عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

في ذكرى النكبة.. حماس تتصدى لتصفية قضية اللاجئين

في ذكرى النكبة.. حماس تتصدى لتصفية قضية اللاجئين

“ترفض حماس كلّ المشروعات والمحاولات الهادفة إلى تصفية قضية اللاجئين، بما في ذلك محاولات توطينهم خارج فلسطين، ومشروعات الوطن البديل؛ وتؤكد أنَّ تعويضَ اللاجئين والنازحين الفلسطينيين عن الضرر الناتج عن تشريدهم واحتلال أرضهم هو حقّ ملازم لحق عودتهم، ويتم بعد تنفيذ هذا الحق، ولا يلغي حقّهم في العودة ولا ينتقص منه”.. بهذه الصياغة جاء البند الثالث عشر في وثيقة “المبادئ والسياسات العامة” التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية “حماس” مطلع مايو/ أيار الجاري.

هذه الوثيقة التي جاءت لتحمل جميع المواقف والمبادئ والخطوط السياسية العامة التي تنتهجها الحركة منذ انطلاقتها، لتؤكد على أنّ فلسطين بحدودها من نهر الأردن شرقاً إلى البحر المتوسط غرباً، ومن رأس الناقورة شمالاً إلى أمّ الرشراش جنوباً وحدة إقليمية لا تتجزّأ، وهي أرضُ الشعب الفلسطيني ووطنُه.

وتضيف: “إنَّ طردَ الشعب الفلسطيني وتشريدَه من أرضه، وإقامة كيانٍ صهيونيّ عليها، لا يلغي حقَّ الشعب الفلسطيني في كامل أرضه، ولا ينشئ أي حق للكيان الصهيوني الغاصب فيها”.

دائرة اللاجئين

وأنشأت حركة “حماس” دائرة خاصة باللاجئين في العام 2001، بقرار من قيادة الحركة، دائرة متخصصة بموضوع اللاجئين الفلسطينيين في شتى أنحاء تواجدهم.

وسعت الدائرة منذ نشأتها إلى الحفاظ على حقوق اللاجئين الفلسطينيين التاريخية والسياسية والاقتصادية والثقافية، ونشر التوعية بين صفوف أبناء الشعب الفلسطيني بقضيتهم، والدفع باتجاه تحسين أوضاعهم، ودعم وتنسيق الجهود المحلية والإقليمية والدولية لحماية حقوقهم، والتعويض والمساهمة في إيجاد الظروف المواتية التي تمكنهم من العودة إلى مدنهم وقراهم.

وبحسب الدكتور عصام عدوان رئيس الدائرة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، فإنّ الدائرة تسعى إلى تطوير العمل المؤسسي للاجئين بما يتلاءم مع مشروع التحرير، وتعزيز صمود اللاجئين في أماكن لجوئهم بما يمكنهم من التمسك بحقوقهم وثوابتهم.

وأشار عدوان، إلى أنّ الدائرة تساهم في تفعيل اللاجئين واستقطابهم وتحريكهم في أماكن لجوئهم، وتأهيلهم لأداء دور الطليعة في مشروع التحرير وتحقيق العودة.

كما تسعى إلى تطوير موقف وطني فلسطيني موحد يحافظ على حقوق اللاجئين، وكذلك الارتقاء بمستوى الخطاب الإعلامي والعمل الثقافي والفني بما يخدم قضية اللاجئين.

وشدد رئيس دائرة شؤون اللاجئين على سعي حركته الحثيث عبر الدائرة بإحداث تغيير إيجابي على المستوى العربي والإسلامي والدولي لصالح قضية اللاجئين.

مواقف ثابتة

في أكثر من  مناسبة كررت قيادات حركة “حماس” وعلى رأسهم إسماعيل هنية، الذي أصبح من قريب رئيساً للمكتب السياسي للحركة، رفضهم المطلق للوطن البديل، أو تنازل حركته عن قضية اللاجئين.

حيث اختصرت إحدى فقرات وثيقة “المبادئ والسياسات العامة” الحديث بالقول: “إنَّ حقَّ العودة للاجئين والنازحين الفلسطينيين إلى ديارهم التي أُخرجوا منها، أو منعوا من العودة إليها، سواء في المناطق التي احتلت عام 1948 أم عام 1967 (أي كل فلسطين)، هو حقٌّ طبيعي، فردي وجماعي، تؤكدُه الشرائع السماوية والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، والقوانين الدولية، وهو حقّ غير قابل للتصرّف من أيّ جهة كانت، فلسطينية أو عربية أو دولية”.

يشار إلى أنّ معظم قيادات حركة “حماس” هم من اللاجئين، سيما رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، والذي تعود أصوله إلى قرية الجورة قضاء مدينة عسقلان المحتلة، ويقطن ولا يزال، مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة.

تطلعات استراتيجية

الكاتب والمحلل السياسي علي هويدي، أكّد أن حركة “حماس” تنظر إلى قضية العودة واللاجئين بتطلعات استراتيجية، معتمداً على ما ورد في وثيقتها الجديدة، التي شددت على أنّ القضية الفلسطينية في جوهرها قضية أرض محتلة وشعب مهجر.

وأوضح هويدي، أنّ وثيقة “حماس” عملت على تأصيل آليات حق العودة، من خلال تمسكها بالمقاومة خيارا استراتيجيا لتحرير فلسطين وتحقيق العودة، وبناء الدولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي: “بهذا المعنى فإن حركة “حماس” وبعد 30 سنة من انطلاقتها، ومرور 69 سنة على نكبة فلسطين؛ تكون قد حافظت على ثوابتها الوطنية ورؤيتها الاستراتيجية لقضية اللاجئين والنازحين، وحق عودتهم لبيوتهم في فلسطين المحتلة من بحرها إلى نهرها، وليس إلى أي مكان آخر، مشترطة بوثيقتها التاريخية أن تكون العودة بعد التحرير، وهذا بتقديرنا ما يؤمن به الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات