الجمعة 28/يونيو/2024

أم سامر العيساوي.. الباحثة عن أبنائها في غرف فارغة

أم سامر العيساوي.. الباحثة عن أبنائها في غرف فارغة

“تصوروا كيف يمكن أن أعيش في ظل غياب أبنائي عني، بيد أن الإنسان يجب أن يكون قويا أمام الاحتلال، أما من ناحية إنسانية أنا محطمة، فبيتي فارغ، وكل غرفه مغلقة، عندما أشتاق لأولادي أدخل لغرفهم وأنظر لملابسهم وصورهم، أعيش في المنزل من قلة الموت”، بهذه الكلمات اختزلت الحاجة ليلي عبيد “أم سامر العيساوي” معاناة الأم الفلسطينية، دون أن يتوقف لسانها وقلبها عن الدعاء، وهي تنتظر فرجًا قريبًا لأبنائها الأسرى لدى سلطات الاحتلال.

خنساء فلسطين، أو أم الأسرى، شكلت حالة فلسطينية فريدة بصبرها وقوة جلدها، وجمعت بين الحسنيين (الأسرى والشهادة)، فأم سامر العيساوي أم لشهيد وأربعة أسرى، و- للمولودة في عام النكبة- تجربة قديمة مع الاحتلال، ساهمت ببلورة مواقفها وصلابة عودها، فقد استشهد نجلها رأفت في عيد ميلاده السابع عشر، خلال المظاهرات الاحتجاجية على مجزرة الحرم الإبراهيمي في 1994.

ومنذ سنوات طويلة كانت أم سامر على تماس مباشر مع تجربة الأسر، فقد وقع فيه كل أبنائها رأفت، ومدحت (أسير)، وفراس، وسامر (أسير)، وشادي (أسير)، الذين قضوا الكثير من طفولتهم وشبابهم في المعتقلات، ولم تنج منه شقيقتهم شيرين (ما زالت أسيرة)، التي درست القانون كي تدافع عن أشقائها، فاعتقلت، وما زالت تمنع اليوم من مزاولة المهنة، بذريعة جديدة في كل مرة. 

وفي تعليقها على إضراب الأسرى، ترى الأم الرؤوم، أن مطالب الأسرى إنسانية بحتة، ومن المفترض تحقيقها دون الشروع بالإضراب عن الطعام، كحال أسرى الحرب في العالم”.

وتضيف: “هم يطلبون العلاج في المستشفيات كسائر البشر، وتوفير اختصاصيين، خاصة أن الكثير من الأسرى مصابون بأمراض السرطان والقلب والكلى، وأمراض مزمنة تستلزم العلاج المختص”، وتتساءل أين المشكلة في ذلك؟.

وتشير في حديثها، لـ “المركز الفلسطيني للاعلام” إلى أن مستشفى سجن الرملة، (زارته عدة مرات خلال إضراب نجلها سامر) لا يقدم أدنى العلاجات للأسرى المضربين، فالدواء الوحيد المتوفر، هو حبوب “الأكامول” (عبارة عن مسكنات) لعلاج كل الأمراض، حتى الخطيرة منها”، موضحة أنها زارت المستشفى عندما كان سامر مضربا عن الطعام، واشتكت من انبعاث روائح كريهة منه، وقالت حينها: “إنه لا يصلح أن يكون مستشفى”.

وبينت أن مطالب الأسرى عادلة وجد بسيطة، بتمديد فترة زيارة عائلاتهم، وتحسين أوضاعهم المعيشية اليومية، وتمكينهم من رؤية أولادهم الصغار، وإدخال الملابس لهم، موضحة أن نجلها سامر ( يقبع في سجن النقب  منذ عام)، محروم من الحصول على ملابس، وتساءلت للمرة الثانية، لماذا يعاقب، ولم توجه له تهمة حتى اليوم، ألا يكفي أنه اعتقل من جديد، وأعيد له حكمه السابق؟.

قد يطول ليل “أم سامر”، لكن فجر الحرية آت، والتجمل بالصبر هو سلاح السيدة الفلسطينية التي تحولت إلى ناطقة رسمية باسم عائلتها، وهي تستقبل يوميًا عشرات الوفود، ومئات الاتصالات الهاتفية، بينما تزدحم صفحتها بعبارات وجمل الدعم والتأييد والدعاء.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات