الخميس 10/أكتوبر/2024

قراءة في وثيقة حماس

د. يوسف رزقة

نشرت قيادة حماس في الأول من مايو/ أيار وثيقة أسمتها (وثيقة المبادئ والسياسات العامة)، وقد ضمنتها تعريفا لحماس بأنها حركة تحرر فلسطينية تعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولم تتحدث الوثيقة عن صلة حماس بحركة الإخوان المسلمين، وهذا شيء جديد لأن خصوصية القضية الفلسطينية يقتضي من حماس الوقوف عند هويتها الخاصة بأنها حركة تحرر وطني فلسطيني، وليست جزءا من حركات خارج فلسطين، وأنها تتمثل الإسلام بشموليته، وهو ما يوجه حركتها في المجالات كافة.

وذكر مشعل أن الوثيقة تستند إلى فكرتين مفتاحيتين؛ الأولى أن حماس حركة حيوية متجددة تتطور في وعيها وفكرها وأدائها السياسي كما تتطور في أدائها المقاوم والنضالي وفي مسارات عملها.

وأضاف أن الفكرة الثانية هي أن حماس تقدم بوثيقتها نموذجًا في التطور والانفتاح والتعامل الواعي مع الواقع دون الإخلال لأصل المشروع واستراتيجياتها ولا الثوابت والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

ويلاحظ أن الوثيقة ركزت على مفهوم الصراع السياسي، وأنها تعادي الاحتلال ولا تعادي اليهود، وأنها تؤمن بتحرير كامل تراب فلسطين، وأن الاحتلال باطل، وأن وعد بلفور باطل ومنعدم، وأن الشعب الفلسطيني شعب واحد، وأن قضية اللاجئين والأرض هي جوهر الصراع، وأن حق العودة حق فردي غير قابل للتصرف، وأكدت الحركة على تمسكها بالثوابت الفلسطينية.

وأكدت الوثيقة على مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية والإسلامية، وأن القدس عاصمة فلسطين، وأن المسجد الأقصى هو للفلسطينيين والمسلمين خالصا مائة في المائة.

وحين تعرضت الوثيقة لحدود ١٩٦٧م، قالت حماس إنها لا ترفض قيام دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧م، بل هي تقبل ذلك دون التفريط بحق الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم ووطنهم، وأنها صيغة توافقية وطنية مشتركة تقصد بين الفصائل الفلسطينية.

إن القضية الفلسطينية قضية إنسانية ومن واجب الأمم الإنسانية مساعدة الشعب الفلسطيني على نيل حقوقه المغتصبة وإقامة دولته، وهنا لا تذكر الوثيقة دولة بعينها، ولكنها تجرم الاحتلال والعدوان، وتعرف السلام بأنه لا يكون باستمرار العدوان والاحتلال.

لقد أعادت حماس في وثيقتها جل المبادئ السياسية العامة التي نادت بها في السنوات الماضية، وأكدت على عدم معاداة اليهود كيهود وديانة؛ بل هي تعادي الاحتلال، وتوشك الوثيقة أن تقدم رؤية فلسطينية ذات مرجعية إسلامية للصراع مع الاحتلال وهي تؤكد على الهوية الوطنية الفلسطينية التي لا ارتباطات خارجية لها بغيرها من الجماعات والحركات الإسلامية الدعوية، لأنها تريد ألّا تترك لأحد فرصة المزايدة عليها، في ضوء موقف بعض الدول من حركة الإخوان المسلمين.

وفي المجال العربي أكدت الوثيقة على احترام حماس للدول العربية كافة، واستعدادها للتعاون معها دون التدخل في شئون أي من الدول العربية، وتطالب بإسناد عربي للحقوق الفلسطينية، والعمل في الساحات المشتركة مع الدول كافة، على أرضية أن فلسطين هي قضية العرب كلهم، وأن العدوان على فلسطين هو عدوان على الأمة العربية كافة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات