عاجل

السبت 28/سبتمبر/2024

في رمضان.. ثلاثية إسرائيلية تخنق أسواق القدس

في رمضان.. ثلاثية إسرائيلية تخنق أسواق القدس

لم يحرك حلول شهر رمضان المبارك، عجلة الحركة التجارية في القدس المحتلة، التي تئن تحت وطأة ثلاثية الحصار والضرائب والمخالفات “الإسرائيلية”؛ وما ترتب عليها من تدهور اقتصادي عام.

ويشتكي التجار المقدسيون، الذين استطلع “المركز الفلسطيني للإعلام” آراءهم؛ من الضرائب الباهظة المفروضة عليهم من سلطات الاحتلال، فضلاً عن تأثيرات الإغلاق المتكرر لمحالهم التجارية بفعل قرارات الاحتلال التعسفية تحت ذريعة الحجج الأمنية.

قيود الاحتلال
ويقول التاجر أحمد دنديس، ويقع محله عند مدخل باب العمود: إن مدينة القدس، كانت تعيش بسلام لحين وضع جدار الفصل العنصري عام 2000، ما منع إخواننا من الضفة من الوصول إلى المدينة للتسوق في أسواقها، وانحصر ذلك على أبناء المدينة والأحياء المجاورة لها.

وأدى فرض الاحتلال قيودًا على وصول فلسطينيي 48، وفق دنديس، للمزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية في المدينة، مشيرًا إلى أن معظم التجار يشتكون من تراجع نشاطهم، وهم مدينون بسبب قلة المتسوّقين.

ويشير التاجر دنديس في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن قوات الاحتلال استغلت العمليات الفدائية التي وقعت قرب باب العامود، في فرض المزيد من القيود والإجراءات الأمنية التي انعكست سلبا على الحركة التجارية، خاصة أنه رافق ذلك إغلاقات متكررة وإجراءات صعبة قلصت وصول المتسوقين للمنطقة.

 


null

حملة ضريبية شرسة
ويؤكد أن الحملة الضريبية الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال على تجار البلدة القديمة، رافقت الإجراءات السابقة لتزيد من تفاقم الأمور، موضحا أن الضرائب الاحتلالية وخاصة ضريبة “الأرنونا” (ضريبة يفرضها الاحتلال على الأملاك حيث تتقاضي سلطات الاحتلال قرابة 80 دولار، على كل متر مربع من أي عقار يملكه مقدسي في المدينة من محل تجاري أو منزل)، وكذلك المخالفات أنهكت التجار، وأن جميعهم مدينون لبلدية الاحتلال في القدس المحتلة بعشرات آلاف الشواكل؛ ما أدى إلى تراجع وضع التجار لعشرات السنين للوراء.


null

وأعرب عن أسفه لعدم تبني أية جهة مشاكل وقضايا التجار وأهالي القدس، الذين دخلت أعداد كبيرة منهم في دائرة الفقر؛ ما يتطلب وقفة جادة إلى جانب أهالي البلدة القديمة بعيدا عن الشعارات الرنانة.

ووفق الإحصاءات الرسمية؛ فإن 75% من سكان القدس الفلسطينيين، يعيشون تحت خط الفقر، فيما تصل البطالة في صفوف الشبان إلى أكثر من 30% في المدينة.

حصار ومخالفات
بدوره يقول تاجر اللحوم والدجاج، خضر النتشة، ويقع محله في سوق المصرارة: إن الأوضاع الاقتصادية سيئة للغاية بسبب الحصار المفروض على المدينة المقدسة وارتفاع أسعار اللحوم والدجاج والغلاء بشكل عام.

كما أشار في حديثه لمراسلنا، إلى ارتفاع وتيرة المخالفات التي تفرضها شرطة الاحتلال، بحق السائقين الذين يركنون سياراتهم في سوق المصرارة، مبينا أنه نتيجة لذلك قرر المتسوقون التوجه إلى بلدة العيزرية؛ كون أسعارها أكثر انخفاضا من القدس.

القيود والإغلاق
ورغم الجمود، يأمل التاجر توفيق الحلواني في البلدة القديمة أن يشهد شهر رمضان المبارك حركة تجارية نشطة، مبينًا أن إغلاق سلطات الاحتلال المدينة أمام المصلين من أبناء الضفة الغربية وسحب تصاريحهم وتحديد أعمار المصلين، يساهم في انخفاض الحركة الشرائية.


null

وقبيل حلول شهر رمضان، أعلنت سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” سلسلة قيود أمام الفلسطينيين، داخل القدس المحتلة، وفي المسجد الأقصى خلال الشهر الفضيل، شملت تحديد عمر المسموح لهم بالوصول للمسجد والمدينة المحتلة طوال الشهر الفضيل وخلال عيد الفطر.

وبموجب هذه الإجراءات، لن يسمح لمن هم دون 30 عاما بالحصول على تصاريح للوصول إلى الأقصى، في حين يشترط لمن هم بين 30 و40 عاما من الرجال الحصول على تصاريح خاصة للوصول إلى الأقصى أيام الجمَع وفي ليلة القدر فقط، وسيسمح لمن هم فوق 40 عاما وللنساء بالدخول دون تصريح.

واشتكى الحلواني من دفع مبالغ عالية لسلطات الاحتلال بحجة الضرائب التي تتعدد من ضريبة الدخل وضريبة الـ 17% وضريبة “الأرنونا” والتأمين الوطني، مطالبا بضرورة دعم صمود التجار المقدسيين أمام حجم معاناتهم الكبيرة.


null

بدوره وصف التاجر عصام الزغير، صاحب محل فوانيس رمضان في شارع الواد بالبلدة القديمة، الحركة التجارية بالسيئة، مشيرًا إلى أن مسيرة الأعلام الصهيونية التي جرت قبل أيام دفعت التجار إلى إغلاق محالهم، وهو أمر يتكرر بين الحين والآخر.

سياسة الإفقار
ويؤكد عضو الهيئة الإدارية للغرفة التجارية في القدس، مصطفى أبو زهرة، في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن التجار يعانون أوضاعًا اقتصادية صعبة في ظل ما تتعرض له المدينة المقدسة من انتهاكات احتلالية ترهق التاجر المقدسي، وكان آخرها مسيرة الأعلام الصهيونية قبل عدة أيام التي جرت في شوارع القدس في مشهد استفزازي للدلالة على أن القدس موحدة تابعة للاحتلال الصهيوني، وفق زعمهم.

ومع سوء الأوضاع، يناشد أبو زهرة، التجار وخاصة بائعي اللحوم بشتى أنواعها تخفيض الأسعار وعدم رفعها، ومراعاة الأوضاع الاقتصادية الصعبة للمقدسيين.


null

null

null

 

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات