قراءة في وثيقة حماس
نشرت قيادة حماس في الأول من مايو/ أيار وثيقة أسمتها (وثيقة المبادئ والسياسات العامة)، وقد ضمنتها تعريفا لحماس بأنها حركة تحرر فلسطينية تعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولم تتحدث الوثيقة عن صلة حماس بحركة الإخوان المسلمين، وهذا شيء جديد لأن خصوصية القضية الفلسطينية يقتضي من حماس الوقوف عند هويتها الخاصة بأنها حركة تحرر وطني فلسطيني، وليست جزءا من حركات خارج فلسطين، وأنها تتمثل الإسلام بشموليته، وهو ما يوجه حركتها في المجالات كافة.
وذكر مشعل أن الوثيقة تستند إلى فكرتين مفتاحيتين؛ الأولى أن حماس حركة حيوية متجددة تتطور في وعيها وفكرها وأدائها السياسي كما تتطور في أدائها المقاوم والنضالي وفي مسارات عملها.
وأضاف أن الفكرة الثانية هي أن حماس تقدم بوثيقتها نموذجًا في التطور والانفتاح والتعامل الواعي مع الواقع دون الإخلال لأصل المشروع واستراتيجياتها ولا الثوابت والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
ويلاحظ أن الوثيقة ركزت على مفهوم الصراع السياسي، وأنها تعادي الاحتلال ولا تعادي اليهود، وأنها تؤمن بتحرير كامل تراب فلسطين، وأن الاحتلال باطل، وأن وعد بلفور باطل ومنعدم، وأن الشعب الفلسطيني شعب واحد، وأن قضية اللاجئين والأرض هي جوهر الصراع، وأن حق العودة حق فردي غير قابل للتصرف، وأكدت الحركة على تمسكها بالثوابت الفلسطينية.
وأكدت الوثيقة على مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية والإسلامية، وأن القدس عاصمة فلسطين، وأن المسجد الأقصى هو للفلسطينيين والمسلمين خالصا مائة في المائة.
وحين تعرضت الوثيقة لحدود ١٩٦٧م، قالت حماس إنها لا ترفض قيام دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧م، بل هي تقبل ذلك دون التفريط بحق الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم ووطنهم، وأنها صيغة توافقية وطنية مشتركة تقصد بين الفصائل الفلسطينية.
إن القضية الفلسطينية قضية إنسانية ومن واجب الأمم الإنسانية مساعدة الشعب الفلسطيني على نيل حقوقه المغتصبة وإقامة دولته، وهنا لا تذكر الوثيقة دولة بعينها، ولكنها تجرم الاحتلال والعدوان، وتعرف السلام بأنه لا يكون باستمرار العدوان والاحتلال.
لقد أعادت حماس في وثيقتها جل المبادئ السياسية العامة التي نادت بها في السنوات الماضية، وأكدت على عدم معاداة اليهود كيهود وديانة؛ بل هي تعادي الاحتلال، وتوشك الوثيقة أن تقدم رؤية فلسطينية ذات مرجعية إسلامية للصراع مع الاحتلال وهي تؤكد على الهوية الوطنية الفلسطينية التي لا ارتباطات خارجية لها بغيرها من الجماعات والحركات الإسلامية الدعوية، لأنها تريد ألّا تترك لأحد فرصة المزايدة عليها، في ضوء موقف بعض الدول من حركة الإخوان المسلمين.
وفي المجال العربي أكدت الوثيقة على احترام حماس للدول العربية كافة، واستعدادها للتعاون معها دون التدخل في شئون أي من الدول العربية، وتطالب بإسناد عربي للحقوق الفلسطينية، والعمل في الساحات المشتركة مع الدول كافة، على أرضية أن فلسطين هي قضية العرب كلهم، وأن العدوان على فلسطين هو عدوان على الأمة العربية كافة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
شمال غزة يواجه أكبر عملية تطهير عرقي ومطالبات بتدخل فوري لوقف التهجير
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن شمال قطاع غزة، يواجه أكبر عملية تطهير عرقي إسرائيلي، محذرًا بأن عدوان الاحتلال...
عدوان إسرائيلي واسع على مخيم الفارعة في طوباس
طوباس - المركز الفلسطيني للإعلام اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منتصف الليلة الماضية مخيم الفارعة جنوب طوباس، ودفعت بتعزيزات عسكرية جديدة من حاجز...
مشعل: نرفع القبعة لحاضنتنا الشعبية في غزة العزة
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، أن طوفان الأقصى أوقف مشروع هدم الأقصى وعطله، وأربك الكيان الصهيوني، وأعاد...
لليوم الـ 369.. القسام يواصل الاشتباك والتصدي للعدوان
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام لليوم الـ 369 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع...
إضراب بجامعات المغرب.. وآلاف الطلاب يتظاهرون تضامنا مع غزة ولبنان
الرباط – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر آلاف الطلاب بعدة جامعات المغربية، الأربعاء، تضامنا مع قطاع غزة ولبنان بمواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية التي...
لازاريني: 400 ألف شخص محاصرون في شمالي قطاع غزة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، فيليب لازاريني، الأربعاء، إن هناك أكثر من...
قادة منظمات عربية وإسلامية بأمريكا: إدارة بايدن خانت الثقة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعرب مسلمو وعرب الولايات المتحدة عن استيائهم الشديد من الدعم المطلق الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لإسرائيل خلال...