السبت 27/يوليو/2024

الفدائيون الثلاثة.. من القرية الهادئة إلى القدس شهداء

الفدائيون الثلاثة.. من القرية الهادئة إلى القدس شهداء

من قريتهم الهادئة “دير أبو مشعل” التي يستنزفها الاستيطان الصهيوني، خرجوا، وكانت وجهتهم الصلاة في المسجد الأقصى، متخطين العواقب والتشديدات الصهيونية، لتكون الصلاة الأخيرة، في الأيام المباركة؛ حيث نفذ الشبان الثلاثة: أسامة عطا، عادل عنكوش، براء عطا، عملية بطولية في منطقة باب العامود، أسفرت عن مقتل مجندة وإصابة 6 جنود آخرين، وارتقاء ثلاثتهم شهداء.

عملية الكارلو
واستخدم الفدائيون الثلاثة سلاح الكارلو (محلي الصنع)، في العملية التي أخرجت الاحتلال عن طوره، فراح ينتقم من القرية الصغيرة الرابضة على مشارف مدينة رام الله، وشرع بأعمال تنكيل واسعة في القرية التي ضرب حصارا مشددا عليها.

كما أبلغ مراسلنا أن الاحتلال أبلغ ذوي الشهداء الثلاثة نيته هدم منازلهم قريبا؛ كإجراء عقابي.

وفور وقوع العملية، تبناها تنظيم “داعش” في محاولة منه لخلط الأوراق؛ حيث تلقف الاحتلال بيان التبني هذا لتشويه المقاومة الفلسطينية، ونعتها بالإرهاب.

إلا أن أهالي قرية دير أبو مشعل، أصدروا بيانا استغربوا واستهجنوا فيه تبني “داعش” للعملية وللشهداء.

وقال البيان: ليعلم الجميع أن سيئة الذكر “داعش” لا أصل ولا نبت لها في قريتنا خاصة، وفي فلسطين عامة، ونرجو من إخواننا الصحفيين أن يتعاملوا مع هذه الأخبار بحذر شديد؛ فانتماء هؤلاء الشباب هو لفلسطين، ولفلسطين فقط.

أما سامي أبو زهري القيادي بحركة حماس قال إن العملية نفذها مقاومان من الجبهة الشعبية، وثالث من حماس، مؤكدا أن نسب “داعش” العملية لنفسه هو محاولة لخلط الأوراق.

عقوبات صهيونية
وما يزال التوتر سائدا في القرية، حيث أصيب ثلاثة شبان بالرصاص في مواجهات مع الاحتلال، السبت، كما أصيب العشرات بالرصاص المغلف بالمطاط، وأصيب آخرون بحالات اختناق.

بدوره، أكد رئيس مجلس قروي دير أبو مشعل، إبراهيم عطا، أن الاحتلال شدد الحصار، وأغلق كل الطرق المؤدية إلى القرية، ومنع المواطنين من الدخول والخروج، كما نصب بوابة حديدية على مدخلها الرئيسي.

وأوضح أن الاحتلال شرع بإجراءات عقابية بحق أهالي البلدة بإغلاق الطرق، وملاحقة الأهالي، والانتشار في حاراتها؛ حيث اقتحمت 30 دورية القرية، واندلعت مواجهات فيها، كما حلقت طائرة مروحية في سماء البلدة، وأعقب ذلك مواجهات عنيفة، وتم وضع باطون،  وحجارة في شوارع فرعية، ووضع بوابة على المدخل الرئيس للبلدة، وصودرت نحو 30 مركبة بحجة أنها مشطوبة.

وقد وزعت قوات الاحتلال منشورات، باللغة العربية على الأهالي تعلن فيها تشديد إجراءاتها في قرية دير أبو مشعل غرب رام الله في أعقاب عملية الطعن في القدس المحتلة.

وقال الشاب محمود خميس متهكمًا على العقوبات: الشهداء الثلاثة رفعوا رؤوسنا عاليا، ولن تهزنا عقوبات الاحتلال، وسنواصل مقاومته حتى طرده وتحرير فلسطين من رجسه.

وقرر الاحتلال سلسلة من العقوبات بحق عوائل الشهداء،  من بينها بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”: سحب تصاريح الدخول إلى الكيان من عوائل الشهداء الثلاثة المنفذين لعملية القدس، والتحقيق معهم، حيث أجرت اليوم قوات الاحتلال عملية مسح تمهيدية لمنطقة منازل ذوي الشهداء الثلاثة في قرية دير أبو مشعل استعدادا لهدمها.

يشار إلى أن قرية دير أبو مشعل تقع إلى الشمال الغربي من رام الله، وترتفع عن سطح البحر حوالي 460 م، وتحيط بالقرية أراضي عابود، وبيتللو، وجمالا، وشقبا؛ ويبلغ عدد سكان القرية 3358 نسمة حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للعام 2004.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات