الجمعة 28/يونيو/2024

عائلة رمضان تودع ابنا وراء القضبان وتستقبل آخر حرًّا

عائلة رمضان تودع ابنا وراء القضبان وتستقبل آخر حرًّا

في الوقت الذي كانت عائلة أحمد رمضان من بلدة تل إلى الجنوب من مدينة نابلس  تتأهب لاستقبال ابنها الأسير معتز وترسم ملامح فرحتها حتى في أحلامها قبل يوم واحد على موعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال، كانت غرابيب الليل وخفافيشها تحيك لها المعاناة والقهر؛ لتبدد هدوء نومها وجمال أحلامها المنتظرة أن تتحول إلى واقع بعد ساعات.

عقارب الساعة تشير إلى ما بعد الواحدة فجرًا، لتنتشر جيبات الاحتلال المتخمة بالجنود في شوارع بلدة تل قبل أن تتوجه إلى محيط منزل المواطن أحمد رمضان، وتفرغ حمولتها من الحقد والجنود في آن واحد، لتحيل هدوء العائلة إلى خراب، وفرحتها بقرب الإفراج عن نجلها معتز إلى مأساة بعد اعتقال شقيقه حمزة.

صدمة تخالف التوقعات

وظنت العائلة في بداية الأمر بأن تواجد الاحتلال في الحارة التي يسكنون، لا تستهدف منزلهم وعائلتهم، وما هي إلا لحظات، وكان طرق باب منزلهم من جنود الاحتلال لتتغير التوقعات، ولتتحول إلى سيناريو آخر يتعلق برغبة الاحتلال في تنغيص حياة العائلة والتنكيد عليها وإيصال رسائل، وخصوصًا مع قرب الإفراج عن نجلها بعد أقل من 48 ساعة من سجون الاحتلال الصهيوني.

“وين حمزة؟.. بدنا إياه”.. كلمات كانت كفيلة بأن تكون صادمة لكل أفراد العائلة أكثر من مشهد الخراب الذي أحدثه الجنود أثناء اقتحامهم للمنزل؛ فلم يكن بحسبانهم بأن يكون نجلهم حمزة هدفًا للاعتقال، وكان قبلها بيوم واحد فقط يضع مراسيم استقبال شقيقه الأسير معتز، والذي أمضى في سجون الاحتلال عامين كاملين.

وتابعت العائلة في وصف ما حدث معها لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الجنود تعمدوا عند اقتحام المنزل فجر يوم  الثلاثاء (16-5) نشر أجواء من الرعب من خلال الزج بعشرات الجنود وإحضار العديد من القوات الراجلة والآليات حول المنزل، ولكن لم نكن نتوقع للحظة أن يكون الهدف هو حمزة”.

وأكملت: “بعد أن طالت أيدي الجنود كل شيء في البيت تم تجميعنا في غرفة واحدة وسط الصرخات والوجوه المشوهة بالسواد، بينما انفرد أحد الضباط بالتحقيق الميداني مع حمزة قبل أن يصدر الأوامر للجنود بتكبيل حمزة، ومن ثم ربط عينيه بعصابة، وليصطحبوه بعدها إلى أحد الجيبات العسكرية التي تولت نقله لأحد معتقلاتهم اللعينة”.

محاولة لقتل الفرحة

وأردفت العائلة: “نسلم أمرنا لله عز وجل، واعتقال نجلنا قبل يوم واحد فقط من الإفراج عن شقيقه هو محاولة لتيئيسنا وإحباطنا وقتل فرحتنا بالإفراج عنه، وهذا بإذن الله لم ولن يتحقق للاحتلال الذي يريد أن يسرق أجواء السعادة من بيننا”.

ويعمل حمزة (25 عامًا) في أحد مصانع الرخام والشايش بعد أن أنهى دراسته في كلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية، ليبدأ معترك الحياة معيلاً لعائلته قاضيًا لحوائجها ومساعدًا لها.

وتنتظر العائلة اليوم الأربعاء (17-5) الإفراج عن نجلها معتز، بعد أن أمضى في سجون الاحتلال الصهيونية عامين كاملين، ولسان حال العائلة يقول “وان كنا نستقبل ابنًا ونودع آخر، إلا أن إرادة الله فوق كل شيء وضريبة الانتماء لهذا الوطن تستحق منا مزيدًا من الصبر، وإن الفرج آت لا محالة”. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات