مسجد جنين الكبير.. حكاية التاريخ الحاضن للدعوة
يعدّ مسجد جنين الكبير أو مسجد فاطمة خاتون كما يعرف تاريخيا أهم المعالم التاريخية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، بل يعد من أبرز المعالم التاريخية في الحضارة الإسلامية في فلسطين، ومن أقدم التحف المعمارية العثمانية.
بني المسجد أواخر عهد السلطان العثماني المرحوم سليمان القانوني سنة 974هـ الموافق 1566 ميلادية، وقد بنته السيدة فاطمة خاتون ابنة محمد الأشرف بن قانصوه الغوري، سلطان المماليك الذي انتصر عليه السلطان سليم الأول العثماني، في معركة مرج دابق الشهيرة في شمال حلب السورية في 23/8/1516 ميلادية، وذلك على أنقاض مسجد صغير بني في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، حينما جاء فاتحا لفلسطين ليتسلم مفاتيح القدس.
قصة بناء المسجد
وتعود قصة بناء المسجد إلى زيارة السيدة فاطمة خاتون بلدة جنين في رحلتها التاريخية من لبنان وسوريا مروراً بفلسطين، ولما وصلت بلدة جنين أعجبها موقعها، حيث البساتين العامرة، والمياه المتدفقة ومن حولها مرج ابن عامر الشهير بتاريخه وخصوبة أراضيه، وقررت حينما وصلت إلى موقع المسجد الحالي أن تنشئ مسجداً بعدما رأت المكان خاليًا من المساجد.
وتبدو الآثار شاهدة على ما تعرضت له جنين في عام 1799 من غزو الفرنسيين على يد نابليون بونابرت، الذي قصف المدينة بالمنجنيق، وتصدى له الأهالي في معركة تُعرف بمعركة المرج، وأصاب نابليون أحد الأعمدة الشرقية للمسجد الكبير، وألحق به دمارًا.
null
وقفية المسجد
ويشير الباحث في تاريخ جنين، مخلص محجوب، في كتابه “جنين ماض وحاضر” إلى أن السيدة فاطمة خاتون بعدما بنت المسجد جعلت له أوقافا بعدة مناطق فلسطينية متعددة لتشكل دخلا اقتصاديا للإنفاق على المسجد وموظفيه تعدّ من كبرى وقفيات العالم الإسلامي، ويصل مضمونها إلى 26 بلدة ومدينة في فلسطين وبلاد الشام.
وكان يحوي عند بنائه تكية إطعام الفقراء والمساكين وعابري السبيل ومخبزا أقيم لأجل ذلك، ضمن الوقفية، ليكون معلما متكاملا للعلم والإيمان، ومأوىً لابن السبيل، ويجد فيه الفقير والمسكين طعامه وبغيته، كما يحوي حاليا مكتبة ضخمة، وكان هناك حمام تركي ضخم ذو قبة تشبه قبة المسجد، لكنه تصدع نتيجة زلزال ضرب فلسطين عام 1927، وتأذت مرافق المسجد منه أيضا، لكن بلدية جنين هدمت الحمام التركي، بدلاً من ترميمه في خمسينيات القرن الماضي، وحولته إلى ساحة عامة أصبحت سوقا للخضار بعد ذلك، فيما بقي قبر السيد علي جاويش، المشرف على بناء المسجد في عهد فاطمة خاتون، داخل ساحة المسجد شاهدا على عصر مضى.
منارة دعوة وإيمان
ويعدّ مسجد جنين الكبير حاضنة الدعوة الإسلامية في المدينة، فمنه تخرج مئات الشباب الملتزم، ولا تخبو فيه أنوار حلقات القرآن الكريم.
ويؤكد مدير أوقاف جنين الشيخ صلاح جودة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن لمسجد جنين الكبير مكانة دينية وتاريخية مهمّة تتطلب اهتماما خاصا به سواء من حيث قيمته الدينية أو الأثرية، فقد شكل منذ إقامته معلما بارزًا على مستوى المعالم الدينية في فلسطين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
أبو عبيدة: نتنياهو يزج بجنوده ليقتلوا بأزقة غزة بدلا من تبادل الأسرى
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال أبو عبيدة، الناطق باسم حركة كتائب القسام، إن قيادةُ العدو تزجّ بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نُعوشٍ من أجل البحث...
إسطنبول تستضيف مهرجان طوفان الأحرار دعمًا لفلسطين
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام تستمر فعاليات المهرجان يومين، بمشاركة ممثلين من 60 دولة، وينظمه الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، وحركة إنسان...
الأورومتوسطي: وفاة عشرات الجرحى والمرضى جراء إغلاق معبر رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن استمرار إغلاق معبر رفح البري بين قطاع وغزة ومصر بعد سيطرة جيش الاحتلال...
سرايا القدس تطلق رشقة صاروخية تجاه عسقلان
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصف مدينة عسقلان المحتلة برشقة صاروخية وتنفيذ عدة عمليات في...
إعلام عبري: تفكك “كابينت الحرب” أقرب من أي وقت مضى
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" إن تفكك كابينيت الحرب بات قريبًا أكثر من أي وقت مضى، لا سيما وأن...
مشعل: مستمرون في جهادنا و3 خطوات مطلوبة للضغط على الاحتلال
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام حدد رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، السبت، ثلاث خطوات للضغط على الاحتلال لوقف عدوان ومحاسبته على جرائمه، حاثا...
بعد ملحمتي رفح وجباليا.. هل أيقنت إسرائيل بوهم القضاء على المقاومة؟
غزة - المركز الفلسطيني للإعلامبعد مضي قرابة 8 أشهر على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بدعم أمريكي أوروبي واضح، والإعلان...