الإثنين 12/مايو/2025

انتخابات الضفة.. البيرة تنشد تغييرا بمجلسها البلدي

انتخابات الضفة.. البيرة تنشد تغييرا بمجلسها البلدي

مدينة البيرة أو”داون تاون” الضفة، إحدى أهم المدن الفلسطينية، يقدر عدد سكانها للعام 2016م بـ(49) ألف نسمة، وتعدّ الممر الواصل ما بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.

ويعرف عن مدينة البيرة بأنها منطقة حيوية تحتوي على أغلب المقرات الحكومية، فضلا عن وجود مراكز ومعاهد تعليمية، ومستشفيات ومراكز صحية، وقطاع واسع من الخدمات.

وقد عانت بلدية البيرة على المستوى الإداري في الفترة السابقة الممتدة منذ العام 2012م، وإلى هذه السنة من غياب التعددية السياسية، التي تفرز الكفاءات من الأحزاب والعائلات كافة، وذلك بعد أن سيطرت حركة فتح على مجلسها البلدي عام 2012، عقب مجلس فازت به حركة حماس بأغلبية ساحقة عام 2005، حيث وضعت العراقيل أمامه في محاولة السيطرة عليه.

وفي العام 2012 أعادت السلطة إجراء الانتخابات البلدية بالضفة دون قطاع غزة، في ظل عدم توافق شعبي فلسطيني، وهو ما جعلها تعيد السيطرة على البلديات تحت غلاف “انتخابي” اتسم بمنافسة حركة فتح نفسها، أو تعيين أعضاء المجالس بشكل مباشر من وزارة الحكم المحلي.

وتحتضن مدينة البيرة، 6 عائلات، تشكل التعداد الأكبر من السكان الأصليين في المدينة، وهي (العابد، والطويل، وقرعان، والقراقرة، والحمايل، والرفيدي).

وتنشد بلدية البيرة، كما باقي المحافظات والبلديات في الانتخابات البلدية القادمة في الثامن من شهر أكتوبر القادم، أن تفرز نتائج هذه الانتخابات مجموعة من الكفاءات القادرة على الرقي بالمستوى الخدماتي في مختلف المجالات الصحية والتعليمية، بعيدا عن الحسابات الحزبية الضيقة التي عانتها المدينة في السنوات الأخيرة في ظل إحكام السيطرة عليها من حركة فتح وتفردها في مصير البلدية.

خمس قوائم انتخابية
ويقول المحلل السياسي عزيز كايد، من سكان البيرة، “إن هناك غياب للحماسة في انتخابات البيرة التي تشارك فيها 5 قوائم انتخابية بينها قائمة حزبية صرفة لحركة فتح، وهناك قائمة مستقلين تضم كفاءات يقف على رأسها مهندس سابق للبلدية”.

ويعزو سبب عدم الحماسة إلى غياب التنافس الحزبي، وعدم قناعة المواطن المحلي بوجود إنجازات وتقديم مستوى خدمات جيدة من المجالس السابقة، ناهيك عن العراقيل التي وضعت للمجلس المنتخب بنزاهة والتي فازت فيها قائمة التغيير والإصلاح وترأسها الشيخ جمال الطويل القابع حاليا في سجون الاحتلال.

ويتابع كايد: “أمل المواطن أن يتمكن أصحاب الكفاءة من الوصول للبلدية وتقديم الأفضل من خدمات ومشاريع للمواطنين، وأن لا يقف البعض أمام تنفيذ تطلعاتهم”. 

وتعدّ الانتخابات البلدية القادمة فرصة مهمة لسكان مدينة البيرة لفرز مجموعة من الكفاءات المهنية القادرة على تلبية الاحتياجات التي ينشدها السكان، ونقل المدينة من حكم التسلط والتفرد إلى حكم توافقي يليق بمكانتها وأهميتها، وهي تحوي الكثير من الشخصيات الاعتبارية والمهنية القادرة على إحداث التغيير.

 

أبرز التحديات

وما زالت بلدية البيرة تفتقر إلى الكثير من المشاريع والخدمات، وعاجزة عن تلبية متطلبات المواطنين ومشاريع البنية التحتية وغيرها من الأمور الأخرى، نتيجة ما واجه المجالس البلدية من عقبات ومحاولات إفشال، فبدوره يقول علاء قرعان، الموظف في دائرة العلاقات العامة في بلدية البيرة، بأن البلدية تحتاج إلى تحويل الكثير من المشاريع من كلمات في الدعاية الانتخابية إلى حقيقة واقعية على الأرض.

ويرى قرعان أن مكب النفايات، على سبيل المثال، واحد من أهم الأمور التي تشغل بال المواطنين في تلك المنطقة، إلى جانب حاجة المدينة إلى إعادة النظر في الهيكل التنظيمي لها، كونها تشهد اتساعا وزيادة في عدد السكان.

كما ويبرز، بحسب قرعان، تحدي الشباب، قائلا: “الشباب في المدينة بحاجة إلى مرافق أولا، ثم إلى دمجهم بالواقع المجتمعي بشكل صحيح، إلى جانب، إعادة تأهيل الموظفين الموجودين في البلدية خلال سنوات”.

ويشير قرعان بأن مدينته بحاجة أيضا إلى إعادة نظر في التخطيط المروري للشوارع، ومعالجة ظاهرة الأزمة المرورية الخانقة التي تشهدها المدينة، ومن جانب آخر، فإن غياب المساحات الخضراء يعدّ تحديا آخر لأي مجلس قادم، كون المدينة تحولت إلى كتل إسمنتية ضخمة.

وأمام الإخفاقات التي شهدتها بلدية البيرة ومجالسها في السنوات الأخيرة، إلى جانب التعطيل الذي حصل للمجلس البلدي المنتخب بعد 2005، فإن ثقة الناخب تزعزعت، الأمر الذي يؤشر إلى احتمالية تراجع نسبة التصويت والتفاعل بشكل ملحوظ خلال الانتخابات بعد عدة أيام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات