عائلة رمضان تودع ابنا وراء القضبان وتستقبل آخر حرًّا

في الوقت الذي كانت عائلة أحمد رمضان من بلدة تل إلى الجنوب من مدينة نابلس تتأهب لاستقبال ابنها الأسير معتز وترسم ملامح فرحتها حتى في أحلامها قبل يوم واحد على موعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال، كانت غرابيب الليل وخفافيشها تحيك لها المعاناة والقهر؛ لتبدد هدوء نومها وجمال أحلامها المنتظرة أن تتحول إلى واقع بعد ساعات.
عقارب الساعة تشير إلى ما بعد الواحدة فجرًا، لتنتشر جيبات الاحتلال المتخمة بالجنود في شوارع بلدة تل قبل أن تتوجه إلى محيط منزل المواطن أحمد رمضان، وتفرغ حمولتها من الحقد والجنود في آن واحد، لتحيل هدوء العائلة إلى خراب، وفرحتها بقرب الإفراج عن نجلها معتز إلى مأساة بعد اعتقال شقيقه حمزة.
صدمة تخالف التوقعات
وظنت العائلة في بداية الأمر بأن تواجد الاحتلال في الحارة التي يسكنون، لا تستهدف منزلهم وعائلتهم، وما هي إلا لحظات، وكان طرق باب منزلهم من جنود الاحتلال لتتغير التوقعات، ولتتحول إلى سيناريو آخر يتعلق برغبة الاحتلال في تنغيص حياة العائلة والتنكيد عليها وإيصال رسائل، وخصوصًا مع قرب الإفراج عن نجلها بعد أقل من 48 ساعة من سجون الاحتلال الصهيوني.
“وين حمزة؟.. بدنا إياه”.. كلمات كانت كفيلة بأن تكون صادمة لكل أفراد العائلة أكثر من مشهد الخراب الذي أحدثه الجنود أثناء اقتحامهم للمنزل؛ فلم يكن بحسبانهم بأن يكون نجلهم حمزة هدفًا للاعتقال، وكان قبلها بيوم واحد فقط يضع مراسيم استقبال شقيقه الأسير معتز، والذي أمضى في سجون الاحتلال عامين كاملين.
وتابعت العائلة في وصف ما حدث معها لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الجنود تعمدوا عند اقتحام المنزل فجر يوم الثلاثاء (16-5) نشر أجواء من الرعب من خلال الزج بعشرات الجنود وإحضار العديد من القوات الراجلة والآليات حول المنزل، ولكن لم نكن نتوقع للحظة أن يكون الهدف هو حمزة”.
وأكملت: “بعد أن طالت أيدي الجنود كل شيء في البيت تم تجميعنا في غرفة واحدة وسط الصرخات والوجوه المشوهة بالسواد، بينما انفرد أحد الضباط بالتحقيق الميداني مع حمزة قبل أن يصدر الأوامر للجنود بتكبيل حمزة، ومن ثم ربط عينيه بعصابة، وليصطحبوه بعدها إلى أحد الجيبات العسكرية التي تولت نقله لأحد معتقلاتهم اللعينة”.
محاولة لقتل الفرحة
وأردفت العائلة: “نسلم أمرنا لله عز وجل، واعتقال نجلنا قبل يوم واحد فقط من الإفراج عن شقيقه هو محاولة لتيئيسنا وإحباطنا وقتل فرحتنا بالإفراج عنه، وهذا بإذن الله لم ولن يتحقق للاحتلال الذي يريد أن يسرق أجواء السعادة من بيننا”.
ويعمل حمزة (25 عامًا) في أحد مصانع الرخام والشايش بعد أن أنهى دراسته في كلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية، ليبدأ معترك الحياة معيلاً لعائلته قاضيًا لحوائجها ومساعدًا لها.
وتنتظر العائلة اليوم الأربعاء (17-5) الإفراج عن نجلها معتز، بعد أن أمضى في سجون الاحتلال الصهيونية عامين كاملين، ولسان حال العائلة يقول “وان كنا نستقبل ابنًا ونودع آخر، إلا أن إرادة الله فوق كل شيء وضريبة الانتماء لهذا الوطن تستحق منا مزيدًا من الصبر، وإن الفرج آت لا محالة”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...