العمال المقدسيون.. لقمة مغموسة بـالموت

تغمس لقمة العامل المقدسي يوميا بـ”الموت”، فإن وجد نفسه مساء بين أطفاله، تنهد طويلا وحمد الله، أما غير ذلك، فالإحصائيات تقول إن نسبة الوفيات في صفوف العمالة الفلسطينية داخل الكيان الصهيوني وصلت إلى 70%، ناهيك عن ظلم هضم الحقوق، واستغلال المشغلين.. كلها معاناة يعانيها المقدسي لسلخه عن المدينة المقدسة.

ويقول مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري: إن وضع العامل الفلسطيني بشكل عام صعب، فيما العامل المقدسي لا يُعطى حقوقه بشكل كامل، ويُهضم، ويتعرض لاعتداءات.

ويشير الحموري، لـ“المركز الفلسطيني للاعلام”، إلى أن نسبة البطالة في صفوف العمال المقدسيين تتعدى الـ15%، ناهيك عن الظروف القاسية جدا التي يعيشونها، موضحا أن بعضهم تعرضوا لعمليات قتل، مضيفا أنها جزء من منظومة الظلم، “كما أنه مقارنة بالعامل الصهيوني، لا يتلقى نظيره المقدسي نفس الرواتب والاستحقاقات”.

وبين الحموري أنه حتى بعض المؤسسات التجارية الصهيونية تتعامل بشكل احتلالي، وتستغل القوانين الصهيونية، والكثير من التقارير تشير إلى أن هناك تماديًا في هذه القضايا، منبّهًا لانعدام وسائل الأمن والأمان في الورش الكبيرة، ما يؤدي إلى وفاة العمال نتيجة حوادث العمل.

وحذر الحموري من استقدام أكثر من 20 ألف عامل صيني للكيان، ما قد يؤثر بشكل سلبي وسريع على العمال الفلسطينيين، وتحديدا المقدسيين، وبالتالي زيادة نسبة البطالة.

70% وفيات
ويقول منويل عبد العال، عضو الأمانة العامة لاتحاد نقابات عمال فلسطين: إن أكثر القطاعات التي يعمل بها العمال هي الخدمات والبناء والحافلات والورش والمصانع الصغيرة، مشيرا إلى أن الظروف التي يعيشها العمال المقدسيون صعبة وقاسية.

وتابع: “إنهم يعملون ساعات طويلة، ما بين (10-12) ساعة يوميا”، مبينا أنهم “يتعرضون للتمييز عن العمال الإسرائيليين، الذين يحصلون على تسهيلات وإغراءات ورواتب جيدة بالمقارنة مع العامل الفلسطيني حامل الهوية الزرقاء”.

وأكد عبد العال، أن هذه الظروف المأساوية تنعكس على كل القطاعات التي يعمل بها العامل المقدسي خاصة قطاعي الخدمات والبناء، موضحا أن القطاع الأخير يوصف بالصعب ؛ نظرًا لأن العمال يعملون في أوضاع شاقة وتحديدا في فصل الصيف، حيث درجات الحرارة المرتفعة وظروف العمل صعبة للغاية .

وأشار إلى أن حوادث العمل كثيرة؛ فنسبة الوفيات في العام 2016م، للعمال الفلسطينيين بشكل عام، وصلت إلى 70%، نتيجة إصابات العمل داخل الكيان وهي نسبة عالية جدا.