مسيرة الأعلام .. الرواية اليهودية لمسح الهوية المقدسية

رأي خبراء ومحللون مقدسيون، في تصريحات منفصلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن مسيرة الأعلام اليهودية، التي نظمها الاحتلال أمس في مدينة القدس المحتلة وساحة البراق في الذكرى الـ50 لاحتلال المدينة، محاولة صهيونية لـ”مسح الهوية المقدسية وإضفاء الهوية اليهودية” على المدينة.

وقال المحلل السياسي الشيخ ناجح بكيرات، إن الاحتلال الصهيوني يشن حملة غير مسبوقة في ذكرى الخمسين لاحتلال المدينة لم يسبق لها مثيل منذ العام 67 من خلال عدة محاور.

مشيراً إلى أن الاحتلال “يستغل هذه الذكرى البشعة من خلال التخطيط مسبقا لبرنامج تهويدي جعل فيه زيادة في اقتحامات المسجد الأقصى، وزيادة في جلب أكبر أعداد ممكنة من اليهود وخاصة من فئة الشبان المتطرفين الذين تربوا على الحقد والكراهية من أجل تهجير السكان الأصليين في القدس.

وقال إن صورة اليهود الذين حملوا الأعلام الصهيونية بسوالفهم وطواقيهم وكلماتهم ورقصاتهم، تدلل على نوعية هذا الجمهور الذي جاء ليضيق الخناق على سكان المدينة الفلسطينيين، وإثبات بأن المدينة المقدسة تقع تحت السيطرة الصهيونية.

وأضاف “الاحتلال نشر أعدادا كبيرة من قواته لحماية المشاركين في المسيرة، وأغلق العديد من الشوارع، وطلب من أصحاب المحال التجارية إغلاق محالهم من أجل قمع المقدسيين وتخويفهم وتشريدهم، وتجفيف الوجود الفلسطيني المقدسي والعربي في القدس”.

العنصرية الصهيونية
فيما وصف الناشط المقدسي حاتم عبد القادر مسيرة الأعلام الصهيونية بالاستفزازية تحت حماية ودعم شرطة الاحتلال، نكاية بالمواطنين الفلسطينيين.

وقال عبد القادر لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” إن السماح للمسيرة  باختراق أحياء “القدس الشرقية” هي نوع من التنكيل بالمواطنين الفلسطينيين وخاصة التجار داخل البلدة القديمة، مؤكدا أن ما جرى يعبر عن العنصرية والحقد الصهيوني تجاه الفلسطينيين.

وأكد أن مثل هذه المسيرات لا تعني شيئا بالنسبة لنا ولن تنشئ حقا للاحتلال في مدينة القدس، وبالتالي إذا كان المقصود من هذه المسيرات إرسال رسائل للفلسطينيين والمجتمع الدولي بأن القدس موحدة وتم تكريسها عاصمة لـ”إسرائيل” بالتأكيد هي رسالة ليس لها قيمة بالنسبة لنا.

بدورها، أكدت منظمة العفو الدولية أن هذه المسيرة أقيمت على أراضٍ محتلة عام 1967 والتي احتلت بشكل غير قانوني وفقا للقانون الدولي، فقد احتلت “إسرائيل” منذ 50 عاما الشطر الشرقي من القدس، وأنشأت به نظامًا ينتهك القانون الإنساني الدولي بما في ذلك من تدمير وهدم منازل، وعقاب جماعي واعتقالات تعسفية واعتقالات أطفال وقتل غير مشروع. 

وقالت في بيان صحفي “وبما أن المسيرة مرت في القدس الشرقية تدعو منظمة العفو الدولية إلى توفير حماية مشددة للفلسطينيين القاطنين في القدس، خاصة، الحي الإسلامي في البلدة القديمة لتجنب أعمال العنف والاعتداءات التي تعرض إليها الفلسطينيون في الماضي”.  

وأضافت “وتعد المصادقة التي أعطيت لمرور المسيرة استفزازا لن يؤدي فقط إلى المس بالسكان الفلسطينيين في القدس وانتهاك حقوقهم الأساسية، بل من  الممكن أن يؤدي أيضا إلى عنف في المدينة المنقسمة أساسا بسبب العنصرية والتمييز بين سكانها الفلسطينيين و”الإسرائيليين”.