العكوب …الوجبة الرمضانية المفضلة للولائم في الضفة

مع الارتفاع الكبير للأسعار عامة، وللمواد الغذائية خاصة، من التجار؛ وفي الأيام الأوائل لشهر رمضان المبارك، لا يعدم مواطنو الضفة الغربية الحيلة في تقليل مصاريف رمضان على موائد الإفطار؛ وذلك باستهلاك ما خزنوه قبل شهرين من الأعشاب التي تعدّ من الأكلات الشعبية التراثية المفضلة مثل أكلة العكوب.

ووسط المشاعر الجياشة والفرحة بقدوم رمضان، تجهز ربة المنزل هدى ربايعة من نابلس مائدة الإفطار لأولادها الثلاثة المتزوجين ثاني أيام رمضان؛ من العكوب؛ حيث تقول: “طبخة العكوب باللبن، أجهزها وسط الفرحة بقدوم الشهر الفضيل، ونبتة العكوب تجمعنا في رمضان، فطعمها لذيذ جدًّا والكل يرغبها ويطلبها”.

طرق طبخ العكوب

وعن طريقة طبخ العكوب تقول ربايعة: “يطبخ العكوب بعدة طرق كثيرة ومتنوعة، منها القلي مع البيض، لكن أشهر وأشهى طرق طبخه هي مع اللبن ولحم الضأن إلى جانب الأرز المفلفل، ولارتفاع أسعار اللحوم هذه الأيام في رمضان من النادر أن نطبخه مع اللحم إلا بما تيسر؛ وأطبخه بطرق أخرى كثيرة ومتنوعة، والقليل من ربات البيوت من يعرفها”.

“مع أيام رمضان الأولى؛ لا تكاد تجد طبخة العكوب تفارق الموائد خاصة في قرى وبلدات الأرياف بالضفة الغربية، كونها شبه مجانية تكون قد جمعت وخزنت من فصل الربيع، والكل يحبها”؛ تقول ربة الأسرة سهاد المصري من بلدة عابود شمال رام الله.

وتتابع المصري: “عند اختيار ما بين عدة أنواع من الأكلات الشعبية فإن أكلة العكوب تكون الاختيار المفضل من غالبية ربات الأسر، فأنا مثلاً في اليوم الأول كانت عزومة شقيقاتي، بطلب منهن طبخت العكوب، والكل هنا يستخدمها بشكل رئيسي في موائد شهر الخير والبركة شهر رمضان، خاصة في العزائم والولائم مع الأهل والأقارب والأصدقاء”
 
نبتة للادخار

وتقطف المزارعة حليمة الوزني من بلد قريوت جنوب نابلس كل عام العكوب لبيعه وتخزينه لرمضان وتستخدمه للطبيخ، وتقول إنها باعت بمئات الشواقل للمواطنين مع حلول شهر رمضان من المجمد عندها، فالكل يطلبه في رمضان.

 وتضيف: “نبتة العكوب مجانية، وتنمو في جبال الضفة خاصة منطقة الأغوار، وبرغم خطر المستوطنين الدائم والجهد الكبير في تنظيف النبتة من الأشواك، إلا أنني كل موسم أجمع كمية لا بأس بها لنا، وما يزيد عن الحاجة أبيعه بعد تجميده.

وبحسب الموسوعة الفلسطينية، فإن “العكوب” نبته شوكية يطلق عليها الفلاحون “العجوب” تمتلئ بجبال ووديان وتلال الضفة الغربية في فصل الربيع؛ حيث يعد شهر آذار وشهر نيسان من كل عام موسمًا لقطاف وتسويق وتخزين و”تعكيب” نبتة العكوب كما يطلق عليها أهل ريف نابلس ورام الله؛ والعكوب هو نبات شوكي أخضر ينبت في جبال وأغوار فلسطين ومنطقة الجولان، ويعدّ من أفخر وأهم المأكولات الفلسطينية شهرة وتميزًا خاصة في موائد شهر رمضان المبارك.