداد جميع الأصناف والأشكال حتى نقر الكوسا ولف الملفوف، وبعضهم كان طباخاً بالاسم فقط، كانت مهمته الوحيدة إبقاءنا على قيد الحياة”.

ويكمل: “الصنف الأول كان يتقاتل عليه الأسرى، كل يريد أن يحظى بفرصة نقله إلى غرفتهم، وتنهال عليه العروض كلاعبي كرة القدم الدوليين، والشيخ حسن يوسف كان من هذا الصنف (أفضل الطهاة)، كان يستلم إعداد الطعام من الألف إلى الياء، ويرفض أن يساعده أحد، كان يضع الطعام في فم الأسرى، ويمازحهم كما يمازح أبناءه”.

البعد عن الأهل
ويضيف بيتاوي: “في هذه الأثناء كان “المردوان” يمرر الهدايا والتبرعات من الأشناف (طاقة الباب الصغيرة)، بعضها كان من جيراننا في الغرف المجاورة، الهدايا كانت مختلفة: (كاسة بوظا.. صحن شوربة.. محاشي.. زجاجة عصير.. بسكوت)، أما التبرعات فكانت متنوعة: كيلو رز عن روح والد أحد الأسرى.. كيلو تمر عن روح والدة آخر”.

كانت لحظات صعبة بحكم البعد عن الأهل؛ غير أنها كانت مشحونة بالروحانيات، كنا نقرأ المأثورات بشكل جماعي، يقول بيتاوي، “وندعو دعاء الرابطة مستحضرين جميع إخواننا في مشارق الأرض ومغاربها، بعضهم كان مسجوناً في سجون إسرائيلية وفلسطينية وعربية”.

قرقعة
ويتابع وصف تلك اللحظات بأدق التفاصيل: “بعدها كان كل واحد منا يغلق عليه “برشه” بستارة ما، ويدعو دعاءه الخاص، ويلهج لسانه بتمتمات خافتة فاتحاً كفيه إلى السماء، وبعد الأذان كنا ننقض على الطعام، فلا تسمع إلا همسا، وكثيرا من قرقعة “المعالق” وصوت سحب “الشوربا” ولوك الطعام، بعد دقائق تصبح الصحون كالصريم، وتصير قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً”.

بعدها كان يبدأ فريق الجلي عمله، بحسب بيتاوي، “هذا الفريق كان متباين القدرات، بعض أفراده كانوا متمرسين بتنظيف الأواني وإزالة ما علق بها من دهون وحروق، وهؤلاء كانوا لا يأخذون وقتاً طويلاً لإعادة الغرفة إلى سابق عهدها، فيما كان بعضهم مبتدئاً يمسك ليفة الجلي والقشاطة لأول مرة في حياته، لا يعرف من أين يبدأ، وكيف يمسك ذلك الشيء “الطنجرة”، وهؤلاء كانوا يستغرقون وقتاً طويلاً مصحوباً بتوجيهات أمير الغرفة، وتندر وسخرية البقية”.

كان يتخلل ذلك سقوط الأواني وتكسر بعضها وحدوث هرج ومرج خلال عملهم، الفريق الأول كنا نطلق على عمله وصف “ألماني”، والثاني كنا نصف شغله “بالصيني”، كناية عن حسن الجودة أو قلتها، بحسب بيتاوي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع...